عادي

فيينا تستعيد حياتها تدريجياً.. وتواصل التحقيق في الهجوم

00:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بدأت فيينا التي لا تزال تحت وقع صدمة هجوم مساء الاثنين، تشهد حركة طبيعية في ظل إجراءات الإغلاق جراء جائحة كوفيد-19 في حين تطرح أسئلة حول المتابعة القضائية للمهاجم المعروف من السلطات، فيما تواصلت ردود الفعل المنددة بالهجوم الإرهابي، ودعا شيخ الأزهر إلى توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، كما دعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية إلى إقرار تشريع عالمي يجرم أشكال الكراهية والعنصرية والتمييز كافة.

في مكان وقوع الهجوم الذي أسفر عن سقوط أربعة قتلى في قلب العاصمة النمساوية، وضعت الزهور وأضيئت شموع في حين لا تزال الدوائر التي رسمها المحققون ظاهرة على الأرض. إلا أن الحركة عادت صباح أمس الأربعاء. فقد شهدت قطارات الأنفاق وعربات التراموي حركة نشطة فيما عادت المتاجر لاستقبال الزبائن وسلك الأطفال طريق المدرسة مجدداً. وحدها المطاعم تبقى مقفلة بسبب إجراءات الإغلاق الثاني. وطلب من سكان العاصمة ملازمة منازلهم الثلاثاء خشية من وجود مهاجم ثان في المدينة إلا أن السلطات استبعدت هذا التهديد الآن. وقال مدير الأمن في العاصمة فرانتز روف: «تفيد المعلومات المتوافرة لدينا في الوقت الراهن بوجود مهاجم واحد سيطر عليه عناصرنا». وتبقى الشرطة في حالة تأهب في بلد اكتشف بشكل مباغت أنه ليس بمنأى عن هجمات متطرفة كبيرة. ولا يزال المحققون يستجوبون 14 شخصاً بعدما صادروا الثلاثاء «كمية كبيرة من المعدات». وأوضح روف «من الممكن أن يكون هؤلاء وفروا دعماً» لمنفذ الهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه. لكن كيف تمكن كيوتيم فيزولاي «المقاتل في داعش» من الإفلات من متابعة السلطات القضائية المعروف منها؟ سؤال فرض نفسه أمس الأربعاء غداة انتقادات وجهها وزير الداخلية. فقد حكم على هذا النمساوي البالغ 20 عاماً وهو من أبوين أصلهما من مقدونيا الشمالية، بالسجن في إبريل/نيسان 2019 لمحاولته الالتحاق بصفوف الإرهابيين في سوريا لكن أفرج عنه في ديسمبر/كانون الأول قبل أن ينهي عقوبته. وعلق المستشار النمساوي المحافظ سيبستيان كورتز: «لم يكن بالتأكيد قراراً صائباً. لو لم يطلق سراحه لما حدث الهجوم». وكانت عقوبة المنفذ تنتهي في يوليو/تموز.

وتوالت ردود الفعل المنددة بالهجوم الإرهابي، وطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية. وأعرب شيخ الأزهر عن تعاطفه مع عائلات الضحايا، داعياً إلى توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية.

ودانت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت عدة مدن وعواصم عالمية، وكان آخرها الهجمات التي استهدفت العاصمة النمساوية فيينا، والهجوم على جامعة كابول بالعاصمة الأفغانية إلى جانب الهجمات الإرهابية في مدينتي باريس ونيس الفرنسيتين وأدت إلى سقوط العديد من الأبرياء وإصابة آخرين. ودعت اللجنة في بيان لها إلى ضرورة العمل على إعلاء قيم التعايش والتسامح والسلام، وعدم الربط بين الأديان وهذه الحوادث الإجرامية البعيدة كل البعد عن تعاليم الأديان. وأوضحت أن تصاعد حوادث الإرهاب وخطاب الكراهية والتمييز خلال الأيام الأخيرة يؤكد الحاجة إلى استراتيجية عالمية عاجلة للتصدي لهذه الأفكار، والتحرك السريع لمواجهتها انطلاقاً من المبادئ والقيم التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية مع أهمية العمل على إقرار تشريع عالمي يجرم أشكال الكراهية والعنصرية والتمييز كافة.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"