عادي

قواعد الحماية البريطانية.. هل تحمي شركات التقنية الإنجليزية من «التهام» خارجي؟

10:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
قواعد الحماية البريطانية.. هل تعمي شركات التقنية الإنجليزية من «التهام» خارجي؟

أدخلت الحكومة البريطانية قواعد جديدة مصممة لحماية أفضل وألمع الشركات البريطانية من التهامها من قبل دول أخرى، يحتمل أن تكون معادية.
لكن البعض يتساءل عما إذا كانت القواعد، التي تم العمل عليها منذ عدة سنوات وبدأ تطبيقها اعتباراً من يوم الأربعاء، قليلة جداً ومتأخرة كثيراً نظراً لأن اثنتين من أكثر الشركات البريطانية ابتكاراً تم بيعهما بالفعل لمستثمرين من الخارج.
فقد تم بيع صانع الرقائق «آرم» Arm ومقره كامبريدج إلى شركة سوفت بنك اليابانية العملاقة للتكنولوجيا في عام 2016، وتم بيع مختبر الذكاء الاصطناعي «ديب مايند» DeepMind ومقره لندن لشركة جوجل Google في عام 2014.
وقال مات كليفورد، الرئيس التنفيذي لشركة إنتربرونور فيرست، لشبكة CNBC إنه كان ينبغي على الحكومة أن تتدخل «على الأرجح» في هذه الصفقات. وقال: «التكنولوجيا قضية أمن قومي كبيرة ومتنامية.. السيادة التكنولوجية مهمة للغاية».
ويعتقد إيان هوجارث، رائد الأعمال الذي تحول إلى مستثمر تقني، أنه كان ينبغي تأميم شركة «ديب مايند» من قبل حكومة المملكة المتحدة حتى لا تضطر إلى بيع نفسها إلى عملاق تقني خارجي.
وكتب هوجارث في مقال يعود ليونيو 2018: «أجد صعوبة في تصديق أن المملكة المتحدة لن تكون في وضع أفضل إذا كانت ديب مايند لا تزال شركة مستقلة... ما المبلغ الذي ستقبله جوجل لبيع ديب مايند ؟ 5 مليارات دولار؟ 10 مليارات دولار؟ 50 مليار دولار؟ من الصعب تخيل قيام جوجل ببيع ديب مايند إلى أمازون أو تينسينت أو فيسبوك بأي ثمن تقريباً».
وأضاف هوجارث: «بعد فوات الأوان، هل كان من الأفضل لحكومة المملكة المتحدة منع هذا الاستحواذ والمساعدة في إبقائها مستقلة؟ حتى الآن، هل هناك قضية يتعين تقديمها للمملكة المتحدة لعكس هذا الاستحواذ وشراء ديب مايند من جوجل وإعادتها ككيان مستقل؟».
وفي حين أن ديب مايند شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن «آرم» شركة رائدة في أشباه الموصلات أو الرقائق. تُستخدم هياكل الشرائح الموفرة للطاقة في 95% من الهواتف الذكية في العالم، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها جوهرة تاج صناعة التكنولوجيا البريطانية.
يقول جون كروكروفت، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كامبريدج: «في حالة آرم، لا أستطيع أن أرى سبب عدم قيام بعض المستثمرين هنا بالمزايدة على الأشخاص الأجانب... الذراع هي نجاح هائل وقابلة للتطبيق على المدى الطويل أيضاً.»
تقوم «سوفت بنك» الآن ببيع آرم لشركة نيفيديا الأمريكية لصناعة الرقائق مقابل 40 مليار دولار، لكن هناك عدداً من العقبات التي يجب التغلب عليها قبل إتمام الصفقة، بما في ذلك الجهات التنظيمية في الصين.
على الرغم من أن ديب مايند و آرم لم يعودا بريطانيتين في أعين بعض الناس، إلا أن هناك عدداً من شركات التكنولوجيا الأخرى سريعة النمو والتي تعد كذلك - ويمكن أن تستحق الحماية. شركة الأمن «دارك ترايس» Darktrace و«جراف كور» Graphcore لصناعة الرقائق الذكية، على سبيل المثال.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والرقائق، قال كروكروفت إن بريطانيا لديها شركات طيران وتكنولوجيا حيوية تستحق الحماية، مثل أنظمة «بي أيه إي» BAE Systems.
وأشار البعض إلى أن القواعد الجديدة قد تجعل من الصعب على المؤسسين ومستثمريهم بيع الشركات.
لكن كريس سميث، صاحب رأس المال الاستثماري في بلاي فير كابيتال في لندن، قال لـ CNBC إنه لا يعتقد أنه سيكون لها تأثير مادي. وقال: «من المرجح أن يكون النطاق محدوداً إلى حد ما، سواء من حيث عدد الدول المدرجة في قائمة (بلا اتفاق) والعدد الذي سيلبي الاختبار الاستراتيجي... في الواقع، يعكس ما نعرفه بالفعل، أن لدينا عالمين تقنيين - واحد في الغرب والآخر في الشرق».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"