دبي: عبير أبو شمالة
قال مازن خوري الرئيس التنفيذي لدى شركة «أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط» أن على مؤسسات الخدمات المالية المسارعة في تبني تقنيات التحول الرقمي، أو ستعاني من أجل البقاء في ظل الأوضاع الحالية التي ما زالت تفرضها تبعات الجائحة، كما يجب على هذه المؤسسات أن تكون أكثر انتقائية في استثماراتها مع تنامي الطلب على الخدمات المالية الرقمية والتحول في توجهات العملاء.
وقال خوري في تصريحات ل«الخليج» إن الأزمة أدت إلى زيادة في معدلات التسوق عبر الإنترنت، ما أسفر عن نمو صحي للغاية في بعض فئات الإنفاق ويتوقع استمرار مثل هذه الميول حتى نهاية العام على الأقل وربما أبعد من ذلك.
وأضاف خوري أن الاختلاف الرئيسي مقارنةً بالأزمات السابقة يتمثل في ممارسة الأشخاص التباعد الاجتماعي على نطاق واسع في حياتهم الشخصية والمهنية، ولهذا كان للوضع الجديد أثر بالغ على كل شيء.
وكما هي الحال مع العديد من البنوك والمؤسسات المالية، فقد شهدنا في الشركة اهتماماً متنامياً بالتقنيات الرقمية، ولحسن الحظ، فقد استبقت الشركة كل الظروف عبر الاستعداد المبكر لهذا التحول الحاصل حول العالم، حيث كانت لدينا بالفعل مختلف الأدوات الرقمية التي تتيح لنا البقاء على اتصال سواء بين الإدارات والأقسام أو مع عملائنا في البلدان التي نعمل فيها.
وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا في مساعدة البنوك على تجاوز الأزمة قال خوري: في بداية هذه الأزمة أعدنا بالشركة ترتيب الأولويات الاستثمارية واتخذنا قراراً بالاستمرار في عملية تسريع التحول الرقمي والمبادرات الرقمية، وكذلك فعلت العديد من المؤسسات المالية حول العالم، فعلى سبيل المثال، أتحنا لأعضاء بطاقاتنا إمكانية تسديد فواتيرهم باستخدام نقاط العضوية الخاصة بهم عبر تطبيق الهاتف النقال، وفيما يتعلق بالبنوك بات الآن وأكثر من أي وقت مضى، يجب على مؤسسات الخدمات المالية أن تختار استثماراتها بتمعن، فحسب شركة ديلويت، لقد ازداد استخدام العملاء للخدمات المصرفية عبر الإنترنت بنسبة 35 % خلال جائحة كوفيد-19 وقد أثرت هذه السلوكيات الجديدة بشكل كبير في أولوياتنا وعلى الطريقة التي نخدم ونتواصل بها مع عملائنا.
ولقد شهدنا زيادة في معدلات التسوق عبر الإنترنت، وقد أسفر ذلك عن نمو صحي للغاية في بعض فئات الإنفاق، وعلى سبيل المثال شهدت فئة العملاء من ذوي مستويات الدخل العالي تغيراً في طلبات خدمة «الكونسييرج» من «أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط»،فعادةً ما تكون ترتيبات ارتياد المطاعم الخدمة الأكثر طلباً، بينما ما يحصل الآن هو طلب السلع الفاخرة مثل الساعات.
وعن رؤيته لتأثير الأزمة على مختلف الأسواق التي تعمل بها الشركة لاسيما دولة الإمارات، أوضح خوري أن قطاع الخدمات المالية في مختلف الدول، شهد تغيراً كبيراً حيث تطور المجتمع المعتمد على الدفع بالنقد إلى مجتمع أكثر اعتماداً على التكنولوجيا، وساهم كوفيد-19 في تسريع هذا التغيير بشكلٍ كبير.
وقد أدى النمو السريع للتجارة الإلكترونية والاقتصاد القائم على الطلب إلى ظهور احتياجات جديدة للعملاء والتي ستستمر في التطور بالتوازي مع التغيرات التي يشهدها العالم بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ اعتماد العملاء بشكل متسارع على الهاتف النقال لإدارة حياتهم اليومية، سعياً منهم للمزيد من الأمان.
وأرى أن مستقبل القطاع المصرفي والمالي يكمن في تبني العمل عبر الإنترنت، وتقديمه حلولاً مناسبة ومصممة حسب احتياجات العملاء، وفي الوقت المناسب لكل عميل.
