عادي

تريم وعبد الله عمران صنعا أهم مطبوعة في المنطقة

02:29 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

القاهرة: «الخليج»، غريب الدماطي
سعيد فرماوي، فنان الكاريكاتير المصري المعروف، كان أول رسام للكاريكاتير في جريدة «الخليج»، حيث عاصر أول خطوات الإصدار الثاني للجريدة، منذ بدء المؤسّسيْن الراحليْن تريم وعبد الله عمران رحمهما الله، تجهيز الأعداد التجريبية للجريدة.
ويحكي سعيد فرماوي، عن هذه الأيام، بقوله: منذ أن وصلت إلى مقر الجريدة، قادماً من القاهرة، حرصت أولاً على القيام بجولات متعددة ومستمرة داخل دولة الإمارات، كي أتعرف على مناحي الحياة كافة، حتى أعكس ذلك في رسوماتي، فقمت بالتعرف على العادات والتقاليد الإماراتية، وهو ما مكنني من تقديم رسوم كاريكاتيرية تحظى بإعجاب القراء الإماراتيين والعرب.

مرحلة التجهيز

وينتقل فرماوي للحديث عن مرحلة التجهيز، بقوله: كان الراحل المؤسس الأستاذ تريم عمران، رحمه الله، حريصاً على مشاركة الجميع برأيه في مختلف الجوانب الفنية والتحريرية، خلال مرحلة التأسيس، حيث كان يعتبرنا جميعاً أسرة واحدة، واستطاع بذلك تشكيل فريق عمل قوي ومترابط، طوال عملي بالجريدة، وقد لمست استمراره في هذا النهج.
ويضيف: كنت ضمن الفريق الذي أعد الماكيت الرئيسي للجريدة، وحرصت على أن تكون لي بصمة واضحة فيه، بحكم كوني رسامًا للكاريكاتير، وبحكم خبرتي الصحفية، وحظي ذلك بقبول من إدارة وطاقم التحرير، كما كان لي دور مهم في تصميم «لوجو» الجريدة، فأنا الذي اقترحت كتابة اسم «الخليج» بحروف منفصلة. وأتذكر وقتها أن الأستاذ تريم عمران، عليه رحمة الله، تحمس لهذا الاقتراح.

ويواصل فرماوي: أقول بكل فخر واعتزاز إن الاجتماعات التي كان يعقدها الأستاذ تريم عمران، عليه رحمة الله، مع مجلس التحرير كانت تفتح أمامي آفاقاً للعمل والرسم، فقد كنت الصحفي الوحيد الذي يقرأ الجريدة من أول كلمة إلى آخر كلمة، وهي «طبعت بدار الخليج»، حتى أتمكن من تقديم رسم كاريكاتير يتوافق مع بعض الموضوعات المنشورة، فكنت أقدم في العدد الواحد ما لا يقل عن 6 أو 7 رسوم.
ويتذكر سعيد فرماوي، تلك الفترة قائلاً: جريدة «الخليج» كانت الإصدار المميز في المنطقة، بين كافة إصدارات دول الخليج، فقد حملت لوناً مميزاً وخطاً واضحاً لا التباس فيه، معبرة عن البعد القومي. ويضيف: استطاعت «الخليج»، في وقت قصير، أن تحفر لنفسها المكانة الأولى من بين الإصدارات، فبحسب المؤسسين وأصحاب الدار، أنهم أعطوا مساحة من الحرية ليس فقط، للرسوم المعبرة، لكن لما يكتب في الصحيفة، حتى إن إصدارات أخرى كانت قائمة لم تستطع أن تصل إلى مستوى «الخليج»، فأصبحت خلفها بحكم المنافسة.
حالة فريدة

ويؤكد فرماوي أن «الخليج» مثلت في تلك المرحلة حالة فريدة، حيث استطاعت الصحيفة بخطها السياسي والتحريري، أن ترتبط بالجماهير العربية والنخبة معاً في آن واحد. وهنا أقول إن كثيرًا من القراء كانوا يأتون إلى الصحيفة لمجرد مرورهم من أمامها، فقد كانوا يجلسون ويقرؤون ما تنشره، بل وكان بعضهم يدخل في مناقشات وحوارات في داخل الصحيفة مع طاقم التحرير. وهذا ساهم في ارتباط القراء بالصحيفة، التي كانت حريصة على أن تتفاعل مع قرائها وتحتويهم. وهذا الأمر لم يجده القراء في صحيفة أخرى.
ويواصل فرماوي: «لقد لعبت جريدة «الخليج»، دوراً تنويراً ليس في دولة الإمارات فقط، بل في عموم منطقة الخليج، واستطاعت أن تصل بتأثيرها التنويري إلى الدول العربية، من خلال مساحة الحرية والإبداع، التي أرساها المؤسسان تريم وعبد الله عمران، رحمهما الله. فقد صنعا حالة فريدة بين العاملين بالجريدة، صبت في جودة ورقيّ المحتوي، من خلال المحبة والألفة بين الجميع».
ودعني أقول - والكلام يتواصل على لسان فرماوي - إن جريدة «الخليج» كانت وسيلة كبرى للفنانين المصريين للذهاب إلى تصوير مسلسلاتهم وأفلامهم في استوديوهات «عجمان»، حيث كانت تفرد لهم مساحات كبيرة عن الأعمال الفنية، التي يقومون بتصويرها، مما ربط الفنانين المصريين بها وقتذاك، ومنهم الفنان عادل إمام، واعتبروها صحيفتهم المفضلة، وكذلك كان الحال مع الرياضيين الكبار مثل الراحل حمادة إمام، رحمه الله، كما احتوت «الخليج» في الوقت ذاته، العديد من كبار الكتاب العرب، ومنهم الراحل محمود السعدني، رحمه الله، صاحب القلم الساخر. فقد كانت «الخليج» تمثل حالة من الزخم العربي، الذي لم تشهده أي صحيفة في المنطقة العربية كلها، كما احتوت العديد من الكتاب والصحفيين العرب، الذين تركوا بلادهم بحثاً عن مساحة من حرية الرأي والتعبير.

رؤية مستقبلية

ويضيف فرماوي: «يمكن القول إن جريدة «الخليج»، لم تكن معبرة عن حال الأمة العربية فقط، بل كانت تحمل رؤية مستقبلية، منذ تأسيسها، فهي لم تجتر الماضي أو تنقل الوضع الزمني فقط، بل كانت تستشرف كل المستقبل، ليس في الإمارات فقط، وإنما في عموم المنطقة العربية، فقد كان الطابع العروبي أهم ما يميزها. كانت «الخليج» مرآة الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج، وهو ما ندر وجوده في أي إصدار آخر. ولا بد هنا أن أؤكد أن الشقيقين الراحلين تريم وعبد الله عمران، رحمهما الله، استطاعا إحداث حالة من التوازن بين حرية الصحافة، وبين مقتضيات الوظيفة السياسية في الدولة، كونهما كانا مسؤولين بالدولة، وهو ما أضفى نوعاً كبيراً من المصداقية للصحيفة، بل وكافة إصدارات الدار».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"