عادي

تريم وعبدالله عمران.. صفحات ناصعة في سِفْر التميّز الإعلامي

02:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: محمد الماحي
في سِفر ناصع الإشراق، مرصّع بالإنجازات، سطّر الراحلان تريم وعبدالله عمران، فصل تميّز، وضعا أحرفه الأولى قبل 50 عاماً، ومن بعدها توالت الصفحات، حتى امتلأت، تميّزها المواقف النبيلة الصادقة، على مدار 40 عاماً، خاضا فيها تجارب عدّة، قادتهما إلى سدة عرش صاحبة الجلالة، وجاء اختيار الراحلين تريم وعبدالله عمران، من مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، ليكونا «الشخصية الإعلامية»، نظراً لتاريخهما الطويل في العمل الإعلامي المتميز، وإثراء الحركة الثقافية محلياً وعربياً وعالمياً.
إن اختيار الراحلين في فئة «الشخصية الإعلامية» لم يأتِ من فراغ، وإنما نتيجة لعوامل عدّة، أولها، أنهما يمثلان مدرسة إعلامية تجمع بين التميز والإبداع في العمل الصحفي والثقافة، وعطائهما الوطني المتواصل منذ بواكير شبابهما.


همم عالية

في غمرة شلالات الضوء والألق والفرح التي فاضت بين جنبات تلك القاعة الجميلة التي تلألأت بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جرى حفل توزيع جوائز الدورة الثانية لجائزة الصحافة العربية، كعادة سموّه في رعاية الإبداع والمبدعين، وبالأخص أهل القلم، يتوقف المتابع أمام مشهد تكريم مستحق أضفى على الحفل بهاءً وتألقاً، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وإلى جانبه سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي يكرم المغفور له بإذن الله، تريم عمران، بمناسبة اختياره شخصية العام الإعلامية، لجهوده في إثراء مسيرة الإعلام العربي والمحلي، قامة إعلامية في مسيرة حافلة لإعلام الإمارات الذي انطلق بهمم عالية، انطلقت لتحلق برؤى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نحو تعزيز هوية الدولة الوليدة في داخل الوطن وخارجه، ومضت تلك السواعد بالحماس والقوة نفسهما، في رحاب آفاق عهد التمكين الزاهر لقائد مسيرة الخير صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي كل محطة من محطات تلك المسيرة الإعلامية الثرية، يطل تريم عمران، ببصماته الوضاءة بأداء مهني راقٍ وخُلق رفيع ورحابة صدر.

ترسيخ الهوية


على مدار عقود كان المغفور له بإذن الله تريم عمران، يمتلك الهمة والنشاط والحماسة لإيصال صوت الإمارات للداخل والخارج. وكانت مرحلة التأسيس لنقل الرسالة الإعلامية للدولة الوليدة، وسط ظروف بالغة الدقة والصعوبة، لترسيخ هويتها وانتمائها، التي يتابعها أجيال اليوم صفحات من الماضي. وعلى الصعيد الخارجي، كانت سهام التشكيك تتوالى من إعلام مأجور، فكان الإعلام الداخلي، بقيادة الراحل تريم عمران يتصدى، انطلاقاً من رؤية إماراتية حددتها القيادة الرشيدة، تقوم على الرد بصدقية ومهنية، والمنطق والحقائق، دون حجب لحقيقة أو حجر على فكرة، ونجحت الآلية في تبديد الكثير من الغيوم، وتهذيب نبرة من غابت عنهم الحقائق، وتكسير نصال المنابر الموتورة.
تكريم الراحل كان تكريماً لمسيرة إعلامية حافلة، تريم عمران أحد فرسانها البارزين، ويعد وساماً على صدر كل جندي مجهول في هذه المسيرة، وتكريماً لكل واحد منهم، في وطن المحبة والعطاء.


ترمومتر الحياة


وهب الدكتور عبدالله عمران، حبه وشغفه لمهنة الصحافة، فأعطته أسرارها ورونقها، ليحصل على لقب «فارس الكلمة»، ويصبح هو العراب، والمؤرخ الذي يحمل بين طيات أوراقه الأسرار، ويشارك في صنع الأحداث التاريخية.
كانت علاقة «فارس الكلمة» بالآباء المؤسسين للاتحاد كبيرة، ولكن يبقى المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، هو الأقرب إليه. كما يبقى منصبه رئيساً لتحرير «الخليج»، هو الأحب إلى قلبه.
وتظل «الخليج» التي ينسج خيوطها فارس الكلمة، ترمومتر الحياة السياسية، فقد كانت كلمات عبدالله عمران، تمثل المعلومة والصورة الواضحة والصادقة.
المجتمعات المتحضرة هي التي تحتفي بأعلامها، في الثقافة أو السياسة أو الإعلام وغيرها من المجالات، ومن هذا المنطلق، اختير الدكتور عبد الله عمران، رحمه الله، شخصية العام الإعلامية، خلال حفل ختام منتدى الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية في دورتهما التاسعة، وتسلّم جائزته من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، راعي الحفل، لعطاءاته وخدمته للصحافة الإماراتية خاصة، والصحافة العربية عموماً، على مدى نحو أربعين عاماً.
واحتفى وقتها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بحصول الراحل الدكتور عبدالله عمران تريم بلقب شخصية العام الإعلامية.
وجاء في بيان أصدره الاتحاد بهذه المناسبة أن «الدكتور عبد الله عمران، أسس مع أخيه تريم رحمه الله، صرحاً إعلامياً وثقافياً كبيراً، كان له الأثر الواضح في الحركة الإعلامية والثقافية في الإمارات والمنطقة، حيث شكل مدرسة للصحفيين والكتاب والأدباء والمبدعين. ووجد الكاتب والأديب المواطن في مطبوعات «دار الخليج»، فضاء رحباً للكتابة والإبداع في أجواء من الحرية والاستقلال، ووجد الأدباء الاحتضان والتشجيع من قبل صحيفة الخليج وملاحقها الثقافية والمنوعة، ما انعكس إيجابياً على حركة المشاركة والتأليف والنشر».


النهضة الحديثة


وبعد رحيل المغفور له بإذن الله الدكتور عبدالله، كرمه اتحاد الصحفيين العرب في يوبيله الذهبي، لأنه من الصحفيين الذين أثروا الحياة الصحافية العربية بإسهاماتهم.
وقال الاتحاد في بيان بالمناسبة: «إن الراحل عبدالله عمران سيظل دائماً عابراً جميلاً ودائم العبور،لأنه ليس شخصية عادية، فهو قامة إعلامية وثقافية وصحفية كبيرة».
وتابع: «يُعد الراحل المغفور له بإذن الله الدكتور عبدالله عمران ركيزة من ركائز النهضة الحديثة في الخليج، وحينما انطلق للعمل في الخمسينات للعمل والإبداع، وكانت دول الخليج تبدأ مشوارها، استطاع أن يواكب هذه النهضة الحديثة التي حدثت في دولة الإمارات، ومن هنا يعد الراحل سجلاً لهذه النهضة، سياسياً وثقافياً وصحفياً، بما سطره عبر هذه العقود من العمل الصحفي والإعلامي، ورصد ما حدث في دول الخليج».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"