عادي

البرلمان الأوروبي يُصوِّت على إدانة تركيا ويترك العقوبات لقمة ديسمبر

01:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

صوّت النواب الأوروبيون بأغلبية مطلقة، أمس الخميس، على مشروع قرار إدانة تركيا، ودعوا القمة الأوروبية التي ستعقد في ديسمبر المقبل، إلى اتخاذ عقوبات ضد أنقرة دون تأخير، رداً على محاولاتها فرض أمر واقع في قبرص ومياهها الإقليمية، فضلاً عن تصرفاتها في شرق المتوسط وخلافها مع اليونان، ومؤخراً مع ألمانيا وفرنسا، فيما أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أن تركيا عامل عدم استقرار في المنطقة، وتحاول فرض إرادتها على جيرانها.

ويدين مشروع القرار إعادة فتح جزء من منطقة فاروشا من قبل القبارصة الأتراك، ويحذر من أن «خلق واقع جديد في الميدان ينسف الثقة ويهدد آفاق الحل الشامل لمشكلة قبرص، كما يدعو القادة الأوروبيين إلى الحفاظ على موقف موحد ضد أفعال تركيا الأحادية وغير الشرعية، والنظر في الوقت نفسه، في فرض عقوبات ضد جهات تركية محددة».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حاول في الأيام الأخيرة تليين موقفه، مؤكداً أن بلاده جزء لا يتجزأ من أوروبا، إلا أن الرد سرعان ما أتى من فرنسا التي أكد وزير خارجيتها قبل يومين، أن العبرة بالأفعال وليست بالأقوال. ففي الأفعال واصلت تركيا تحركاتها التي تصفها دول أوروبية بالمستفزة، وأعلنت قبل يومين أنها تحتفظ بحقها في القيام بتدريبات عسكرية في مناطق واسعة في بحر إيجه، متهمة أثينا بانتهاك وضع بعض الجزر اليونانية المنزوعة السلاح. 

كما اتهمت البحرية التركية أثينا بخرق «الوضع المنزوع السلاح» لست جزر بإعلانها مناوراتها، منها خيوس وساموس وليمنوس، متذرعة بمعاهدتي لوزان في 1923 وباريس في 1947. وقد أثارت تلك التصريحات غضب أثينا التي تتهم أنقرة بانتظام، بالاستفزاز في بحر إيجه وشرق المتوسط.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية اليوناني في مقابلة مع «العربية»، أمس: «ما نواجهه مع تركيا هو تحدٍّ من دولة عثمانية جديدة»، مشيراً إلى أن أنقرة تنقل المرتزقة إلى سوريا وليبيا وجنوبي القوقاز. كما قال: «تركيا تحاول التدخل في شؤون مصر الداخلية»، وتعتقد أن لديها الحق في أن تكون قوة عظمى، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن «اليونان لن تختار الخيار العسكري بإرادتها، ولكن إذا فرض الأمر علينا يجب أن ندافع عن بلدنا». 

وقال إن أنقرة تخلق المشاكل أينما حلت، وإن لديها طموحاً تاريخياً تسعى إلى تحقيقه بالطريقة الخاطئة. وطالب الاتحاد الأوروبي أن يبعث برسالة واضحة لتركيا «بأن تصرفاتها غير مقبولة ومرفوضة». كما قال: «تركيا تبتز أوروبا بقضية اللاجئين وتدفع بهم إلى الحدود عمداً»، مشيراً إلى أن وساطة ألمانيا بين اليونان وتركيا غير ناجحة حتى الآن.

يشار إلى أن التوتر تفاقم في الأشهر الماضية بسبب خلافات حول تقاسم حقول الغاز الضخمة في شرق المتوسط، حيث تتهم اليونان تركيا بالاستكشاف في مياهها الإقليمية. وكثفت سفن الاستكشاف التركية نشاطاتها في الأشهر الماضية متحدية تحذيرات الاتحاد الأوروبي الذي يتهم أنقرة بالقيام بأنشطة غير مشروعة.

وجاء تصريح الجيش الألماني قبل يومين بأن تركيا منعت جنوداً ألمانيين من تفتيش سفينة شحن تركية كانت متجهة إلى ليبيا، ضمن مهمة «إيريني» لمراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن حظر السلاح إلى ليبيا، ليزيد الطين بلة ويؤكد استمرار السياسة التركية في مراكمة العداء مع عدد من الدول الأوروبية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"