نِعَم الإمارات.. قدّروها

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

عام 2020 كان عاماً مختلفاً، مملوءاً بالتحديات والمفاجآت، فمنذ شهوره الأولى، اختلفت حياتنا، وتغيّر واقعنا، وأصبحنا محرومين من الأمور الأساسية والضرورية.
«كورونا» الفيروس الخفيّ، الذي غيّر يومياتنا، وجعلنا ندرك الكمّ الهائل من النعم التي كنا ننعم بها، ولا نلتفت إليها، أو نعيرها كثيراً من الاهتمام؛ فقد كنا نبدأ يومنا بمجموعة من النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، نذهب إلى العمل دون قلق، ونخرج من المنزل من غير كمامات، نأكل ما نشاء بكل اطمئنان، نستقبل الزوار ليلاً ونهاراً بتلقائية، نتعامل مع الأصدقاء بكل فرح، وكل تلك النعم، كنّا نعدّها من المسلّمات، ولم نظنّ يوماً أننا سنحرم منها، وستكون وفق شروط وقيود وإجراءات احترازية.
السلبيات كثيرة في عام «كورونا»، ولكنّ ثمة جانباً إيجابياً في هذا العام، جعلنا ندرك الكمّ الكبير من النعم، ونقدّرها حق قدرها.
هل نقول شكراً لزمن «كورونا»؟ فقد أدركنا قيمة الحياة الاجتماعية التي افتقدناها، وباتت عن بُعد في بداية الجائحة، وأدركنا قيمة المصافحة والفعاليات والمؤتمرات التي لا تتوقف، والخروج دون قيود والتزامات، والأهم من ذلك، أدركت الجهات الحكومية والخاصة، مواطن القوة والضعف في مؤسساتها، وعملت بجدّ على سدّ تلك الفجوات، والاستعداد الجيد للأزمات المستقبلية؛ فالحياة ما بعد «كورونا» ستكون مختلفة.
الدول التي عملت منذ بدء الجائحة على ذلك، هي التي ستكون مستعدة، وستتغلب على كل التحديات، وستتعافى من جديد بكل قوة، والإمارات كانت وما زالت مستعدة، فالكثير من القوانين والأنظمة تغيّرت في 2020، وأصدرت الكثير من القرارات التي تتناسب مع تحديات العام، وتغيرت أدوات إدارة المؤسسات وتقديم الخدمات، واعتمدت الحكومات المحلية نظام العمل عن بُعد، نظاماً دائماً لبعض التخصصات، وخدمات باتت تقدم «أون لاين» بكبسة زر.
التحديثات مستمرة في الدولة، لتتوافق مع متطلبات العصر، وكل يوم يصدر قرار جديد، يتناسب مع الثغرات التي يرصدها صنّاع القرار، فضلاً عن الاستمرار في المشروعات التي لم تتوقف، وإطلاق المبادرات التي فرضتها تحديات اليوم، والأفكار التي تدوّن على الورق، لترى النور خلال السنوات القادمة، فالعمل على قدم وساق، والإنجاز مستمر، والنجاح يتبعه آخر، لتحقق الدولة طموحاتها في كل المجالات.
الحمد لله على نعمة الإمارات التي كانت منذ البداية قوية، ومتيقظة للأزمات، وأثبتت أنها على أهبة الاستعداد لكل التحديات، وأنها كذلك، منذ اليوم لعالم ما بعد «كورونا». 
ونجد أن المؤسسات بمختلف تخصصاتها والقطاعات الحكومية والخاصة، تناقش تحديات ما بعد «كورونا»، فتلك الجائحة فرضت الكثير من الصعوبات في المؤسسات، وغيّرت من الأدوات المستخدمة فيها، وصنّاع القرار يناقشون محلياً وعالمياً ضمن فعاليات ومؤتمرات في عالم ما بعد الجائحة؛ لوضع الحلول لمشكلات الغد، والتهيّؤ لها من اليوم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"