العدوى والتحسس.. يـسببان تدميع العين

01:42 صباحا
قراءة 6 دقائق

تفرز بعض الغدد داخل العين الدموع، توجد تحت جلد الجفن العلوي، كما أن هناك غدداً أخرى في الجفن تفرز زيوتاً تقلل من تسرب الدموع وتبخرها سريعاً.
وتحافظ الدموع - التي تتكون من الماء المالح والقليل من الدهنيات والمخاط - على رطوبة العين، كما أنها تمنع إصابتها بالجفاف وتنظفها، وتحميها من دخول جزيئات الغبار إليها، ولذلك فإنها تعتبر جزءاً من جهاز المناعة.
تنزل دموع العين كثيراً بسبب التعرض للهواء البارد والجاف، ومن الممكن أن يكون نتيجة أن العين حساسة لدرجة أن الدموع تنهمر بغير سبب أو بصورة لا إرادية.
وتعد العين أحد الأعضاء الحساسة في الجسم، وأي مشكلة تصيبها، مهما كانت بسيطة، فإنها تسبب الشعور بعدم الراحة، ومن الممكن أن تؤثر على حركة المصاب أو أنشطته اليومية.
وتشمل هذه المشاكل ما يعرف بتدميع العين، أو كثرة دموع العين، وذلك في حال إنتاج العين لكمية كبيرة منها، وهو الأمر الذي ممكن أن يؤثر على الرؤية ويتسبب في تشوشها.
ونتناول في هذا الموضوع مشكلة تدميع العين بكل جوانبها، مع بيان العوامل والأسباب التي تقود إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها الواضحة، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.


الأطفال والكبار


تصيب مشكلة تدميع العين بشكل أكبر الأطفال الصغار ومن تعدوا الستين عاماً، ويقترن بها شعور المصاب بالتهيج في العين واحمرارها، ووجود حكة بها، وربما شعر بالحاجة إلى لمسها أو فركها بشكل مستمر.
وترجع الإصابة بتدميع العين إلى عدة أسباب، كإصابة العين بالجفاف أو الحساسية، أو وجود عدوى فيروسية أو التهابها، وفي بعض الحالات يكون بسبب أحد الأمراض، أو حدوث انسداد بالقنوات الدمعية.
ويلاحظ أن أكثر الحالات تشفى دون حاجة إلى استخدام أي علاج، والأخرى التي تحتاج إلى علاج فإن الاعتماد يكون على التخلص من السبب وراء هذه الحالة، وربما وصل الأمر مع البعض إلى تدخل جراحي، لو كان السبب وجود انسداد بالقنوات الدمعية.


القنوات الدمعية


تؤدي العديد من العوامل والأسباب إلى الإصابة بكثرة دموع العين، والتي تبدأ بانسداد القنوات الدمعية، وهو الأمر الذي يترتب عليه عدم قدرة العين على تصريف الدموع التي تفرزها بصورة طبيعية.
ويتسبب ذلك في أن تصاب العين بالتهيج، وبالتالي بكثرة الدموع، وربما كان وراء الانسداد مشكلة في نظام تصريف الدموع، أو أنه لم يكتمل بعد، وربما كانت المشكلة ناتجة عن وجود التهابات في العين أو إصابتها بالعدوى.
ويمكن أن يكون سبب انسداد القنوات الدمعية التعرض لإصابة أو صدمة في الوجه، والتي تحدث ندبات في المنطقة القريبة من نظام تصريف الدموع بالعين، وهو ما يترتب عليه إعاقة التدفق الطبيعي للدموع عبر قنواتها. ويرجع هذا الانسداد كذلك إلى تناول المصاب لبعض الأدوية، مثل عقاقير العلاج الكيميائي والإشعاعي، التي يتناولها مرضى السرطان، وكذلك الأدوية التي تدر البول.
وترجع الإصابة بتدميع العين لدى البعض بسبب انسداد الغدد الزيتية، وتوجد هذه الغدد على حافة الجفن، وهي غدد صغيرة ووظيفتها الحفاظ على صحة العين ومنع إصابتها بالجفاف وإبقائها رطبة.


تحسس العين


يتسبب تحسس العين في الإصابة بالتدميع، وبصفة عامة فإن التحسس يعد من مشكلات العين المنتشرة، والتي يعانيها الكثيرون، وبخاصة لو كان المصاب بها يتواجد في بيئة ملوثة الهواء بالغبار والأتربة والمواد الكيماوية والأدخنة.
ويمكن أن يكون سبب التحسس أيضاً مواد التجميل التي تستعملها النساء، وهو ما يؤدي إلى زيادة إفراز الدموع، كما أن البعض ربما أصيب به بسبب شعر الحيوانات الأليفة، أو من العدسات اللاصقة، أو نتيجة أحد أنواع قطرات العين.
وتؤدي الإصابة بالالتهاب في كثرة الدموع، ويمكن أن يصيب الالتهاب الجفن أو الملتحمة، ويصاحبه عدد من الأعراض كالانتفاخ والتهيج والاحمرار، وأيضاً كثرة الدموع.
ويرجع التهاب الجفن إلى البكتيريا والفيروسات التي ممكن أن تدخل العين من الجو أو التلوث الذي يوجد فيه، وتصاب الملتحمة بالالتهاب نتيجة وجود عدوى فيروسية.


جفاف العين


تصاب العين بكثرة الدموع بسبب إصابتها بالجفاف، وذلك إذا لم تستطع الغدد الدمعية أن توفر مقداراً كافياً من السائل بصورة مستمرة، وبالتالي فإن الغدد تلعب دوراً أكبر في إفرازات العين حتى تعوض هذا النقص، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج كميات دموع كبيرة.
ويعود أحياناً سبب كثرة الدموع إلى نمو الرموش في الاتجاه المعاكس، وهو ما يعرف بانحراف الأهداب؛ وذلك لأن الرموش العليا تنمو بصورة طبيعية، بحيث تكون مطوية لأعلى والسفلى تكون مطوية لأسفل.
ويمكن أن تكون الرموش لدى البعض مطوية في الاتجاه المعاكس، وهو ما يعني أنها داخل العين، وبالتالي تتسبب في أن تحتك بالعين، وتؤدي إلى شعور بالانزعاج، وأيضاً نزول دموع كثيرة من العين.
ويتعرض البعض لهذه الحالة بسبب الإصابة بأحد الأمراض، والتي يعتبر أبرزها نزلات البرد، والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة، وأيضاً داء الساركويد واضطرابات الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والإصابة بشلل بيل، أو شلل العصب الوجهي.


احمرار وانتفاخ


ينصح من يعاني مشكلة تدميع العيون مدة كبيرة بمراجعة الطبيب، وبخاصة لو شكا من فقدان الرؤية، أو اضطراب الإبصار، أو شعر بألم حول عينيه.
وتشمل الأعراض التي تستوجب الحصول على استشارة طبية وجود احمرار أو انتفاخ في العين، وكذلك لو ظهرت إفرازات، أو عند وجود جسم غريب في العين أو داخل الجفن، ولو كان هناك آلام بالجيوب الأنفية.
وتشخص إصابة العين بكثرة الدموع من خلال إجراء أحد الفحوصات التالية، ومن الممكن أن يحتاج الطبيب لأكثر من فحص حتى يتأكد من هذه الإصابة. وتشمل هذه الفحوصات اختبار الصبغة، والذي يجرى بوضع قطرتين أو ثلاث من فلورسين الصوديوم في الجزء الجانبي للعين.
ويلى هذا الفحص اختبار آخر يعرف بالتقصي والحقن، والهدف منه اكتشاف أي انسداد في القناة الدمعية، والذي يتم من خلال توسيع النقطة الدمعية السفلية للعين، كما أنه يكرر في الجزء العلوي من العين.
ويحتاج هذا الاختبار عند الإجراء إلى تخدير موضعي، ويعد تنظير القنيات هو الاختبار الثالث، والذي يُسهم في تحديد مكان الانسداد ونوعه بمنتهي الدقة والسهولة معاً.


المعرفة الدقيقة


يبدأ علاج تدميع العين من خلال المعرفة الدقيقة للطبيب المعالج للحالة الصحية للمصاب، وكذلك الأدوية التي يتناولها، سواء أكانت بوصفة طبية أو دونها، وكذلك أي إصابة تعرض لها في العين.
ويحدد الطبيب بناء على هذه الإجابات العلاج المناسب، وفي الأغلب فإن كثيراً ممن يعانون هذه الحالة يتعافون منها دون حاجة إلى علاج.
وتتضمن أساليب علاج كثرة الدموع أن يضع المصاب منشفة مبللة ودافئة على العين عدة مرات يومياً، وفي الحالات التي يكون جفاف العين سبباً في إصابتها، فيمكن استخدام الدموع الاصطناعية، وبخاصة المخصصة للاستخدام الفردي، وتحضر من غير مواد حافظة، وتهدف إلى إزالة أي مواد تهيج العين، كما أنها تحافظ على رطوبة العينين.


مضاد حيوي


يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كان سبب كثرة الدموع وجود عدوى بالعين، كما يصف قطرات العيون التي تعالج الحساسية التي تكون وراء هذه الحالة، وتهدف إلى التأثير في استجابة مناعة الجسم. ويمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي في الحالات التي يكون السبب وراءها انسداد القنوات الدمعية، ويخضع المصاب بهذه الحالة لجراحة مفارغة كيس الدمع بالأنف.
وينصح المصاب بالالتزام بالإجراءات التي تقلل من إصابة العين بالتهيج، كأن يشرب كميات من الماء بشكل كافٍ، مع تجنب إجهاد العين، والحرص على ارتداء النظارات الشمسية في حالة تعرض للرياح القوية أو أشعة الشمس.


منتجات التجميل


يوجه الأطباء عدداً من النصائح التي تهدف إلى الوقاية من الإصابة بتدميع العين، وتبدأ بالمحافظة على نظافة العين وعدم تعرضها لأي ملوث من الممكن أن يكون سبباً بإصابتها بالعدوى، أو انسداد القنوات الدمعية.
ويستحب تجنب التعرض للتراب أو الغبار قدر المستطاع، وكذلك أي مواد كيمياوية ضارة كالمنظفات، وذلك على وجه الخصوص لمن يعانون حساسية في العين.
ويعد فرك العين من العادات غير السليمة التي يقوم بها البعض، والتي تكون سبباً بتهيج العين، وبالتالي نزول الدموع بصورة مستمرة.
ويلاحظ أنه عند فرك العينين واليدين متسختين، فإن فرصة انتقال البكتيريا إلى العين تصبح كبيرة، وبالتالي تسبب العديد من المشاكل.
وتنصح النساء بصفة خاصة بالتقليل من استخدام مستحضرات التجميل، لاحتوائها على مواد كيمياوية ضارة وتسبب تهيج العين، وبالتالي كثرة الدموع، وفي حالة استخدمها فإنه من الواجب غسل العين بشكل جيد وتخليصها من أي مستحضرات قبل النوم.
ويجب لمن يرتدون عدسات لاصقة الحفاظ على نظافتها ونظافة السائل الخاص بها، كما أنه ينبغي عدم استخدام أي قطرات عيون دون الرجوع للطبيب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"