عادي

محمد بن راشد: الإعلام شريك مسيرتنا التنموية

01:11 صباحا
قراءة 6 دقائق
1
1
1

دبي: «الخليج»
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن بعد، جلسات الدورة ال 19 لمنتدى الإعلام العربي.
وأكد سموه أن الإعلام شريك مهم في مسيرتنا مشدداً على أننا نتطلع لرسائل بناءة تخدم قضايا مجتمعاتنا وتساهم إيجابياً في بناء مستقبل المنطقة.
وغرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على تويتر: «حرصت طوال السنوات الماضية على حضور منتدى الإعلام العربي وتكريم الفائزين بجائزة الصحافة العربية، تابعت بعض جلساته الافتراضية في دورته الحالية.. الإعلام شريك مهم في مسيرتنا ونتطلع لرسائل بناءة تخدم قضايا مجتمعاتنا وتساهم إيجابياً في بناء مستقبل المنطقة».
وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ووسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، عن بُعد وفي مستهل أعمال منتدى الإعلام العربي التاسع عشر وضمن دورته الاستثنائية الافتراضية هذا العام، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية الشقيقة، الكلمة الرئيسية للمنتدى، عبر تقنية الاتصال المرئي، تناول خلالها رؤاه حول دور الإعلام في عصر يتسم بسرعة المتغيرات والتطور التكنولوجي الهائل، وكيفية الاستفادة من معطيات الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز قدرة الإعلام العربي للقيام بدوره على الوجه المأمول في خدمة الشعوب العربية وضمان مستقبلها الزاهر الحافل بالفرص.
جائحة المعلومات المضللة 
وأكد مدبولي خلال كلمته أمام المنتدى - الذي حمل هذا العام شعار «الإعلامي العربي.. المستقبل رقمي» - أهمية المسؤولية المُلقاة على عاتق الجميع في مواجهة جائحة وصفها بأنها لا تقل خطورة عن جائحة فيروس كورونا المُستجد التي طالت المنطقة العربية والعالم، ألا وهي جائحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية والتي تشارك فيها سواء عن قصد أو جهل بعض المؤسسات الإعلامية، لتجد في وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للنمو والانتشار، وهو الأمر الذي يستدعي جهداً جماعياً لمكافحة مثل هذه الجائحة المضللة بتعزيز نشر الحقائق والعمل على الارتقاء بالمنظومة الإعلامية بوجه عام.
وقد شهدت فعاليات منتدى الإعلام العربي تغطية مباشرة لجميع الجلسات ولحفل جائزة الصحافة العربية الذي تخللها، عبر مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لنادي دبي للصحافة وعلى الموقع الإلكتروني للنادي ولمنتدى الإعلام العربي، حيث تجاوز عدد المتابعين أكثر من 10 آلاف متابع على تويتر لايف، وفيسبوك لايف، وانستجرام لايف، إضافة إلى المنصة الرسمية الخاصة للدورة الافتراضية للمنتدى هذا العام، ليرسخ المنتدى مكانته كأكبر حدث سنوي من نوعه، حيث شكلت التغطية الواسعة للمنتدى على مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تجربة تفاعلية فريدة في مجالات الابتكار الإعلامي، وصورة واقعية لما يمكن أن يصبح عليه الإعلام العربي في المستقبل.
الأدوار الوطنية للإعلام
وتطرّق رئيس مجلس الوزراء المصري خلال كلمته إلى أهمية الدور الذي يضطلع به الإعلام في بناء المجتمعات الحديثة، وتعزيز مستقبلها وقال: «تتأكد يوماً بعد يوم أهمية دور الإعلام في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام فيما تتعاظم هذه الأهمية مع التقدم التقني الهائل في عالم الاتصالات»، منوهاً بإسهام الإعلام المحوري في التصدي للدفاع عن الأوطان وتثبيت أركان الدول ومجابهة الأخطار التي تحيط بها سواء في الداخل أو الخارج، بينما يواصل الإعلام رسالته في إبقاء الناس على اطلاع على ما يدور حولهم من تطورات وتثقيفهم ورفع مستوى وعيهم حول القضايا التي تشغلهم وتؤثر في حياتهم.وتحدث رئيس مجلس الوزراء المصري عن تأثير الإعلام في المشهد السياسي وقال: «مع ثورة الاتصالات والمعلومات، أصبح العالم قرية إلكترونية صغيرة. ومع ما تشكله وسائل الإعلام من دور بالغ التأثير في العملية السياسية، وما تعكسه من طبيعة العلاقة بين الدول ومجتمعاتها... أصبحت وسائل الإعلام إما مصدر قوة للدول أو مصدر ضعف لها».
التصدي للتحديات
وتناول مصطفى مدبولي، في كلمته أمام منتدى الإعلام العربي التاسع عشر، دور الإعلام في التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب والتطرف، مؤكداً أنها ظاهرة تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى أنحاء العالم لما لها من تداعيات خطيرة على أمن الدول واستقرارها بل ومستقبلها بوجه عام، مشيراً إلى الدور الذي ساهم به الإعلام في التصدي للعديد من التحديات التي واجهتها مصر في الآونة الأخيرة ومنها ما يتعلق بالملف المائي وما دار حوله من شائعات وأكاذيب، والصراع في ليبيا إضافة إلى الصراعات على مصادر الطاقة في شرق المتوسط.
وقال: «يتضح الدور المهم للإعلام في مكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف بنشر الفكر الوسطي المعتدل وقيم التعايش المشترك في ضوء ما يشهده العالم حالياً من ثورة تقنية ومعلوماتية أتاحت لوسائل الإعلام المزيد من الفرص لتعظيم دورها وتحقيق رسالتها وأهدافها من خلال ظهور الكثير من وسائل الإعلام الحديثة ذات القدرة العالية على الوصول إلى قطاعات جديدة من الجمهور لم يكن في مقدور وسائل الإعلام التقليدية الوصول إليها».
فرص و مخاطر
ولفت رئيس مجلس الوزراء المصري إلى أن التطور التكنولوجي بقدر ما يحمل من فرص إلا أنه أيضاً يحمل قدراً من المخاطر إذا ما أُسيء استخدامه، مُذكّراً بلجوء العديد من الجماعات الإرهابية لاستغلال وسائل الإعلام، لاسيما الحديثة منها، للترويج لخطابها المضلل، ما يحتم التصدي بكل قوة لمثل تلك الجماعات بكل ما تضمره من أهداف خبيثة تستهدف النيل من سلامة الأوطان واستقرارها وتقدمها، ويستدعي قيام الإعلام بدوره الحقيقي بشكل واعٍ مستنيرٍ لمحاربة كل فكر مُضلل ومُفسد، مع الاستعانة بالمقومات التكنولوجية التي تمكنه من ذلك.
كذلك أشار مدبولي إلى أهمية الكادر البشري في دعم المنظومة الإعلامية العربية، قائلاً: «إيماننا بالدور الحيوي للتكنولوجيا في تطوير بيئة العمل الإعلامي لا يعني أن التكنولوجيا وحدها كافية لخلق إعلام قوي، بل يظل الإبداع الإنساني والفكر الابتكاري والعمل البشري الخلَّاق من أهم الركائز الأساسية التِي تحقق منظومةً إعلاميةً متميزة قوامها إعلاميون على قدر عالٍ من الكفاءة والمهارة والتميز والمهنيّة».
نجاحات مصر 
وألقى رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية الشقيقة الضوء على النجاحات التي حققتها مصر في العديد من الملفات بمساندة من وسائل الإعلام في توضيح الحقائق وكشف الأكاذيب لاسيما في ما يتعلق بملفات التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب، موجهاً التحية لما يقوم به الإعلام من إسهام في إبراز مخاطر الإرهابِ وحماية الشباب منها، مستعرضاً جانباً من النتائج الاقتصادية التي حققتها مصر خلال العام الجاري، والتقديرات الإيجابية الصادرة عن المؤسسات الدولية حول الأداء الاقتصادي المصري في هذه الفترة وتوقعات تعافيه، بما في ذلك توقعات البنك الدولي بوصوله إلى معدل يبلغ نحو 5.8% خلال العام المالي 2020/ 2021.
واجبات إعلامية
وضمَّن رئيس مجلس الوزراء المصري في كلمته جملةً من الواجبات التي رأى أنه على الإعلام القيام بها في المرحلة المقبلة بما في ذلك وضع برامج تجذب الشباب لتوضيح قيمة الوطن ومعنى الوطنية والمواطنة الحقة، وترسيخ فكرة التسلُّح بالعلم والمعرفة الملائمة للحاضر والمستقبل وتعليمِهم معنى الإيجابية في الحياة لأنهم أمل الأوطان في غدٍ مشرق، على أن تُسند هذه الرسالة إلى إعلاميين على قدرٍ رفيعٍ من الثقافة والوعي والوطنية والإلمام بالشأن العربي، ليظل لإعلام حائط صدٍ منيعٍ في وجه كل التيارات الهدَّامة، وجسراً للتواصل بين الشعوب العربية، لافتاً إلى ضرورة تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي ومتابعة التطور التقني في وسائل الإعلام العالمية لتوظيفه لصالح المواطن العربي.وكانت أعمال الدورة الافتراضية لمنتدى الإعلام العربي قد انطلقت أمس (الأربعاء) في دبي، تأكيداً على استمرارية الحدث الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة والذي ينظمه سنوياً «نادي دبي للصحافة» في الاضطلاع برسالته الرامية إلى مناقشة واقع العمل الإعلامي العربي لتحديد معالم مستقبله، وذلك رغم التحديات التي جلبها انتشار فيروس كورونا هذا العام وما فرضته الجائحة من إجراءات وقائية واحترازية حول العالم، حيث استقطبت الدورة الافتراضية مشاركة نخبة من الساسة والقيادات الإعلامية ورموز الفكر والثقافة والكُتَّاب ورؤساء وكالات المعلومات والأخبار والقائمين على المؤسسات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، ومسؤولي المواقع والمنصات الإلكترونية الإعلامية العربية والعالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"