عادي

نقابة أقلية للضغط على «جوجل» في قضايا التمييز بالأجور

18:59 مساء
قراءة 3 دقائق
جوجل

في حدث فريد من نوعه بين عماقة التقنية، شكل أكثر من 225 موظفاً في «جوجل» نقابة عمال أطلقوا عليها اسم «اتحاد عمال ألفابيت» كنية باسم شركة «جوجل» الأم «ألفابيت».
ويعتبر إنشاء النقابة أمراً غير معتاد في عالم التكنولوجيا، حيث أتى القرار عقب تزايد طلبات الموظفين بالإصلاح المتعلقة بأجور وسياسة الشركة، ومن المرجح أن يؤدي إنشاء النقابة إلى تصعيد التوترات مع الإدارة المركزية للشركة. 
وشهدت حركات النشاط السلمي النقابي زيادة في الأعوام الماضية، ففي عام 2018، نظم أكثر من 20 ألف موظف في «جوجل» إضراباً للاحتجاج على كيفية تعامل الشركة مع التحرش الجنسي، وعارض آخرون قرارات العمل التي اعتبروها غير أخلاقية، مثل تطوير الذكاء الاصطناعي لوزارة الدفاع، وتوفير التكنولوجيا للجمارك، وحماية الحدود الأمريكية.
وتم تشكيل «اتحاد عمال ألفابيت» بسرية لمدة لا تقل عن سنة، ليتم انتخاب رئيس الاتحاد في ديسمبر من العام المنصرم، وتنتمي المجموعة إلى اتحاد عمال الاتصالات في أمريكا، وهو اتحاد يمثل العاملين في مجال الاتصالات والإعلام في الولايات المتحدة وكندا.
ولكن على عكس الاتحاد التقليدي، الذي يطالب صاحب العمل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات للموافقة على عقد، فإن اتحاد عمال ألفابيت هو اتحاد أقلية يمثل جزءاً صغيراً من أكثر من 260,000 موظف يعملون بدوام كامل في الشركة.
والهدف الرئيسي من الاتحاد يتمحور حول كونه محاولة لتمكين حركات النشاط السلمي لتكون أداة من ضمن هيكلية الشركة حتى يتمكن الموظفون من الضغط بشكل رسمي وقانوني على الإدارة، لفرض التغييرات اللازمة لقضايا تتجاوز أسئلة مكان العمل. 
والاتحاد الجديد هو علامة واضحة على امتداد الحراك السلمي في سيليكون فالي، خلال السنوات القليلة الماضية، بينما ظل مهندسو البرمجيات وغيرهم من العاملين في مجال التكنولوجيا، صامتين إلى حد كبير في الماضي بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث كان العمال ذوو الدخل المحدود في شركات مثل أمازون، وسايلزفورس، وبينتريست وغيرهم، أكثر صراحة في أمور مثل التمييز العرقي في الأجور. 
ووفقاً لنائب رئيس مجلس قيادة النقابة، فإن «الاتحاد هو الحل لهذه المشاكل»، ورداً على ذلك، قالت كارا سيلفرشتاين، مديرة عمليات الأفراد في الشركة: «لقد عملنا دائماً بجد لإنشاء مكان عمل داعم ومجز لقوى العمل لدينا. وبالطبع، يتمتع موظفونا بحماية حقوق العمل التي ندعمها، ولكن كما فعلنا دائماً، سنواصل التعامل مباشرة مع جميع موظفينا».
وبشكل عام، لم تكتسب النقابات من قبل وزناً مهماً في سيسلكون فالي؛ إذ يتجنبهم العديد من العاملين في مجال التكنولوجيا بحجة أن مجموعات العمل كانت تركز على قضايا مثل الأجور، التي لم تكن مصدر قلق كبيراً في الصناعة ذات الدخل المرتفع، إضافة إلى عدم تمكن النقابات الاتحادية من معالجة مخاوف الموظفين بشأن الأخلاق، ودور التكنولوجيا في المجتمع؛ كون أن هناك صعوبة في تجميع القوى العاملة الضخمة لشركات التكنولوجيا المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أنهم لن يكونوا قادرين على التفاوض على عقد، فإن نقابة عمال «ألفابيت» يمكن أن تستخدم أساليب أخرى للضغط على «جوجل» لتغيير سياساتها، على حد قول خبراء العمل. وغالباً ما تلجأ نقابات الأقليات إلى حملات الضغط العامة والضغط على الهيئات التشريعية أو التنظيمية للتأثير في أصحاب العمل. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"