شارقة العلم والثقافة

في الوقت الذي تحتفي فيه المجتمعات ب «اليوم الدولي للتعليم»، يحق لنا في هذه المناسبة تتبع التطورات الهائلة والنوعية التي شهدتها المنظومة التعليمية في دولة الإمارات عموماً، وفي إمارة الشارقة خصوصاً، وما حققته في ظل دعم وتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة من منجزات، وكيف سطرت اسمها بحروف من نور عاصمة عالمية للكتاب في العام 2019، أي بعد عام واحد من إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ال 24 من يناير يوماً عالمياً للتعليم.
في هذه المناسبة التي أعتبرها واحدة من أهم المناسبات، أرى حتمية التطرق إلى أهمية التعليم، ودوره في بناء مجتمعات مستدامة، ما يقودني إلى تسليط الضوء على تجربة إمارة الشارقة، كواحدة من أبرز التجارب الشاهدة على قدرة وسلطة التعليم، ودوره في تعزيز مكانة الإمارة حاضنة ثقافية، وبيئة تعليمية، قدمت نموذجاً ملهماً في تطوير منظومتها، وتجويد أدواتها، وقطف ثمار مخرجاتها.
بدأت حكاية إمارة الشارقة التعليمية مطلع القرن العشرين، وتحديداً في العام 1900، من خلال دور التعليم التي عرفت آنذاك بالكتاتيب، فكانت باكورة لانطلاق المشروع التعليمي، إذ أدت الكتاتيب إلى إنشاء مدرسة القاسمية، التي كان صاحب السمو حاكم الشارقة أحد طلبتها، ومن على مقاعدها استقى العلم والمعارف ممهدة الطريق لبناء مدارس أخرى، بعد أن تم تخصيصها للفتيات تحت اسم مدرسة الزهراء.
ولم يقتصر الأمر على تلك المدارس إذ ما لبثت الإمارة أن بدأت في زيادة أعداد مدارسها.
ومع ازدياد أعداد المدارس وخريجيها باتت الحاجة ملحة لتوفير مراكز تعليمية تستقبل طلبة المراحل الدراسية الأخيرة، فانتشرت الجامعات في الإمارة تصاحبها مراكز ثقافية، ومنصات إبداعية، ومتاحف تعليمية وترفيهية، ومبادرات أدبية وفكرية وفنية، تهدف جميعها إلى الارتقاء بالمنظومة التعليمية، وتعزيز الزخم الثقافي، حتى باتت الإمارة منارة علمية وحاضنة ثقافية بلا منازع.
إن ما شهدته إمارة الشارقة من تطورات نوعية خلال فترة زمنية قياسية، استدعى بالضرورة استحضار قوة وجهود كبيرة، وفراسة وشغف وعشق للعلم والتعليم، لتحقيق تحول جذري في أنماط التفكير، ونقلها من الأنماط البسيطة إلى أنماط أكثر تطوراً، لتساهم في تحفيز الأفراد للنظر إلى التعليم باعتباره جسر العبور إلى مجتمع أكثر رفاهية، ينعم أفراده بحياة مزدهرة وصحية.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم