عادي

«إرثي» يناقش توثيق التراث الثقافي في «استدامة الفعل»

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1
1


نظّم مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، بالتعاون مع علامة «بولغري» الإيطالية للمجوهرات، جلسة حوارية بعنوان «استدامة الفعل الثقافي من خلال التراث اللا مادي والعمارة»، ضمن سلسلة جلسات افتراضية ينظمها المجلس بهدف بحث ومناقشة ممارسات توثيق التراث الثقافي وتبادل المعارف المتعلقة به.
شارك في الجلسة نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، وريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وجان كريستوف بابان، المدير التنفيذي لشركة «بولغري»، ونورة الدبل، مدير إدارة برامج الفنون والثقافة في الهيئة الملكية السعودية، ونورا السايح- هولتروب، رئيس الشّؤون المعماريّة في هيئة البحرين للثّقافة والآثار، وأدارت الجلسة فاطمة ديماس، تنفيذي أول أبحاث المشاريع والتوثيق في مجلس إرثي.
مبادرات وسياسات
قالت نورة الكعبي: تبذل الإمارات جهوداً كبيرة للحفاظ على تراثها الثقافي لضمان استدامته ونقله للأجيال القادمة، وتعريف العالم بخصوصيته ورسالته من خلال مجموعة من المبادرات والسياسات والتشريعات، حيث نجحنا في إدراج مجموعة من العناصر التراثية على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونيسكو، ونعمل مع شركائنا محلياً وعالمياً على إدراج المزيد في السنوات المقبلة.
وأضافت: الجميل في هذه التقاليد هو عملية الحفاظ عليها من خلال الممارسة الثقافية المتواصلة، عوضاً عن حصرها في المتاحف، وتعد تجربة إرثي واحدة من الشواهد المميزة على هذه الجهود، إذ لم تكتف بالحفاظ على تقاليد صناعة الحرف الإماراتية وإنما عملت على تعزيز الحوار بينها وبين التصميم المعاصر وقدمتها بأسلوب جديد ومبتكر.
تعاون تجاري
أكدت ريم بن كرم أن استراتيجية الشارقة تقوم على الاستثمار في رأس المال البشري لتعزيز البنية التحتية اللازمة والحفاظ على التراث، وأشارت إلى أن مجلس إرثي نجح في تقديم رؤية الشارقة والإمارات من خلال الجمع بين العناصر التقليدية والمعاصرة التي تساعد في المحافظة على الهوية المتميزة للحِرف الإماراتية مع تعزيز جاذبيتها على المستوى العالمي، ودمجها في الحياة اليومية من خلال التعاون التجاري مع المصممين العالميين والحِرفيات الإماراتيات.
وقالت: في مجلس إرثي، وضعنا منهجاً شاملاً ومتكاملاً لتنظيم جهود الحفاظ على تراثنا المادي وغير المادي، فعندما انطلقنا كانت معظم حِرفياتنا من الفئة العمرية 50 إلى 65 عاماً، واليوم نجحنا في جذب حِرفيات شابات بعمر الرابعة والعشرين، وتمكينهنّ اجتماعياً واقتصادياً.
وأشارت ريم بن كرم إلى أن الطريقة الوحيدة لإحياء الحرف المميزة والنادرة هي تدريب الشباب وضمان مشاركتهم وتفاعلهم، ولهذا يحرص مجلس إرثي على نقل المعرفة إلى الأجيال الناشئة، ويتعاون المجلس مع المؤسسات الشقيقة والمنظمات المختلفة لدعم الشباب وتعزيز اهتمامهم بالحِرف اليدوية التراثية، بالإضافة إلى إطلاق برامج متخصصة مثل «مختبرات التصميم» لتمكين الشباب من تجربة مختلف أدوات الحِرف والتصميم وممارساتها.
كنوز أثرية 
أوضح أكد جان كريستوف بابان أن ضعف التركيز على المهارات اليدوية في الدول الغربية هو ما ألهم علامة بولغري لتأسيس أكاديمية خاصة تستقبل سنوياً 120 شخصاً موهوباً ممن لديهم شغف كبير بتعلم مهارات صناعة قطع فريدة من المجوهرات المصنوعة يدوياً والتي تساعد في الحفاظ على التراث الثقافي.
وتحدثت نورة الدبل عن منطقة العلا وكنوزها الأثرية ومكانتها في البرنامج التراثي للمملكة العربية السعودية، إذ تُعد العلا متحفاً حياً مفتوحاً، مشيرة إلى العمل على تطوير مشروع جديد في «مدرسة الديرة»، وهي أول مدرسة للإناث في العلا تم التخلي عنها قبل 20 عاماً تقريباً، حيث ينطوي المشروع على ترميم المدرسة وتحويلها إلى مركز ثقافي يركز على تنمية مهارات الحرفيات في جميع الحِرف مثل السيراميك وصناعة المجوهرات وأساسيات التصميم. وأضافت: ساعد البرنامج الحِرفيات المتقدمات في السن على دمج العناصر والأساليب المعاصرة في الحِرف التقليدية التي يمارسنها، ما جذب انتباه المصممات الشابات ورواد مشاريع الضيافة والمشاريع التنموية الذين يدرسون إمكانية دمج هذه البرامج الثقافية مع المشاريع السياحيّة.
 صيد اللؤلؤ
توقفت نورا السايح عند مشاريع حفظ التراث في البحرين، وعلى رأسها مشروع «مسار صيد اللؤلؤ»، بالإضافة إلى دور العمارة في الجمع بين التراث المادي وغير المادي اللذين وصفتهما بأنهما وجهان لعملة واحدة. وأضافت: مشروع مسار صيد اللؤلؤ هو تراث مادي نحاول المحافظة عليه وحمايته، وجاء نتيجة لتراث غير مادي وهو مسار اقتصاد صيد اللؤلؤ، وهذان الجانبان مترابطان بشكل وثيق، والمباني التي نسعى لترميمها شاهدٌ ماديٌ حي على اقتصاد صيد اللؤلؤ الذي يمتد لآلاف السنين، والذي يعد في معظمه تراثاً غير مادي، وللمحافظة عليه يتوجب علينا أن نفهم العناصر غير المادية وبشكل خاص قصص تلك المباني، وكيف تم استخدامها، والمهارات التي استخدمت في بنائها، ومن بناها وكيف، لأن هذه العملية تضمن عدم الإخلال بالعلاقات غير المادية التي تربط المجتمع المحلي بتلك المباني وبالمدينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"