عادي

مريم الهاشمي: أدعو إلى قيام اتحاد للنقاد الإماراتيين

23:29 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

يظل سؤال النقد حاضراً على الدوم في جميع الندوات والفعاليات الأدبية والثقافية، أين هو النقد؟ أين الناقد؟، حيث لا ينقطع الحديث حول غياب حركة نقدية في الساحة الثقافية الإماراتية، هنا ترد الناقدة الدكتورة مريم الهاشمي على تلك التساؤلات، وتبعث، بدورها، عدداً من الرسائل إلى جهات عدة.

في البداية، ذكرت الهاشمي، أن هناك حركة ثقافية لافتة في الإمارات، فضلاً عن العديد من المبادرات التي تصب في اتجاه الزخم الإبداعي، ولكنها تشير إلى أن الأقلام الإماراتية في حاجة إلى النقد، وقد ظل المبدع المحلي على الدوام يبحث عن الناقد لكي يطور نفسه وأدواته، وهذا أمر جيد، وفي المقابل ظل النقد موجوداً بأنواعه وأشكاله المختلفة من انطباعي وأسلوبي ومنهجي، 

وجهات تعنى به مثل: «ندوة الثقافة والعلوم»، و«العويس الثقافية»، واتحاد الكتاب، حيث تقام جلسات نقدية، سواء كانت نظرية منفصلة أو متعلقة بكتاب أو مؤلف أو فعل ثقافي.

وبناءً على ذلك تؤكد الهاشمي، أن هناك مساحة جيدة من النقد الأدبي في الساحة المحلية، بالتالي فإن الادعاء بأن النقد غائب هو ادعاء غير دقيق، وهناك أيضاً جوائز متخصصة مثل: جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، وجوائز نقدية متخصصة في العويس الثقافية، وفرع في جائزة الشيخ زايد للكتاب، وغيرها من الفعاليات التي تؤكد حضور النقد ودوره في الساحة الثقافية والإبداعية.

وترى الهاشمي، أن الساحة المحلية تفتقد إلى النقد المنهجي، بخلاف ما هو سائد من نقد انطباعي وصحفي، ومن الضروري للناقد أن يكون محايداً وبعيداً عن التحيزات الفكرية والإيديولوجية، وأن ينظر إلى الأدب من وجهة نظر إبداعية ومستقلة، وذلك ما يطمح أي ناقد في الوصول إليه، فهو نفسه بحاجة إلى أن يتطور ويمتلك تجربة.

ودعت الهاشمي، إلى قيام اتحاد أو رابطة أو أي مسمى لجسم تنظيمي يجمع النقاد، فهذا المقترح ظل مطروحا من قبل عدد من المؤسسات الثقافية، ومن المهم أن يرى هذا المشروع النور، من أجل الارتقاء بالأعمال الإبداعية، ودعم الكتاب الشباب، والمشاركة في تطور الحركة الثقافية من خلال الاطلاع على المنتج الأدبي ونقده، فعندما يطلع الناقد على كتاب فهو يقوم بمهمة إعادة قراءة وتحليل وتفسير وتفكيك؛ أي إبداع من داخل إبداع.

دور النشر

وأوضحت الهاشمي، أن وجود ناقد في دور النشر مسألة مهمة، وهي فكرة كانت مطروحة من قبل اتحاد الكتاب، ولكن من الضروري أن لا يتم تقييد الأدب، فالهدف من النقد هو تقويم الأعمال الإبداعية ومساعدة الكاتب، وليس صحيحاً أن الناقد يعيش في برج عاجي، فهو متوفر ومن المهم أن يلجأ إليه المبدع، وترى الهاشمي، أن دور النشر هي مؤسسات تجارية في معظمها، تستهدف الربح، وهذا من حقها، وقليلة هي الدور التي لا تهتم بالجانب المادي، وبصورة عامة فإن الارتقاء بالعمل الإبداعي هو مسؤولية الكاتب والأديب نفسه، ولا يجب أن يعتمد المبدع على دور النشر في ذلك الجانب، بل عليه أن يسعى إلى صقل تجربته بنفسه.

وذكرت الهاشمي، أن جمهور القراءات النقدية النظرية في كل مكان مختلف، وهو الذي يبحث عن المؤلفات النقدية، وهذا الجمهور قليل نوعاً ما بالمقارنة مع قراء الرواية وبقية الأنماط والكتابات الإبداعية، حيث إن المؤلفات في مجال النقد تظل حبيسة رفوف المكتبات والجامعات التي تحتضن الأبحاث والدراسات وتجعلها متاحة لطلبة الدراسات العليا الذين يشكلون جزءًا من جمهور النقد البسيط.

ولفتت الهاشمي إلى أن هناك مفهوماً ضبابياً حول النقد، فهو في الأساس عملية فكرية فلسفية، أما ما يتعلق بالاختصاص الأدبي، فهو يشكل جزءاً من النقد بمفهومه الواسع.

 منصة

وطالبت الهاشمي، المؤسسات الثقافية المختلفة ببذل الجهود من أجل تنشيط الحركة الإبداعية، وخلق نوع من التواصل في ما بينها، باعتبار أن هناك الكثير من المبادرات الثقافية، وهذا يتطلب التعاون بين كافة الجهات. ومن المشروعات الملحة، ضرورة تأسيس منصة إلكترونية، تحت مظلة وزارة الثقافة تجمع فيها كل أسماء الكتاب والنقاد، وبقية المؤسسات الثقافية، فالمبدع في بحث مستمر عن جهة تحتويه، وتجيب عن أسئلته، وتساعده، إن هذه المنصة أمر مهم ويسهل من عملية التواصل بين المثقفين مع بعضهم البعض، وبين المبدعين والنقاد، وبين الجميع ووزارة الثقافة

رسائل

وأشادت الهاشمي، بما يتوفر في الملفات الثقافية للصحف من كتابات نقدية، فكل أشكال النقد مطلوبة، ومن المهم أن تستمر الصفحات الثقافية وأن لا تحتجب أو تقل عدد صفحاتها، إذ إن كل المبدعين في مختلف مجالاتهم، والقراء، والنقاد بتخصصاتهم بحاجة إلى وجودها، فهي تسعى بالفعل وبصورة كبيرة في دعم الحراك الثقافي.

ودعت الهاشمي، الأدباء، خاصة الشباب، إلى بذل الجهد من أجل تطوير أنفسهم، وان يتحلوا بروح المبادرة، وطرق أبواب النقاد، والاستعانة بجيل الرواد من الكتاب.

وناشدت الهاشمي، المشتغلين بالنقد، إلى ضرورة الاطلاع والمواكبة من أجل فعل نقدي حقيقي، ولكي يتمكنوا من تقديم نقد ذكي.

وذكرت الهاشمي، أن على القراء أن يقبلوا على كل أنواع المؤلفات الأدبية والفكرية والفلسفية والعلمية، ذلك لأن القراءة الموسوعية هي الأساس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"