مستقبل التدريس

04:03 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

أجمعت الآراء، وما أفرزته التقارير والدراسات العالمية على أن للمعلم الدور المحوري في العملية التعليمية، إذ نعول عليه في بناء الأجيال، التي نغذي من خلالها المجالات كافة حاضراً ومستقبلاً، ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً كيف سيكون مستقبل التدريس في الغد القريب؟ لاسيما في ظل المتغيرات المشهودة في التعليم ؟ تأخذنا قراءات الثورة الصناعية الرابعة، وعصر الذكاء الاصطناعي، إلى معلم قادر على استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي، لتقديم محتوى تعليمي مبتكر، لا يستند في مضمونه إلى المناهج الدراسية فحسب، بل يدخل في نطاقه الطالب فكرياً وعلمياً، من خلال بيئة رقمية يتفاعل فيها المتعلم ليصبحوا مؤثرين ومتأثرين في آن واحد.
وعند التفكير في مستقبل التدريس، يدور في الخلد، العديد من التساؤلات حول حال معلمينا في مختلف المدارس «الحكومية والخاصة»، ولعل أبرز ما يجوب في الخاطر، يركز على مدى قدرة معلمينا على توظيف تكنولوجيا الواقع الافتراضي؟ وكيف أثرت قدراتهم في إيجاد استراتيجيات جديدة نستطيع استخدامها في التدريس؟ وهل ما نمتلكه من برامج تدريبية وتأهيلية تواكب بالفعل المتغيرات والتطورات المشهودة في قطاع التعليم؟ وإلى أي مدى تفي باحتياجات معلمينا لنحقق مواصفات معلم المستقبل؟ ومع وجود جهات معنية شاغلها الشاغل الإجابة عن تلك الأسئلة، ينبغي أن نتذكر خمسة مرتكزات مهمة، تشكل مستقبل التدريس، وينبغي تطبيقها بكل شفافية، لتحقيق نتائج مرجوة، تتمثل في«تأهيل المعلم وتدريبية وفق برامج هادفة تواكب في مضمونها المتغيرات والتطورات في مختلف المراحل، وتمكين جميع المعلمين من تكنولوجيا الواقع الافتراضي، والتطوير المستدام في البيئة التعليمية، وعلينا بإعداد جيل جديد من القيادة المدرسية قادر على مساندة المعلم في مسيرة بناء الأجيال، فضلاً عن إيجاد استراتيجيات تعليمية متنوعة تحاكي مختلف فئات المتعلمين.
إن الانطلاق نحو تطبيق مسارات المرتكزات الخمس، يعد أبرز التحديات التي تواجهنا في الوقت الحالي، فالمعلم لم ينتج بلا تأهيل وتدريب، والطالب لم ينجز ويتقدم علمياً ويواكب، بدون معلم واعٍ لديه طرائق واستراتيجيات تدريس مطورة، ولن يحقق كلاهما الإنجاز بدون قيادة مدرسية مؤهلة قادرة ومدركة أهمية دورها في مساندة المعلم والطالب، والجميع في حاجة إلى بيئة تعليمية تتسم باستدامة التطوير لتكون وطناً يحتضن الجميع.
لا شك أن مستقبل التدريس، يعني مستقبل الأجيال، ومازال لدى الجميع فرصة كبيرة لإحداث القفزة في مستوى الأداء المهني والتقني والتدريسي، ولعل المنتدى الدولي الثاني عشر الذي يركز على سياسات «مستقبل التعليم» وترعاه مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، فرصة جديدة للمعلمين للاستفادة من مناقشات 300 خبير تعليمي، بينهم وزراء تعليم وصانعو السياسات، جمعتهم طاولة واحدة ليرسمون مستقبل التدريس ويحددون مواصفات معلم المستقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"