المخالفات التي يتم ضبطها في المنشآت الغذائية، بالذات ما يتصل منها بتحضير وإعداد الغذاء، تشكل خطراً على سلامة وصحة المستهلكين، وبالتالي فإن العقوبات المغلظة والمشددة مطلوبة، ويجب عدم التهاون في التعامل مع مثل هذه المخالفات، حتى تكون المنشآت المخالفة عبرة لغيرها.
وجود حشرات في منطقة تحضير منتجات في أحد المخابز، أمر غير مقبول على الإطلاق، لأنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال شراء منتجات مخبزية وبداخلها حشرات، حيث من الوارد وجود حشرات داخل المنتجات التي تصل للمستهلك، طالما أن فرق التفتيش رصدت حشرات في منتجات المخبز. وخيراً فعل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية عندما قرر إغلاق المخبز إدارياً بعد أن حرر ثلاث مخالفات سابقة خلال شهرين للمخبز ذاته، إلا أن المخبز تمادى واستمر في ارتكاب المخالفات ما أوجب الإغلاق.
منشأة غذائية أخرى تستخدم مواد غذائية منتهية الصلاحية في تحضير الغذاء للمستهلكين، وهذه مخالفات تشكل خطراً كبيراً على صحة المستهلكين لأن المواد المستخدمة غير صالحة للاستخدام، وبالتالي تكون الوجبات المعدة غير سليمة وتسبب مشاكل صحية لمستخدميها، وعليه لم يتوان جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في اتخاذ قرار الإغلاق الإداري وبشكل فوري للمطعم المخالف.
الأمر ينطبق أيضاً على المنشآت الغذائية الأخرى التي يجب عليها الالتزام التام بإجراءات الصحة والسلامة، والحرص على سلامة المواد الأولية المستخدمة في إعداد الوجبات، ونظافة جميع مناطق المنشأة الغذائية، لضمان تحضير الغذاء في منطقة آمنة بعيدة عن المخاطر الصحية، انطلاقاً من الاهتمام بصحة وسلامة المستهلكين.
الدور الرقابي والتفتيشي الذي يقوم به الجهاز على المنشآت الغذائية في الإمارة مهم جداً، فخلال ديسمبر/ كانون الأول الجاري قرر الجهاز إغلاق مخبزين إدارياً لارتكاب المخالفات على مدى عدة شهور وأسابيع والاستمرار في تكرارها، دون الاهتمام بمعالجتها وإزالتها، فكان الإغلاق الإداري في انتظارهما.
بعض المخالفات الغذائية تتطلب إغلاقاً نهائياً للمنشأة ولا يجوز إعادة فتح المنشأة بعد إزالة المخالفة، وبالتالي مطلوب إعادة النظر في موضوع مخالفات المنشآت الغذائية لجهة تغليظها، طالما هناك منشآت همها الأول الربح المادي، ولا تكترث بصحة وسلامة المستهلكين.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
