وطن التحديات

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

حينما أُعلن ونحن نتابع رحلة مسبار الأمل، عن دخوله مدار كوكب المريخ، بسلام، بعد أن قطع ملايين الملايين من الكيلومترات خلال 7 أشهر عبر الفضاء، سالت الدموع من عيني دون استئذان وبفرح غامر وغبطة جعلت القلب يدق بطريقة لم يألفها منذ زمن بعيد. فالحدث هو حديث العالم كله: العرب يصلون إلى أبعد نقطة يصل إليها أحد في الكون، من الإمارات. العرب يلامسون الفضاء، العرب بيد الإمارات خامس دولة في العالم تنجح في الوصول ودخول مدار الكوكب الأحمر؛ أي اعتزاز وفخر بأن نكون من شعب هذا الوطن الذي يغير معالم التاريخ، ويشارك في صناعة الفرق، ويعيد ولو جزءاً من مجد العرب والأمة الإسلامية.
إن الحدث بكل أبعاده حدث استثنائي وفريد في سجل الأمة العربية الحديث، فكم من الدول التي تفوق الإمارات ثروة وإمكانيات وأسبقية في العلم والمعرفة، لكن أين وصلت بشعوبها، كم أنفقت وسخّرت مما وهبها الله من خير وثروة، على راحة وأمن مواطنيها والقاطنين فيها، كم أنفقت على التطوير والتعليم والبنية الأساسية، كيف استثمرت في الإنسان والمكان، كيف حافظت على مقدراتها وثرواتها وأنفقتها في ما يُسعد شعوبها والمقيمين على ترابها، كم منها تطلع أبعد عن التسليح والتسلح، والإنفاق على العتاد العسكري أكثر من البشري، كم أضاعت وضيعت من فرص.
كم كانت الصور بليغة! وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهما في مركز محمد بن راشد للفضاء يهنئان فريق العمل على وصول مسبار الأمل، ودخوله المدار بنجاح، في لفتة كريمة تدل على مدى العلاقة الراسخة والقوية بين شعب هذا الوطن وقادته. هذه القيادة التي لا تفكر إلا في كيفية إسعاد شعبها، والعمل بجد واجتهاد لنكون دائماً في المقدمة وفي كل المجالات.
ويوم أمس، ومن أبعد نقطة، استطاع أن يصل إليها مسبار صنعه الإنسان، استقبلنا أول صورة لكوكب المريخ من مسبار الأمل العربي الإسلامي الإماراتي.. صورة من عمق الفضاء بدقة ووضوح عاليين تصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، في منطقة الخوانيج، ثم توزع على كل العالم حاملة الختم والاسم العربي لكل أصقاع المعمورة، هذا ما سيسجله التاريخ بأحرف من نور باسم العرب والمسلمين ودولة الإمارات.
كم نحن فخورون بك يا وطن التحديات.. قيادة وشعباً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"