عقول تعمل في صمت

03:05 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نعم.. لم تكن إنجازات الإمارات المتتالية في قطاع الفضاء، لتتحقق بين ليلة وضحاها، ولكن كما يقول «التاريخ»، إن الحلم الإماراتي الذي أصبح واقعاً ترصد له الإنجازات، يعود إلى ثلاثة عقود ماضية، بدأت بلقاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، ليوجه هذا اللقاء التاريخي قبلة الدولة، نحو تأسيس قطاعنا الوطني للفضاء، بملامحه ومساراته التشريعية والقانونية، وجعلت من رؤيتها 2021، ركيزة للمضي قدماً نحو ريادة وطنية في هذا المجال.
والنجاحات المتواصلة والإنجازات المتوالية التي حققتها الإمارات، تلك «الدولة الفتية»، في قطاع الفضاء الوطني، خلال فترة وجيزة، تؤكد قدراتها وإمكانياتها على التنافسية العالمية في سباق استكشاف الفضاء الخارجي، فطموحاتها متجددة لا تنفد، وإصرارها على تحقيق الريادة في هذا المجال هدف لا يعرف المستحيل.
إن الإعلان عن إطلاق «خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي 100%، في أكتوبر المقبل، نعتبره «ترجمة واقعية» لجهود دؤوبة، وعقول تعمل في صمت؛ نهوضاً بهذا القطاع الحيوي، ويسطر هذا الإعلان رسالة جديدة للعالم، تحمل في مضمونها تفاصيل جديدة حول قوة الإمارات، وقدراتها على التميز في مجال التصنيع الفضائي.
ويأخذنا الإنجاز الجديد إلى نتيجة مهمة، حول نجاح الدولة في استثمار الكفاءات البشرية من الشباب الإماراتي، وتعزيز قدراته العلمية والإبداعية في مجال الفضاء؛ إذ باتت لدينا الآن قاعدة قوية لمهارات وطنية قادرة على التعاطي مع تكنولوجيا الفضاء، بالعلوم والمعارف والخبرات التي تعزز مكانتها العلمية والبحثية عالمياً، وتعينها على استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة، وتحقيق المزيد من الإنجازات.
إن واقع الحال يؤكد قيادة الإمارات، للعالم العربي لكشف أسرار الفضاء، حيث إنها الدولة العربية الأولى التي تطمح للوصول إلى المريخ، وتعمل للوصول لهذا الهدف السامي، لذا فإن الاستفادة من تجربتها باتت ضرورة ملحة لمختلف المجتمعات العربية، لاسيما أنها ستكون مرجعاً متكاملاً لعلوم الفضاء وتقنياته وصناعاته، من خلال كوادر وطنية وعقول مبتكرة ومبدعة، لا تلتفت إلى التحديات والصعوبات، ولا يوجد في قاموسها كلمة مستحيل.
لا يسعنا سوى تقديم التحية والتقدير، لتلك السواعد الإماراتية الشابة، التي تشكل نماذج مضيئة، رسخت في نفوسنا الطمأنينة والثقة في أبناء الوطن، وقدراتهم ومهاراتهم ومعارفهم؛ تلك الأجيال التي نعوّل عليها في إطلاق مزن سات العام المقبل، ومسبار الأمل نحو المريخ عام 2020، وتعانق الإمارات من خلالها الفضاء، لتشيد مدينة المريخ؛ أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر في العام 2117.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"