دليل الشمولية والتنوع لها

نحتفي هذا الأسبوع بيوم المرأة العالمي الذي يعتبر فرصة لمناقشة تحديات المرأة في عالم التأليف والنشر، عبر منصات مختلفة أتاحت ما لم يتوفر لنا قبل سنوات خارج إطار الجلسات والمؤتمرات المتخصصة، و قد احتفلت مؤسسة «PublishHer» والتي أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أول امرأة عربية ترأس الاتحاد الدولي للناشرين، خدمة لصناعة النشر وتقديم الدراسات والبحوث في هذا المجال بطريقة مختلفة؛ حيث تم طرح دليل: مجموعة أدوات تشخيص التنوع والشمول لمساعدة دور النشر على تعميم المساواة بين الجنسين - من التوظيف إلى المخرجات.
يتناول الدليل التنوع كفلسفة يمكن أن تحدث تغييراً في أماكن العمل المرتبطة بصناعة النشر إذا ما تم التعامل معه كجزء من الحل لإعادة صياغة منظومة متكاملة تولد الفرص التنموية والاقتصادية بشكل عملي لا أخلاقي وحسب، ويتطرق هذا الدليل إلى جانب منسي في الصناعة وهو قضايا أجور ومزايا وتوظيف النساء في هذا المجال؛ حيث وعلى الرغم من التقدم الملموس من حيث المساواة الكمية في أسواق النشر- حسب الدراسات خارج حدود العالم العربي– فإن هناك تحديات كثيرة ترتبط بترتيب أولويات التنوع خصوصاً عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات النشر، الابتكار، الوصول إلى المواهب وجذبها، إضافة إلى عناصر ترتبط ببيئة العمل والتشريعات.
كذلك تبرز قضايا أخرى بحاجة إلى المزيد من التعمق والدراسة مثل هجرة الأسماء النسائية إلى الغرب أو اتخاذ مسارات لا تحظى بقبول المجتمعات العربية أو صعوبة تجاوز السقف الزجاجي لإدارة شؤون النشر والإشراف على لجان الجوائز الأدبية العالمية المرموقة، وكذلك نسبة الحصول عليها، هي دوافع لطرح أسئلة حول الإشكاليات الجوهرية التي تواجه المرأة في المجال والتي ترتبط بمعايير الجودة والاستدامة ونسبة التمثيل الوظيفي في دور النشر، وتملك مشاريع النشر، وصولاً إلى استدامة الفعل الإبداعي وارتباط ذلك بظروف اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، مما يعيدنا دائماً إلى المربع الأول والذي يعتمد على إجراء البحوث والدراسات التي تكشف لنا عن أصل هذه التحديات وتمنحنا فرصة للنظر إلى هذه الصناعة من زاوية عملية واستشرافية.
يشير الدليل إلى أهداف استراتيجية تتمثل في تضمين التنوع ضمن القيم التنظيمية لمؤسسات النشر، جذب المواهب المتنوعة وتوظيفها، دعم بيئات عمل شاملة والحفاظ على التنوع فيها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إطار عمل مرن وقابل للتنفيذ؛ بحيث يمكن لأصحاب مشاريع النشر استخدامها لتحديات التنوع والاندماج، وتطوير خطط استشرافية لمواجهة المتغيرات الكثيرة وتتبع التقدم، بقي أن ننظر بتفاؤل إلى إمكانية تطبيق هذه الفلسفة من خلال ضخ هذه الاستراتيجية الناضجة في دماء صناعة النشر العربية.

[email protected]