عادات وسلوكيات كثيرة في المجتمع تتطلب حلولاً جذرية وتعاوناً فعالاً وجدياً من قبل أفراد المجتمع للحد من هذه المظاهر الخداعة، والتي تتطلب ميزانيات ضخمة، وتشكل عبئاً كبيراً على الأسر، وتقف حجر عثرة أمام استقرار الأسرة وبنائها بشكل سليم.
أحد هذه المظاهر الأعراس وحتى حفلات الرجال التي أصبحت تقام عصراً، وتُقدَّم خلالها الحلويات والفاكهة في إطار التخفيف والحد من البذخ المبالغ فيه في حفلات الأعراس، إلا أنه لوحظ أن العديد من الفنادق تستغل هذا النوع من الحفلات بابتكار أساليب ضيافة مبالغ فيها لرفع التكلفة الإجمالية، فأصبحت تكلفة حفلة الرجال التي لا تتضمن غداء أو عشاء تصل إلى 100 ألف درهم.
أحد أولياء الأمور، مع أنه حاول الاقتصاد في حفلة عرس ابنه، وصلت تكلفة حفلة العرس إلى نصف مليون درهم، منها 400 ألف درهم فقط لحفلة النساء، فهل هذا يجوز؟ وهل باستطاعة الشباب تحمل هذه المبالغ الضخمة من أجل حفلات لساعات معدودة تبدأ بعدها معاناة العريس مع القروض وتسديدها لسنوات طويلة لتشكل عائقاً في بناء أسرة مستقرة؟
مظاهر الإسراف والتبذير لا تقتصر على حفلات الأعراس، بل هي متفشية في المجتمع في أغلبية المناسبات وعلى مدار العام، والزائر إلى مراكز التسوق والجمعيات والسوبر ماركت هذه الأيام يشاهد الاستعدادات المبالغ فيها من قبل الأسر لاستقبال رمضان، فالعديد من الأسر، إن لم تكن أغلبيتها، تسابق الزمن من أجل شراء كميات لا حصر لها من السلع والمواد الغذائية بحجة الاستعداد لرمضان، مع العلم أن أكثر من 40% من السلع والمواد الغذائية يكون مصيرها صناديق القمامة.
جمعيات ومؤسسات حفظ النعمة تضطلع بدور جيد لجهة إعادة استخدام الكم الهائل من الطعام الذي يعاد تدويره وتوزيعه على الفئات الأكثر احتياجاً، إلا أن الاستمرار المبالغ فيه من قبل الأسر في الإسراف والتبذير شكل ضغطاً على جمعيات حفظ النعمة التي أصبحت عاجزة عن تلبية طلبات أسر كثيرة تبحث عن حل للكميات الكبيرة من الطعام المتبقي بعد وجبات الإفطار.
وزارة تنمية المجتمع وغيرها من الجهات المعنية مطالبة، وبشكل مكثف، بوضع برامج واستراتيجيات وخطط فاعلة للحد من الإسراف والتبذير، بحيث تسهم هذه البرامج في إحداث تغيير ملموس عند نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، وأن يكون هناك تعاون في مواجهة هذه المظاهر المدمرة للفرد والأسرة.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
