أبوظبي: رانيا الغزاوي
كشف مستشفى كليفلاند كلينك في أبوظبي عن إجراء 461 جراحة باستخدام الروبوت منذ أن تم إدخال البرنامج عام 2015، منها 96 جراحة للقلب، و189للجهاز الهضمي، و176 للمسالك البولية والجراحات النسائية.
وأوضح الدكتور كاشف صديقي، استشاري الجراحة في معهد التخصصات الجراحية الدقيقة بالمستشفى، أن أول منظومة روبوت جراحية في المستشفى كانت من طراز «دافنشي Si»، وتتميز بوجود لوحتي تحكم لتتيح فرص التدريب والتعاون خلال الجراحات قليلة التدخل وصور ثلاثية الأبعاد شديدة الوضوح، وعلى ضوء ذلك تم تعيين كوادر طبية معتمدة لاستخدام هذه التقنية المتطورة في الجراحات المعقدة من أصحاب الخبرات الفنية من أنحاء العالم، بعد ذلك تم إدخال طراز «دافنشي Xi»، وتم توسيع نطاق استخدام هذه التقنية ليشمل العديد من الجراحات، مثل: جراحات القلب والجهاز الهضمي والسمنة، إلى جانب مضاعفة الكوادر الطبية المدربة عليها.
وأضاف: نستخدم حالياً «نظام Xi»، وهو أحدث جهاز روبوت متوفر في العالم، ويتيح تحريك أذرع المعدات وتوجيهها بمرونة أكثر عن الأجهزة السابقة، إضافة إلى أن الأذرع فيه أصغر حجماً وأطول ويتوفر به خيار توجيه الكاميرا ثلاثية الأبعاد إلى أي مكان في الجسم، ويتيح للجراحين المزيد من الدقة والتحكم، ويعزز قدرتهم على الرؤية والتغلب على بعض الصعوبات في الوصول إلى موقع الجراحة، كما يحد من ارتجاف اليدين أثناء العمل.
المميزات
وأكد أن مجال استخدام جراحة الروبوت أصبح واسعاً وحاضراً في الكثير من العمليات، مثل: جراحات القلب والجهاز الهضمي وعلاج أورام البطن وجراحة السمنة والمسالك البولية والقولون والمستقيم والجراحة النسائية، وعلى الرغم من ذلك فإن جراحة الروبوت لا تناسب جميع حالات المرضى؛ حيث يعتمد ذلك على الحالة الصحية للمريض، فإذا كانت صحته جيدة بشكل عام ولا يعاني أية أمراض أخرى يتم إجراء الجراحة بالروبوت؛ لذلك يقوم الفريق الطبي في المستشفى بدراسة كل حالة على حدة؛ لتحديد النهج المناسب، مشيراً إلى عدد من الفوائد التي تميزها عن الجراحة التقليدية، منها زيادة الدقة، كما يتم إجراؤها في وقت أقصر من الجراحة الاعتيادية يصل إلى نصف الوقت، وتقلل فرصة الشعور بالألم وفرصة حدوث العدوى والنزيف والندوب؛ لأنها تتم عبر ثقوب صغيرة، وتؤدي إلى نتائج أفضل وتعاف أسرع لدى المرضى الذين يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية سريعاً.
آلية الجراحة
وعن آلية الجراحة بالروبوت، أوضح أن الفريق الطبي الذي يضم الجراحين وأخصائيي التخدير، يجري أولاً تقييماً لحالة المريض لوضع خطة العمل المناسبة، وبعد إجراء الفحوصات الصحية والفنية اللازمة، يُخدَّر المريض ويتم عمل أربعة إلى خمسة ثقوب صغيرة في موقع الجراحة، يتم من خلالها إدخال الأدوات الجراحية الدقيقة وكاميرا عالية الوضوح، حيث يجلس طبيب عند سرير المريض، فيما يتولى الجراح استخدام لوحة التحكم لأداء مهمته بواسطة الأذرع التي يتحكم بها عبر لوحة كمبيوتر و(دواسة قدم)، وهو يشاهد صوراً عالية الوضوح لمنطقة الجراحة على شاشة أمامه، بعد انتهاء العملية، تُغلق الجروح ويُنقل المريض إلى غرفة الإنعاش ليكون تحت المراقبة، وبما أن وقت التعافي في مثل هذه العمليات يكون أقصر، ففي الأغلب يُسمح للمرضى بمغادرة المستشفى في غضون أسبوع.
إصلاحات
من جانبها، أوضحت الدكتورة غورجيوت باجوا، أخصائية أمراض القلب في معهد القلب والأوعية الدموية بالمستشفى، أن الجراحة الروبوتية يتم استخدامها في حالات معينة لمرضى القلب منها، إصلاح الصمام التاجي، وإصلاح عيوب الحاجز الأذيني، واستئصال أورام القلب، إصلاح الصمام ثلاثي الشرفات؛ حيث تعد من الحالات الخطرة والصعبة التي تتطلب دقة وخبرة عالية، مشيرة إلى أنه في حال إجراء هذه الحالات في مركز ليس لديه خبرة في إصلاح الصمام التاجي مثلاً ينتهي الأمر باستبداله، لكن المستشفى وفرت الأجهزة والخبرات التي تمكنت من إصلاح الصمام بأقل قدر من التوغل الجراحي.
وتحدثت عن أحد أكثر الحالات تعقيداً التي أجرتها في المستشفى، قائلة: كانت لشاب يعاني تدلي الصمام التاجي، ويشكو من ضيق شديد في التنفس وإرهاق أثر بشكل كبير في روتينه اليومي، وتم تشخيص حالته بعد ذلك بمرض في الصمام، ولأنه في حالة جيدة ولم يكن يعاني أية أمراض أخرى مصاحبة، قررنا اختيار الجراحة الروبوتية لإجراء أقل تدخلاً يمكن أن يسمح له بالتعافي في وقت أقرب بكثير.
