عادي

كتاب أرسطو المفقود

22:31 مساء
قراءة دقيقتين
3

كتاب مفقود لأرسطو، ضاع مع ما ضاع من المحاورات، التي كتبها في شبابه، ولم يبق منها غير أسمائها، وبعض شذرات متفرقة منها، صحيح أن بعض المؤلفين القدامى عرفوا عنوانه الأصلي «برترويبتيقوس» وأن عدداً منهم وضع كتباً أخرى، تحمل نفس العنوان، الذي يفيد الحث على التفلسف، وبيان ضرورته للحياة السعيدة، وصحيح أيضاً أنهم اقتبسوا منه عبارة ذاعت شهرتها في كتب الفلسفة، حتى يومنا الحاضر: «إما أن التفلسف ضروري، ولابد عندئذ من التفلسف، وإما أنه غير ضروري، ولابد أيضاً من التفلسف، لإثبات عدم ضرورته، وفي الحالين ينبغي التفلسف».

ظل الكتاب أكثر من ثلاثة وعشرين قرناً في عداد المفقودين، وبقي الأمر على هذه الحال منذ النصف الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حين نشر عالم ألماني كتاباً عن محاورات أرسطو طرح فيه السؤال عن مضمون الكتاب الضائع وهدفه.

وانطلق البحث من هذا السؤال الحائر، ودارت عجلته مئة سنة كاملة، حتى أعيد بناء الكتاب المفقود الذي ترجمه إلى العربية د. عبد الغفار مكاوي تحت عنوان «دعوة للفلسفة» بعد أن قام بمطابقة النص اليوناني على الطبعة الألمانية.

أهدى أرسطو كتابه إلى أمير قبرصي مجهول، وبدأ دعوته بالإشارة إلى أهمية الفلسفة والتساؤل عن الفضيلة والخير، ويبين أن كليهما لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق معرفة مطابقة له، فبغير هذه المعرفة يصبح امتلاك الخيرات الخارجية من ثروة وقوة وجاه، هي التي تضفي على تلك الخيرات قيمتها، وهي في الحقيقة تفوقها في القيمة؛ لأنها لم توجد لأجلها فحسب، وإنما هي قيمة في ذاتها، وبذلك ينتهي الغرض الأولي بإثبات أن الفلسفة ممكنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"