عادي

«نتورك»: قيمة معاملة التسوق الإلكتروني أعلى 40% من نقاط البيع

01:20 صباحا
قراءة 7 دقائق
نتورك إنترناشيونال
مقر نتورك إنترناشيونال في دبي
الشارقة - عبير أبو شمالة

أظهرت بيانات «نتورك إنترناشيونال»، ارتفاعاً في معدلات إنفاق سكان دولة الإمارات لشراء مستلزماتهم الاستهلاكية عبر الإنترنت خلال عام 2020، مقارنة بالمبالغ التي أنفقوها لقاء مشترياتهم من متاجر السوبرماركت الفعلية.
وذكرت الشركة أن متوسط القيمة الإجمالية لمعاملة التسوق الإلكترونية لدى سكان الدولة في عام 2020 كان أعلى بنسبة 40% من المعاملات في نقاط البيع في المتاجر الفعلية. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى تحول سلوكيات العملاء نتيجة قيود الإغلاق التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» والراحة والمخاوف المتعلقة بالسلامة، والتي أدت إلى النمو في المشتريات اللاتلامسية وعبر الإنترنت.
وظهر الفرق الأكبر بين أحجام المعاملات الإلكترونية والتقليدية في نوفمبر، حيث بلغ متوسط القيمة الإجمالية للمعاملة الإلكترونية 279 درهماً، أي أكثر بمعدل الضعف عن معاملات نقاط البيع التي سجلت متوسطاً قدره 138 درهماً. وفي المقابل، وصل متوسط قيمة معاملة التسوق الإلكترونية في المراحل الأولى لانتشار الجائحة في شهر مارس إلى 294 درهماً، وهو أعلى بنسبة 45.6% من متوسط المعاملات المسجلة في نقاط البيع التقليدية التي بلغت 202 درهم.

93 % نمو الإنفاق الإلكتروني في مارس

وترافق الارتفاع في متوسط قيمة معاملات التجارة الإلكترونية بزيادة نسبتها  93% في حجم الإنفاق الكلي في المنصات الاستهلاكية الإلكترونية في شهر مارس خلال فترة الإغلاق الشامل، واستمر الارتفاع بعد رفع قيود الإغلاق الشامل نتيجة توخي السكان للحذر وتفضيلهم للبقاء في منازلهم تجنباً للإصابة بالفيروس.
من جهة أخرى، تراجعت وتيرة هذه الزيادة في شهر إبريل إلى 85% نتيجة التأخير في توصيل الطلبيات لفترات وصلت أحياناً إلى أسابيع، تزامناً مع سعي تجار التجزئة لمواجهة التحديات اللوجستية الناجمة عن الارتفاع غير المسبوق في الطلبات الإلكترونية، ثم عادت هذه الزيادة لتقفز إلى 114% في شهر مايو و280% و152% في نوفمبر وديسمبر على التوالي. وجاء هذا النمو مدفوعاً بالتوجه المتسارع لاعتماد منصات البقالة الإلكترونية الناشئة وتطبيقات الهواتف المتحركة، إضافة إلى تحسن سرعة التوصيل وانتشار تطبيقات التوصيل لتغطي منتجات البقالة والمستلزمات الأساسية الأخرى ضمن خدماتها.

234


وبالتوازي مع ذلك، انخفضت معدلات الإنفاق في نقاط البيع بين سكان الدولة من 32% في مارس إلى 10% في مايو، لتصل إلى خانة سلبية بنسبة 6% في شهر يونيو، و12% في شهر ديسمبر على التوالي، مما يشير إلى الاعتماد المتزايد للتجارة الرقمية واللاتلامسية والتحول المرجح استمراره في سلوكيات العملاء. وارتفع أيضاً حجم إنفاق العملاء عبر القنوات اللاتلامسية منذ فترة الإغلاق الشامل بمعدل 53% في شهر مارس، واستمرت هذه الزيادة لتصل إلى 64% في شهر ديسمبر، بينما انخفضت المعاملات التقليدية بنسبة 54% خلال الشهر الأخير من السنة.


ناندان مير: متفائلون حيال انتعاش العام الجاري

إلى ذلك، أكد ناندان مير الرئيس التنفيذي لمجموعة «نتورك اإنترناشيونال» ثقته في عودة النمو والانتعاش الاقتصادي في العام الجاري على مستوى اقتصاد الإمارات، الذي يمثل السوق الرئيسي للشركة. وتوقع أن يشهد سوق المدفوعات الإلكترونية بصفة عامة نمواً متزايداً في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى وجود مؤشرات واضحة على التعافي الفعلي بدأت مع نهاية العام الماضي واستمرت، بل وازدادت زخماً، في الشهرين الماضيين من 2021.
وقال مير الذي تولى مهام منصبه حديثاً في حوار مع «الخليج» إن الجائحة أدت إلى أزمة على المدى القصير لكن الشركة محظوظة كونها تعمل في سوق المدفوعات الإلكترونية الذي يشهد مستويات نمو مرتفعة، مؤكداً وجود مؤشرات واضحة على سرعة التعافي في القطاع وعلى فرص النمو الكبيرة على المدى الطويل. وأضاف أن الشركة نجحت في تحقيق إنجازات مهمة في العام الماضي الذي يمكن وصفه بعام التحديات، حيث حققت عدداً من المكاسب الجديدة على صعيد الأعمال، وشهدت إقبالاً قوياً على حلول الدفع الإلكترونية، فضلاً عن تعزيز قدراتها من خلال إطلاق منصة المدفوعات الرقمية بالشراكة مع «ماستركارد». وقال: «فيما شهد حجم التداول والإيرادات بطبيعة الحال ركوداً خلال العام؛ بدأنا نلحظ عدة مؤشرات إيجابية مع نهاية عام 2020، بما في ذلك التعافي التدريجي للتعاملات وأحجام المدفوعات، وتسارع وتيرة الأعمال الجديدة. كما أدت الجائحة إلى تسريع عملية التوجه بعيداً عن النقد نحو البطاقات وغيرها من أشكال المدفوعات الرقمية، والتي ستساعد في دفع مسيرة نمونا بلا شك.

المدفوعات الدولية

وحول الأداء في الشهرين الماضيين من العام الجاري قال إن الزخم القوي والإيجابي الذي شهدته الشركة في أواخر العام الماضي شكل عاملاً مشجعاً بالنسبة لها وعزز تفاؤلها وثقتها بالأداء على المدى الطويل. وتوقع أن تستعيد الشركة هذا العام مستوى الإيرادات الإجمالي الذي حققته في 2019. ورجح نمو حلول التجار في 2021 بصورة تفوق ما سجلته في 2019، وإن رجح أن يكون إجمالي المدفوعات الدولية أقل بنسبة 50% عن مستواه في 2019.
وأضاف أن هناك هذا العام نمواً لافتاً في إصدارات البطاقات وفي حجم المعاملات وفي أنشطة الأعمال بشكل عام بالنسبة لحلول الجهات المصدرة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز الإيرادات الإجمالية لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019.
وعلى مستوى النفقات توقع أن ترتفع هذا العام بنسبة منخفضة من عددين، بما يعكس نهج الشركة المعتدل في إدارة التكاليف إضافة إلى النمو المتوقع في النفقات الذي يصاحب نمو الأعمال وتوسعها، مع الدخول في سوق السعودية والانفصال عن الإمارات دبي الوطني والعودة الجزئية لبعض النفقات كالعلاوات والحوافز التي تم خفضها خلال الجائحة.
وكانت الشركة أعلنت عن تسجيل أرباح أساسية قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء وصلت إلى 112,6 مليون دولار عن عام 2020، بتراجع وصل معدله إلى 33.2% مقارنة بعام 2019 وذلك نتيجة انخفاض الإيرادات المسجلة وقاعدة تكاليف الشركة الثابتة، رغم أن الشركة عملت على تقليص نسبة من هذا التأثير عبر وفورات التكاليف. كما أدت إعادة تصنيف برنامج بطاقات ميركوري كعملية تشغيلية مستمرة إلى خفض الأرباح الأساسية قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بمقدار 1,3 مليون دولار.
وبلغت أرباح العمليات التشغيلية المستمرة 5,6 مليون دولار، ما يعكس انخفاضاً في الأرباح الأساسية قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وشطب 6,7 مليون دولار من رسوم إصدار الديون المرسملة المرتبطة بتسهيلات الإقراض السابقة نتيجة لعمليات إعادة التمويل خلال العام.

الإيرادات

وتراجع إجمالي الإيرادات 15.1% إلى 284.84 مليون دولار على أساس سنوي مع تأثر الأداء إلى حدٍ كبير بجائحة كوفيد - 19، لكن شهدت نهاية العام تحقيق زخم إيجابي عبر خطي أعمال المجموعة. وتراجعت إيرادات حلول التجار بحوالي 28.5% على أساس سنوي، مع آفاق مبشرة في الأشهر الأخيرة من عام 2020.
وعلى الرغم من انخفاض إجمالي حجم المدفوعات 23.4% على أساس سنوي، إلا أن الشركة شهدت نمواً قوياً بشكل خاص في إجمالي حجم المدفوعات المكتسبة مباشرة من التجارة الإلكترونية، وذلك بنسبة 53٪ على أساس سنوي (باستثناء إجمالي حجم المدفوعات الإلكترونية من القطاع الحكومي وشركات الطيران).

الإنجازات

وقال إن الشركة نجحت في الحفاظ على زخم الأعمال الجديدة من خلال توقيع 4 عقود جديدة لمعالجة المدفوعات لصالح بنوك في أفريقيا؛ وقد شهدت الشركة نمواً كبيراً في حجم المدفوعات الإلكترونية مع تسجيل أكثر من 1600 تاجر من دولة الإمارات في منصة الدفع الخاصة بها إن-جينيوس (N-GeniusTM )؛ والتي ستدخل السودان كسوق جديد في عام 2021.
كما أحرزت تقدماً في الاستحواذ المقترح على مجموعة DPO فيما تسعى للحصول على الموافقات التنظيمية النهائية التي من المقرر الحصول عليها في الربع الثاني من العام الحالي. وقد سجلت مجموعة DPO أداءً قوياً في عام 2020 مع نمو إجمالي حجم المدفوعات بنسبة تفوق 30٪ على أساس سنوي بأسعار العملة الثابتة.

التحديات

ولفت مير إلى أن التحدي الأساسي أمام الشركة في المرحلة الراهنة وفي أعقاب جائحة كوفيد- 19، يتمثل في صيانة رفاه العملاء واستمرارية الأعمال، مشيراً إلى أن أنشطة المدفوعات والمعاملات لم تتأثر كثيراً جراء تبعات الجائحة بفضل استثمارات الشركة في منصات التكنولوجيا. وقال إن العديد من الشركات المتوسطة والصغيرة واجهت تحدياً في التحول الرقمي ما جعل الشركة تقدم عدداً من تدابير الدعم للعملاء وتطرح برنامجاً لمساعدة الشركات متناهية الصغر، حيث أعلنت عن حزمة بقيمة إجمالية 5 ملايين درهم كدعم نقدي، إضافة إلى تدابير أخرى وإعفاءات للعملاء من التجار. وقدمت الشركة بالفعل 3.7 مليون درهم لألف من العملاء الأكثر تضرراً من الجائحة لمساعدتهم وتخفيف بعض الضغوط المالية عن كاهلهم.

الإنفاق الإلكتروني

في ما يخص تأثير الجائحة على نمط الإنفاق الإلكتروني في الإمارات قال مير إن مستويات الإنفاق تأثرت بحدة في أواخر شهر مارس من العام الماضي نتيجة تبعات الجائحة وتدابير الإغلاق الاقتصادي. وأكد على بدء مؤشرات التحسن في النصف الثاني من العام الماضي مع استئناف الأنشطة الاقتصادية، وقال إن مستوى المعاملات الإلكترونية الإجمالي للتجارة الإلكترونية ارتفع على أساس سنوي بحوالي 68% في الربع الأخير من العام الماضي.
واكد أن حجم المعاملات في الإمارات بالنسبة للشركة تعافى كليا بالفعل وعاد إلى مستويات 2019، بدعم من الإنفاق على التجارة الإلكترونية. وقال إن الجائحة خلقت تحولاً لافتاً في نمط الإنفاق لدى المستهلك في الإمارات، ليتقبل بصورة أكبر المدفوعات الإلكترونية. وأضاف قائلاً إن العملاء الذين اعتادوا على استخدام بطاقات الصراف الآلي لإتمام معاملاتهم المالية في يناير 2020، باتوا اليوم يستخدمونها فقط في ما لا يزيد على نصف معاملاتهم المالية بعد مرور عام، والنصف الآخر عبر خدمات الدفع الإلكتروني على شبكة الإنترنت.
وأكد على وجود مؤشرات إيجابية على نمو الإنفاق الاستهلاكي في الدولة خاصة في ظل التطبيق الناجح لبرنامج التطعيم ما عزز الثقة في المستقبل.
وأضاف: باعتباري انضممت مؤخراً إلى «نتورك إنترناشيونال»، أشعر بالفخر لكوني جزءاً من شركة تختبر مثل هذه المرحلة المفصلية. فنحن نلعب دوراً محورياً في سوق المدفوعات الرقمية التي تشهد نمواً كبيراً ومتسارعاً. وأشعر بحماس كبير إزاء الفرص الكبيرة المتاحة أمامنا ولا سيما مع اتساع نطاقنا ووصولنا إلى أكثر من 50 سوقاً، وعروض منتجاتنا والبنية التحتية التكنولوجية التي نتمتع بها، ومحركات النمو المتعددة التي يمكن أن تخدمنا.
واختتم قائلاً: «نمتلك أسساً ممتازة تضمن لنا مكانة قوية دوماً. ومن جهتي، سأركز على جانبي الابتكار وسلاسة العمل بحيث تتمكن نتورك إنترناشيونال من ترسيخ مكانتها في أسواق عملنا. كما أركز في أولوياتي على تلبية احتياجات العملاء سريعة التطور، وتمكينهم من خدمة عملائهم عبر مجموعة واسعة من خيارات الدفع، والتنفيذ الناجح، وتحقيق التقدم عبر مسرعات النمو مثل الاستحواذ على مجموعة DPO ودخولنا إلى السوق السعودية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"