عادي

زوجته تبرّعت بكليتها.. وتقنيات «كليفلاند كلينك أبوظبي» تسرّع تعافيه

19:27 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أبوظبي: «الخليج»
بدأ رائد أعمال، متخصص في التكنولوجيا في دبي، بالتعافي الجيد، بعد أن أجريت له عملية جراحية لزراعة الكلى. مشيداً بحرص دولة الإمارات على الاستفادة من التكنولوجيا الطبية المتقدمة، وتوفيرها لدعم تعافي المرضى.
كان نيكولاوس إنتيجري نتاكيس، وهو سويدي من أصل يوناني، يعاني مرض التهاب الأمعاء على مدى سنوات. عالجه الأطباء في بلده، من الأعراض التي كانت تنتابه، فوصفوا له مجموعة من الأدوية؛ غير أنها كانت تصيب كليتيه بالضرر، دون أن ينتبه هو أو أطباؤه إلى ذلك. بعد بضع سنوات اكتشف فريق الرعاية الطبية هذا الضرر، وأبلغوه أنه ربما يحتاج إلى زرع كلية في المستقبل.
وأوضح الدكتور نزار عطاالله، اختصاصي زراعة الكلى في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: من غير المألوف أن يرى الأطباء مرضى يعانون تلف الكلى نتيجة تناول أدوية، لا سيما إذا كان المريض يتناول دواءً لمرض التهاب الأمعاء. وللأسف، أن نيكولاوس لم يحالفه الحظ، إذ واجه هذه المشكلة الصحية، وضاعف من ضررها أن أحداً لم يدر بها، حتى ساء الأمر طوال هذه المدة. ولكن بالمتابعة المناسبة، يمكن تجنب هذه المضاعفات تماماً، ونادراً ما تسوء مثل تلك الحالة حتى تصل إلى النقطة التي تستدعي إجراء جراحة لزراعة كلية جديدة.
بعد انتقال نيكولاوس، من السويد إلى دبي، عام 2013، لاحظ طبيبه الجديد أن تلف كليته يتزايد سريعاً. وبعد أربع سنوات، وبعد مضي أكثر من 15 عاماً، منذ أن أخبره الأطباء بتلف كليته، اضطر نيكولاوس أن يبدأ جلسات غسل الكلى، في حين كان ينتظر إجراء جراحة لزراعة كلية بدل التي تلفت.
يقول نيكولاوس «كان غسل الكلى صعباً؛ إذ اضطررت أن أعيد تنظيم حياتي، كي أتوءم مع حالتي الصحية. فأنا أعول زوجة وابنتين، وأُدير ثلاث شركات. واضطررت أن أعين مديراً تنفيذياً مؤقتاً، ليدير أمور الشركة في أثناء علاجي، بقصد تسيير العمل في هذه الشركات، بدلاً من تنميتها وتوسعة آفاقها. وما زلت أتذكر أنني كنت أتخذ قرارات، وأنا على سرير غسل الكلى، وأنتظر ورود أخبارٍ سعيدة، تبشرني بإجراء جراحة لزراعة كلية جديدة».
بعد عام من غسل الكلى وانتظار الكلية الجديدة، قرر نيكولاوس أن يُمسك زمام هذا الأمر بيديه. وكانت زوجته تعرض عليه أن تتبرع له بكليتها، غير أنه لم يرغب في ذلك، في بداية الأمر، إذ إنه كان قد بدأ يبحث عن مستشفيات يمكن أن يحصل فيها على فرصة زراعة كلية جديدة.
ويكمل «بعد ما قررنا أن نمضي قدماً بإجراء العملية، كان السؤال التالي هو: أين نجري تلك العملية الجراحية؟ فكرت في أن أسافر إلى الولايات المتحدة أو ألمانيا أو إسبانيا، لكنني تحريت وبحثت، ثم قررت أن أختار مستشفى»كليفلاند كلينك أبوظبي«. وأنا سعيد جداً اليوم لأنني أجريت هذه الجراحة فيه».
عندما زار نيكولاوس المستشفى قيم فريق الرعاية الصحية توافق الكلى بين نيكولاوس وزوجته، قبل إجراء عملية زراعة الكلى، ووجدوا ثلاثة جينات مشتركة بينهما، من بين الجينات الثمانية التي تحدد درجة التطابق؛ وهذه النسبة تجعل زوجة نيكولاوس قريبة الشبه له.
يقول الدكتور عطاالله «وبوجه عام، يكون التطابق بنسبة 50٪ بين الوالدين وأبنائهما، أو بين الأشقاء، لذا حين تكون نسبة التطابق بين نيكولاوس وزوجته 37.5٪ فهذا يكون حظاً جيداً، لا سيما أنهما ينحدران من أصول مختلفة. لحسن الحظ، ومع التقدم في الأدوية، لا يزال بإمكاننا إجراء عملية الزراعة، حتى لو لم يكن بين الناس أي جينات مشتركة. هذه التطورات الطبية تعني أن عدداً أكبر من الناس، يستطيعون الآن أن يستفيدوا من عمليات زراعة الكلى، إنقاذاً لحياتهم».
وبعد إجراء تقييم نفسي مفصل لنيكولاوس وزوجته، أجرى الأطباء العملية الجراحية. وما يجعل نيكولاوس مطمئناً، أن العملية الجراحية التي أجريت لزوجته، كانت بأقل قدر من التدخل الجراحي، ما وفر عليها مشقة التعافي بعد الجراحة.
ثم يختم نيكولاوس «اعتنى الفريق الطبي بي وبزوجتي عناية طبية فائقة، فالفحوص التي أجروها، قبل الجراحة، للتأكد من أننا على دراية كافية بما نحن بصدد البدء فيه، جعلتنا نشعر بارتياح كامل لإجراء هذه العملية. وبعد الجراحة، استأنفت عملي، وصرت أقوم بدور أكثر نشاطاً في شركاتي. أشعر بتحسن أكثر مما كنت أشعر به منذ سنوات. والهدية التي قدمتها لي زوجتي جعلتنا أكثر تقارباً؛ لقد أنقذت حياتي بهذه الهدية، وهذا جميل لن أنساه».
وبعد الجراحة، ما زال نيكولاوس يجري فحوصاً منتظمة مع فريق الرعاية الطبية المسؤول عن مراقبة حالته، لمتابعة تطورها، سرعان ما بدأ يسافر للعمل مرة أخرى دون القيود التي كان يفرضها عليه غسل الكلى. في بداية جائحة فيروس كوفيد-19، بدأ نيكولاوس يستخدم تطبيق بوابة المرضى في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، كي يبقى على تواصل دائم بفريق الرعاية الطبية الذي يتابع حالته، ومع طبيبه، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"