قبل أكثر من عشرة أيام بدأ المركز الوطني للأرصاد في الدولة الحديث عن احتمالية تشكل حالة مدارية في بحر العرب قد تتطور إلى إعصار، وأنه يتابع الحالة على مدار الساعة، واستمر في تقديم المعلومات على مدار الساعة حول تطور الحالة، وفي الوقت ذاته طلب من الجمهور متابعة النشرات التي تصدر عن المركز وعدم تداول الإشاعات.
يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، توقع المركز الوطني للأرصاد ومن خلال المعطيات المناخية والمتابعة المستمرة للحالة المدارية، تحول العاصفة المدارية إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى خلال 24 ساعة، وأكد في الوقت ذاته عدم وجود أي تأثير مباشر على الدولة، وهذا يتطلب شرحاً للجمهور عن الفرق بين التأثير المباشر والتأثير غير المباشر، وطبيعة وحجم هذا التأثير.
من يوم الأحد الماضي توقع المركز أن البحر في الساحل الشرقي سيشهد اضطراباً بدأ من ليل يوم الاثنين، ويستمر الثلاثاء والأربعاء، وذكر أنه قد يغمر المد البحري بعض المناطق المنخفضة من الساحل الشرقي في فترة المد العالي، وبالتالي هناك توقع واضح لتأثير الإعصار وطبيعة هذا التأثير الذي يتمثل في غمر المد البحري المناطق المنخفضة من الساحل الشرقي.
قبل نحو ثلاثة أيام تقريباً من تعرض مناطق في الساحل الشرقي لتدفق مياه البحر، كان هناك توقع بهذه الحالة من قبل المركز الوطني للأرصاد، وبالتالي كان من المفترض أن تعقد الجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات بالذات اللجنة المحلية المعنية، اجتماعاً موسعاً قبل وقوع الحدث بوقت كاف ولحظة توقع حدوثه، لبحث كافة الاستعدادات والترتيبات اللازم اتخاذها لمواجهة أي احتمالات، والتأكد من أن الاستعدادات على أكمل وجه.
الإمكانيات المتوفرة في الدولة على مستوى عال، ووفق أعلى المستويات، وتوظيفها بالشكل الأنسب وفي الوقت المناسب باتخاذ خطوات استباقية مدروسة، يكون لها دور كبير في التغلب على أي صعوبات والحد من أي خسائر.
التنسيق بين المركز الوطني للأرصاد والجهات المعنية على مستوى الدولة مطلوب وعلى أعلى الدرجات بالذات في مثل هذه الحالات التي تتطلب تنسيقاً وتعاوناً من جميع الجهات بلا استثناء، في الوقت ذاته كان من المفترض أن تصدر رسائل ونشرات توعية موجهة مباشرة للجمهور ولطلبة المدارس على مدار الساعة من لحظة توقع اضطراب البحر واحتمالية غمر المناطق المنخفضة بالمياه في السواحل الشرقية.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
