«قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، كلمات تحمل في مضمونها عظمة ومكانة بناة الأجيال، وما من أحد تربطه صلة بالتعليم حول العالم، إلاّ ويحفظ هذا البيت الشعري لأمير الشعراء أحمد شوقي، إذ بات شعاراً تردده الألسنة، وشهادة عرفان وامتنان وتقدير لرسل العلم، الذين أخرجوا الأجيال من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة.
واليوم ونحن نحتفي ومعنا العالم كله، ب«اليوم العالمي للمعلم»، علينا تجديد الثقة، والاعتراف بجميلهم في تربية أبنائنا وتقويمهم وإعدادهم للمستقبل، بل ينبغي تعزيز مكانتهم في المجتمع بالشكل الذي يليق بعظمة دورهم، ولنقف لهم جميعاً «احتراماً وفخراً وتبجيلاً».
وضعت دولة الإمارات التعليم على رأس أولوياتها، ولم تدخر وسعاً في دعم قطاعاته، باعتباره ركيزة أساسية في عجلة التنمية المستدامة، وأهم القطاعات الحيوية التي تشملها خطط ورؤى القيادة الرشيدة حتى 2117، التي تسعى إلى صنع كفاءات وطنية تعليمية تنافس الكفاءات العالمية.
ولعل إدراك الدولة لأهمية دور المعلمين في صياغة المستقبل، جعلها تحافظ ضمن خططها ومساراتها التطويرية على كيان المعلمين وأدوارهم، وتعزيز مكانتهم، وشحذ طاقاتهم العلمية، وحثهم على الإبداع والابتكار، بل وكثفت جهودها ارتقاءً بمستوياتهم المهنية والعلمية، وفق مستجدات ومتغيرات نظم وطرائق التدريس العالمية، ليظل المعلم القدوة والمثل في معادلة التعليم الابتكاري.
نعم.. إذا أردنا تشييد مجتمع أو الارتقاء بأبنائه، فعلينا بصناعة المعلم، وتمكينه من أدوات العصر، وتوفير الإمكانات التي تذيب له معوقات تعليم الأبناء، وهنا دعونا نسأل أنفسنا: «هل لدينا معلمون مؤهلون لمواجهة المستقبل وتحدياته، ومواكبة التطورات المتسارعة في نظم وطرائق التعليم المستقبلية؟»
وللإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نقيم مهارات معلمينا حالياً، ونقارنها مع محتويات الثورة الصناعية الرابعة ومعطياتها، لنرصد احتياجاتنا وسبل تنمية قدراتهم، لاسيما أن تلك الثورة تتطلب عناصر بشرية ذات قدرات فائقة، تستطيع توظيف التكنولوجيا وإدارة البيانات الضخمة بشكل احترافي، فالأمر يأخذنا إلى أهمية حشد المزيد من الجهود للارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم ببرامج أكثر تطويراً تحاكي مضمون تلك الثورة.
ولدينا أيضا الذكاء الاصطناعي، الذي نراه «أخطبوطاً»، تشعبت أذرعه لتطال المجالات والقطاعات كافة، ما يفرض وجود معلم قادر على بناء أجيال تستطيع التعامل مع هذا «الأخطبوط»، الذي وضع مفاهيم جديدة لسوق العمل المستقبلي، ورسم أشكالاً متنوعة لوظائف الغد القريب، فعلينا مساندة المعلمين في أداء رسالتهم العظيمة، ونجعل تنمية مهاراتهم مستدامة، ولا يسعنا اليوم سوى تقديم التحية والتقدير لبناة الأجيال لما يبذلونه من جهد لتربية وتعليم أبنائنا وتأهيلهم للمستقبل.
محمد إبراهيم
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![روسيا.. حريق بمستودع نفط في كورسك بعد هجوم أوكراني بمسيّرات](/sites/default/files/2024-07/6190680.jpeg)
![الإمارات.. توقعات بسقوط أمطار وانخفاض في درجات الحرارة بدءاً من الثلاثاء](/sites/default/files/2024-07/6190676.jpeg)
![«طرق دبي» ترسي عقد مشروع توسعة مداخل مول الإمارات بتكلفة 165مليون درهم](/sites/default/files/2024-07/6190640.jpeg)
![هاريس: ترامب «غريب للغاية».. والأخير يرد: «ليبرالية مجنونة»](/sites/default/files/2024-07/6190613.jpeg)
![هل يلعب أرنولد في ريال مدريد؟](/sites/default/files/2024-07/6190609.jpeg)
![الإمارات وتشيلي.. نحو شراكة اقتصادية شاملة وتعاون ثنائي مثمر](/sites/default/files/2024-07/6190603.jpeg)
![افتتاح مبالغ فيه](/sites/default/files/2024-07/6190594.jpeg)
![مقتل 12 في هجوم صاروخي على الجولان.. حزب الله ينفي وإسرائيل تتوعد](/sites/default/files/2024-07/6190560.jpeg)