سر «ملوك الجدعنة»

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

المائدة الرمضانية هذا العام غنية فعلاً، فيها ما لذّ وطاب من الدراما التلفزيونية، تفتح شهيتنا للمشاهدة وقد أصبنا بتخمة، ولم نتمكن بعد من تذوّق كل ما هو موجود. تنوّع يفرحنا، يرضي كل الأذواق، لكن هذه الأذواق مهما تنوعت واختلفت تلتقي أحياناً وتتفق على الإعجاب بعمل واحد.
 وبين الأعمال الدسمة التي التف حولها الجمهور ويشاهدها بشغف مثل «القاهرة كابول»، و«الاختيار ٢»، و«لعبة نيوتن»، وغيرها، هناك أعمال أقل دسامة، وناجحة أيضاً، مثل «ملوك الجدعنة» الذي يبتعد عن السياسة ويكتفي بالانغماس في قلب الأحياء الشعبية، ويعيش حياتها، ويتحدث بلسانها.
«ملوك الجدعنة» يملك مفتاح الجمهور، يصل إلى قلوب الناس رغم كثرة مظاهر البلطجة فيه.
سر المسلسل في الحوار، في الكلام الذي يحمل روح النكتة وخفة الدم، يُكثر من «الإفيهات» التي تعلق في أذهان الناس، ومنها إلى كل لسان.
و«ملوك الجدعنة» تأليف عبير سليمان، سيناريو وحوار أمين جمال، إخراج أحمد خالد موسى. لم تخرج المؤلفة عن المألوف في الدراما الاجتماعية التي تعكس صورة من صور الأحياء الشعبية: فقر وحب وسرقة وقتل وعصابات ومخدرات. لذا تميز العمل من نواحٍ أخرى، الرشاقة في الحوار، «الأكشن»، والتشويق، خفة الدم التي يتميز بها «سفينة» و«سَريّة»، الثنائي المميز الذي يجعلك تنتظره منذ الحلقة الأولى. تلك الثنائية الناجحة بين البطلين مصطفى شعبان وعمرو سعد، والأداء المنسجم والملائم للشخصيتين لعب دوراً في جعل العمل مقبولاً ومحبوباً رغم مشاهد العنف ومبدأ أخذ الحق «بالدراع»، لا بالقانون.
دلال عبدالعزيز تتألق بدور الأم المكافحة الطيبة. ياسمين رئيس تعيدنا بأدائها إلى فيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان. مصطفى وعمرو يسحبان البساط من تحت محمد رمضان الذي ارتبط بهذه النوعية من المسلسلات، وتوليفة «الجدعنة» والبلطجة والفقر والجريمة والدفاع عن الحق. ويبدو أن هذا الأخير لم يوفق هذا الموسم في اختياره «موسى»، ولن يستطيع التباهي بال«نمبر وان» في رمضان، في سباق يتألق فيه كثر ويتنافسون على الصدارة.
«ملوك الجدعنة» تصدّر «الترند»، ومن حق صناعه أن يفرحوا به لكن «الترند» لا يثبت على حال، مثل البورصة لكل يوم قائمة ترتفع أو تهبط، أو تبقى ثابتة في مكانها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"