مرتزقة قطر

02:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

المشهد الأخير في لندن يبيّن لنا مدى دناءة النظام القطري، ولعل الهتافات غير الأخلاقية في حق ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، كانت وصمة عار على جبين النظام القطري، الذي أصبح واضحاً أمام العالم أنه يموّل المتظاهرين في بقاع الأرض ضد الدول الأربع المقاطعة للنظام القطري، وأنها تضرب بالوساطة الكويتية عرض الحائط، باستخدامها المرتزقة المأجورين.
للأسف فإن ملامح الغدر والخيانة واضحة على وجه النظام القطري، الذي نشر مرتزقته المتجولين في بقاع الأرض، ليتظاهروا أمام السفارات والحكومات، وكل ذلك يؤكد أنهم ضعفوا أمام المقاطعة، وأنهم متألمون جداً من تداعياتها، ويتمنون أن يرجعوا للحضن الخليجي، ولكن كما هم من دون تغيير، وكما قيل: الصراخ على قدر الألم.
تغيير سلوك النظام القطري مهم جداً بالنسبة للدول المقاطعة، ومن دون تنفيذ الدوحة للمطالب فلن يتغير موقف الدول المقاطعة تجاه النظام القطري، والمقاطعة ستستمر والحلول في الرياض، وكل المحاولات التي تغرد خارج هذا السرب أمام الرأي العام، ورفع هتافات ما يسمونه ب «الحصار» لن يغير ذلك، بل سيؤجج الموقف السياسي والدبلوماسي، وسيضع النظام القطري في مواجهة قضايا جديدة، من شأنها تعميق الأزمة والخاسر الوحيد هو قطر.
إن الحقائق التي برزت في آخر لقاء للشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، رئيس المعارضة القطرية في تلفزيون «العربية» واتهاماته ل«نظام الحمدين» بقتل الشيخ سحيم، أوضحت للعالم على لسان واحد من عائلة آل ثاني بأن «نظام الحمدين» كان له دور كبير في الخيانة العربية العظمى، بل كان النظام هو الرأس المدبّر لكل الأحداث التي أصابت الوطن العربي، من خلال حقنه بسرطان كاد أن يفتك به، ولعل دعم جماعة «الإخوان» المسلمين واحتضان قادتهم في قطر، هو إبراز لحقيقة الإجرام التي عانتها الأمة العربية من هذا النظام، الذي أصبح بشهادة الجميع نظاماً مجرماً.
الهتافات الرخيصة في لندن ضد الأمير محمد بن سلمان، لن تؤثر على المملكة العربية السعودية أو على ولي العهد السعودي، فقد تم استقباله من قبل الحكومة البريطانية ومملكة بريطانيا استقبال الملوك، وقد خيب ما فعلته هذه الهتافات غير الأخلاقية، والآمال السوداء لنظام عرف بأنه مدبر لمثل هذه الحملات، التي دفع مقابلها بالجنيه الإسترليني، وكشف عن وجوه مرتزقة قطر، الذين صاروا مكشوفين أمام الشارع العربي الذي يستنكر مثل هذه الحماقات ضد بلاد الحرمين.
في ظل التوتر السائد والمقاطعة التي أبقت على مدار أشهر النظام القطري وهو يعاني الخسائر الاقتصادية ويذوق مرارة الفشل السياسي والدبلوماسي مع دول العالم لفقدانه الثقة التامة، لا بد من سؤال: هل من المعقول سياسياً ودبلوماسياً استمرار هذا النظام في عمليات نشر الأكاذيب والشائعات، ونشر المرتزقة المأجورين في أنحاء العالم، كي يتظاهروا ويهتفوا ويقذفوا الدول المقاطعة بالسموم.
إن هذه التصرفات الرعناء تجعلهم مكشوفين أكثر أمام الرأي العام والمجتمع الدولي، فمن الغباء جلب متظاهرين متهمين بالخيانة ضد أوطانهم، وهاربين من أحكام بالسجن صدرت بحقهم في قضايا أمن دولة ونشر شائعات لزعزعة الأمن والاستقرار، ومع هذا نجد النظام القطري يستعين بهؤلاء المرتزقة الذين انعدمت الثقة بهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الغباء السياسي والعزلة السياسية التامة، التي تعيشها الدوحة.
على النظام القطري احترام القرارات الدولية في وقف دعم الإرهاب وتمويل التنظيمات الإرهابية، واحترام سيادة دول الخليج، وعدم التدخل في شؤونها، والعمل على تنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لكي يتسنّى لدولة الكويت مواصلة عملية الوساطة، لترجع قطر إلى الحضن الخليجي بدلاً من الوقوع في أحضان «إسرائيل» وقوى الشر التي تحاول تمزيق الشعب القطري، وترفع بينه وبين الشعوب الخليجية والعربية جدران عزلة أشبه ما تكون بالجدار العنصري في فلسطين المحتلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"