يترقب العالم في قلق مسار صاروخ شارد، يدور حول الأرض في 90 دقيقه، فقدت السيطرة عليه، بعدما أطلقته الصين، الخميس الماضي، ويتوقع سقوط حطامه خلال أيام، مثيراً المخاوف من استهدافه منطقة مأهولة بالبشر.
والصاروخ الشارد المعروف باسم «لونج مارش 5 بي»، يبلغ طوله 30 متراً ووزنه 21 طناً، وكان الهدف منه وضع أول وحدة من محطة الفضاء الصينية الجديدة في مدارها، وسارت العملية بانتظام في البداية، ثم فقدت السيطرة على الصاروخ، الذي لا يعرف حتى الآن المكان الذي سيقع فيه.
ويتحرك الصاروخ التائه، وفقاً لأجهزة التتبع الخاصة بالأقمار الصناعية على ارتفاع يبلغ نحو 190 كيلو متراً خارج الغلاف الأرضي، بسرعة فائقة، تزيد عن أربعة أميال في الثانية، ما يكفي للدوران حول الأرض في ساعة ونصف يمر خلالها بنيويورك ومدريد وبكين، وإلى أقصى الجنوب عند تشيلي وويلينغتون بنيوزيلندا. وأعلنت دول عدة عن رصده في اجوائها بينها العراق ومصر وسوريا.
ومن المُفترض أن يكون خزان الوقود الخاصة بالصاروخ أُفرِغ تماماً منذ اليوم الأول من مايو/ أيار الجاري؛ لكنه يدور تحت تأثير المجال الجذبي الأرضي. قبل أن يخترق الغلاف الجوي لاحقاً.
وبحسب المعهد المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، رصد الصاروخ فوق سماء مصر لمدة ثلاث دقائق، قبل أن يتجه إلى الأردن وسوريا في مساره العشوائي.
ويتوقع العلماء، دخول الصاروخ المجال الأرضي الأحد المقبل، وبمجرد دخوله الغلاف الجوي، سيتعرض للاحتراق باستثناء أجزاء قد تقاوم الاحتراق، سوف تتسبب في تدمير كامل للمنطقة التي ستسقط فيها، نظراًَ إلى سرعته الفائقة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، أنه لا يمكن تحديد المكان الذي سيسقط عليه حطام الصاروخ إلا قبل ساعات قليلة عن سقوطه». وأضافت، أن «الحطام يمكن أن يشكل تهديدات محتملة لسلامة الرحلات الفضائية ومجال الفضاء».
وأوضحت الوزارة أنها ستنشر تحديثات يومية لموقع الصاروخ على منصة «Space Track» وأنها ستعلن ما لديها من معلومات بمجرد توافرها.
من جهته، أكد عالم الفلك في مركز «هارفارد سميثسونيان» للفيزياء، جوناثان ماكدويل، إن تداعيات سقوط الصاروخ قد لا تكون جيدة على الأرجح، مؤكداً في الوقت نفسه، أن الوضع «ليس نهاية العالم».
وتابع: «لا أعتقد أن على الناس اتخاذ الاحتياطات، خطر الضرر أو إصابة أحد ضئيل للغاية. إنه ليس أمراً مستبعداً، قد يحدث، لكن خطر إصابتك به ضئيل للغاية. لن أخسر ثانية من نومي بسبب هذا» وشهد شهر مايو/ أيار الماضي، سقوط صاروخ صيني آخر خارج نطاق السيطرة في المحيط الأطلسي قبالة غربي إفريقيا.
