مزيج مجتمعي واحد

04:14 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

ودعنا منذ أيام قليلة عاماً دراسياً عامراً، بالأحداث والقرارات والمستجدات، التي لم تكن موجودة من قبل في منظومتنا التعليمية؛ فالتطوير يعد أمراً مطلوباً، ومع المتغيرات العالمية، التي تشهدها القطاعات كافة؛ بات «إلزامياً»، وعلينا أن نتعلم ثقافة التغيير؛ لنستطيع أن نواكب تلك المستجدات.
والمشهد يحتم علينا تهنئة الطلبة الأوائل؛ مهما كانت الإشكاليات، وأولياء أمورهم؛ لفضلهم العظيم في ما ظفرت أيادي أبنائهم، ومن قبلهم القيادة الرشيدة للدولة، التي قدمت الدعم اللامحدود للتعليم ومسيرته، فكانت خير قيادة لأسعد وطن، ونتذكر معاً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن الإمارات تشجع المتفوقين، وتوفر لهم سبل مواصلة تفوقهم في إطار نهجها التنموي؛ القائم على دعم الابتكار والإبداع».
ولكن استوقفتني قوائم أوائل الثانوية العامة، التي جاءت خالية من الطلبة الأوائل في المدارس الخاصة، على الرغم من وجود معدلات طلابية بلغت (99.14 % و99.4 %)، ولكن مع الأسف سقطت أسماؤهم من قوائم التميز؛ لأسباب غير معلومة، فلماذا تم إقصاؤهم بهذه الطريقة غير المبررة؟ وما الأسباب التي تدعو لعدم الإيضاح وتنوير الميدان؟
في الحقيقة كثرت الأقاويل والتهويل حول تلك الإشكالية، فإن كان التعليم الخاص يحتاج للمزيد من الرقابة والتدقيق والتفحيص؛ فالأمر مكفول لوزارة التربية والتعليم، التي تسن القوانين، وتضع اللوائح، وترسم الاستراتيجيات وفق صلاحياتها؛ ولكن المهم تحقيق المساواة في تكريم من يستحق؛ لإحقاق الحق، وتحفيز الأجيال المقبلة على اللحاق بركب المتميزين، فجميع طلبة الميدان «الحكومي والخاص»، أبناء لمنظومة تعليمية واحدة.
نتفق مع الآراء التي جعلت من التعليم الخاص جزءاً أصيلاً في منظومة التعليم بالدولة، وإقصاء أو تجاهل أوائل الطلبة فيه يعد أمراً غاية في الصعوبة، ويستحق النقاش، لاسيما أن إجمالي المدارس الخاصة على مستوى الدولة يبلغ 567 مدرسة يدرس فيها حوالي 777 ألفاً و459 طالباً وطالبة «مواطنين ومقيمين»، يشكلون ضعفي الدارسين في المدارس الحكومية تقريباً؛ إذ بلغ إجمالي عددها 659 مدرسة، ويدرس فيها حوالي 280 ألفاً و841 طالباً وطالبة، بحسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم الأخيرة.
مهما كانت الأسباب ينبغي أن تكون منظومة التعليم ومكوناتها، مزيجاً مجتمعياً واحداً متماسكاً ومترابطاً بلا تمييز في المزيج الطلابي، فالرؤية واحدة والرسالة واضحة، وتحقيق الأهداف مسؤولية شمولية لا تُقصي أحداً، والجميع شريك أصيل في مسيرة النهضة..والطلبة المتفوقون قدوة حسنة، ونماذج مضيئة في مسيرة العلم، تنفع الوطن، وتخدم أهدافه التنموية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"