«المفرق» يغازل ذاكرة الشعر

عود ثقاب
05:57 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد عبدالله البريكي

تأتي الدورة الثالثة لمهرجان المفرق للشعر العربي في المملكة الأردنية الهاشمية ولا تزال حرارة اللقاء في مهرجان العام الماضي تعانق الشعر وتغازل الذاكرة في ظل المبادرة العظيمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي غيرت المناخ الشعري العربي وسطعت كضوء نافذ في الحياة الأدبية، وها نحن اليوم نحصد ثمرات هذا المشروع الكبير المتمثل في مبادرة إطلاق بيوت الشعر العربية ونجني ثماراً نضجت على فروع الأدب ونحتفي بأصوات متألقة ووجوه شابة تمتلك القدرة على التغيير.
نجح المهرجان في الدورات السابقة وقدم شهادته على أن مسيرة بيوت الشعر مشعة وقادرة على إحداث نقلة نوعية في محيط الواقع الشعري العربي المزدحم بالوجوه الشعرية الأصيلة التي تبحث عمن يقدمها للساحة الشعرية ويهيئ لها الأجواء ويمنحها حقها الأصيل في التعبير عن نفسها. وإذا كان مهرجان المفرق للشعر العربي قد حقق معادلة صعبة حين أتاح الفرصة للانطلاق نحو القصيدة في إطار أنشطة كثيفة فإن لدورة هذا العام طابعها الخاص في ظل الإدراك الواعي من قبل الشعراء الأردنيين بأهمية الشعر ودوره في تجديد الحياة وإكساب اللغة حلاوة وطلاوة، فهو المصدر الرئيس لتطورها ونمائها في كل العصور.
ورغم الإشادات المستحقة بما أحدثته مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فإن مشروع بيوت الشعر المتميز على مستوى العالم العربي يحمل في طياته الكثير من الرؤى التي تعبر عن احتفاء سموه بالأدب العربي وضرورة الشعر في الحياة العربية، كما أن الجانب المضيء حقاً في هذه المبادرة أنها أعادت الأمل للكثير من المبدعين الذين كانوا يبحثون عن منابر تسمع أصواتهم وبحجم مواهبهم، واليوم نعيش في رحاب هذا الأمل الكبير الذي يكبر يوماً بعد يوم.
وفي مهرجان المفرق للشعر العربي في دورته الجديدة تم الاحتفاء بولادة ديواني شعر للشاعرين عبدالكريم أبو الشيح وعارف عواد هلال طبعتهما دائرة الثقافة بالشارقة بترشيح من بيت الشعر في المفرق، كذلك استعادت الأصوات الشعرية الأردنية صداها في جنبات الأمسيات خصوصاً أن هذا المهرجان يحتفى بألوان مختلفة من الفلكور الأردني الأصيل في أجواء تعبر عن زمن الشعر بما يجدد هذه اللحظات ويمنحها صفة الإبداع، فلا يزال شاعر الأردن الكبير عرار حاضراً في المخيلة بقامته الإبداعية الكبيرة، فهو وقود الشعر وقدوة للشعراء هناك، وصورة مضيئة في مسيرة الشعر العربي بالكفاح والرؤى المستنيرة، وفي كثير من الأحيان أشم هذه الروح المتوثبة في نفوس شعراء الأرض التي تجعلهم على طريق الإبداع أملاً في تحقيق أحلام فردية وأحلام جماعية، فالمهرجانات التي تحتفي أولاً بالشعر وبالمبدعين هي التي يكتب لها البقاء، وتجعل المثقفين ومحبي الشعر والشعراء على أمل اللقاء بها عبر تجددها السنوي، إيماناً بأن البيئة العربية ولادة للشعر، وأن القيمة الحقيقية من هذه المهرجانات أنها تستطيع أن تقدم أسماء جديدة للشعر العربي، مما يتيح الفرصة للوجوه الجديدة في أن تحقق شهرتها وتسافر إلى كل الأقطار. غير أننا على قناعة بأن مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أضاءت لنا الطريق، وأنها سماء جديدة للشعر العربي، وأنه يجب استثمار هذه المبادرة الجوهرية في التاريخ العربي كله.


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"