حالة قصور

03:23 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

لاشك أن صحة الطلبة والمحافظة عليها مسؤولية، وأمانة، يُسأل عنها أطراف عدة، فالأهالي مسؤولون، والمدارس وكوادرها يُسألون، والجهات المعنية بالمتابعة والرقابة على أمن وسلامة الأبناء في المؤسسات التعليمية، أكثر مسؤولية.
فعندما يرتبط الأمر بصحة وسلامة أبنائنا في المدارس، علينا أن نستنفر جميعاً، ليؤدي كل طرف واجبه على الوجه الأكمل، حفاظاً على أمن وسلامة الأجيال، علماً بأن الأدوار هنا تكاملية، وأهدافها نبيلة، لا تقبل الإهمال، وترفض التواكل، والتهاون في معاقبة المقصر جريمة، والتستر عليه جريمة أخرى، وكلاهما منبوذ في الرسائل السماوية، ومُعاقب بقوانين المجتمعات مهما كانت الأعذار.
في الأمس القريب تعرض 21 طالباً في إحدى المدارس الخاصة، إلى إصابات بسيطة، نتيجة استنشاق مبيدات حشرية تم رشها في مدرستهم، نعم تم التعامل مع جميع الحالات فورياً، وتم نقل البعض إلى المستشفى لاستكمال العلاج، والجميع أصبح في وضع مطمئن، والحمد لله.
ولكن إن كانت الواقعة مرت بسلام بدون خسائر، فإنه يُؤخذ على إدارة تلك المدرسة، عدم اختيار التوقيت المناسب لرش المبيدات الحشرية التي أضرت بالطلبة، لاسيما إن كان لديها إجازة الشتاء لمدة أربعة أسابيع، ولكن سقط منها سهواً القيام بتلك الأعمال خلالها، وانتظرت عودة طلابها وكوادرها، لتقوم بعمليات الرش لنصل لتلك النتيجة.
والسؤال هنا للجهات المعنية، كيف يحق لمدرسة، إجراء عمليات نظافة، واستخدام مبيدات حشرية سامة، تضر بالطلبة والعاملين، دون التنسيق مع المسؤولين عن الصحة المدرسية؟ وما مدى قدرة المدارس على تطبيق اشتراطات السلامة، والحفاظ على أمن الطلبة؟.
في الأسبوع الماضي أيضاً، أصيب طلبة بالروضة والصفين «الأول والثاني»، في مدرسة خاصة، بحالة «قيء، وارتفاع الحرارة، والغثيان» خلال الدوام نتيجة التلوث، الذي لم تتحدد أسبابه أو مصدره بعد، وعلى الرغم من معرفة إدارة المدرسة بتلك الحالات، فإنها أنكرت وجودها من الأساس، وهذا يشكل علامة استفهام حول مسؤوليتها من عدمه، ولم تتوصل زيارة فريق الرقابة التي جاءت بعد ثلاثة أيام من شكوى الأهالي، إلى أية نتائج، ولم تصل حتى إلى الأسباب.
تعد تلك الحوادث، وإن كانت قليلة، مؤشراً على وجود خلل أو إهمال في بعض المدارس، أضر بصحة الطلبة، ما يجعل تدخل الجهات المعنية أمراً إلزامياً، وتشديد الرقابة ضرورة لا تقبل النقاش، ولنجعل تغليظ العقوبات على عديمي المسؤولية، أداة فاعلة للمحافظة على سلامة الأجيال.
الجهات المعنية تركز على تحقيق المفهوم الشامل لصحة الطلبة في مختلف الأعمار، تارة بالبرامج المتخصصة، وأخرى بالخطط الهادفة، وثالثة بالتوعية وتأهيل المعنيين، ولكن مع وجود تلك الشواهد، فنحن في حاجة إلى رقابة فاعلة، تدحر حالة القصور في المسؤولية، التي أشعلت نيران الإهمال لدى البعض، حفاظاً على صحة الطلبة والمعلمين والمجتمع بمختلف فئاته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"