الشارقة المبدعة

اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» لإمارة الشارقة ضمن شبكة المدن المبدعة التابعة للمنظمة، اختيار صادف أهله، وجاء نتيجة جهد وعطاء متواصل ومستمر، وتخطيط واستراتيجية واضحة المعالم، ورؤية بعيدة المدى اتبعتها بإصرار وتحدٍّ رسخ وعزز مكانتها ليس على الصعيد المحلي فقط أو الصعيد العربي، بل تجاوز ذلك للعالمية كمدينة علم و ثقافة و تراث تتسم بالأصالة والبعد الممنهج لتأصيل الوعي المعرفي بكل أشكاله.
الحضور الثقافي الذي مارسته الإمارة منطلقة من رؤية الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه اللا محدود، والتي خلقت حراكاً ثقافياً معرفياً علمياً تراثياً مميزاً، وعلى نطاق واسع وممنهج مس كل فئات المجتمع وأطيافه، وعبر مؤسسات عملت بدأب وصمت وتفانٍ وصبر لتحقيق تلك الرؤية على أرض الواقع، وحققت قفزات كبيرة عرفت العالم بما لدينا من ثقافة وتراث ومعرفة.
أن تكون الشارقة المدينة العربية الوحيدة بين المدن المدرجة عن فئة «الحرف والفنون الشعبية» لعام 2019 والمدينة الأولى على المستوى الخليجي لهو تقدير وتتويج لجهود سنوات من العطاء، حول إدارة صغيرة معنية بالتراث والآثار إلى معهد متخصص للتراث «معهد الشارقة للتراث» له برامجه وإصداراته ودراساته المميزة والممنهجة، وقبل ذلك له طموحه الواضح لتحقيق أهداف مرسومة بعناية، وإدارة مميزة تعرف ما تريد وما تصبو إليه.
ما تحقق لم يكن خبط عشواء أو مجاملة بل جاء عبر عطاء وتفانٍ وعمل لمسه القاصي والداني، نراه ونشاهده ونقرأه يومياً وبشكل عملي من خلال الحراك الذي يطبق على أرض الواقع.
الشارقة وجه الإمارات المشرق الباسم ثقافياً ومعرفياً وتراثياً، تستحق ما وصلت إليه وتستحق الإشادة والتقدير، وتستحق أن نشد على أيدي المخلصين الذين يعملون دون كلل أو ملل من أجل ذلك، وفي مقدمتهم حاكم يعي قيمة ومعنى الثقافة بكل صورها ومخرجاتها، حتى أصغر موظف يعمل في كل دائرة فيها.
شارقتنا نحن فخورون بك وبمنجزاتك، ونفاخر بك في كل مكان وزمان.