المحتوى الصوتي يفوز

01:14 صباحا
قراءة دقيقتين

إن التدوين الصوتي قد يسود صناعة المحتوى قريباً، فقد ارتفعت أعداد المدونات الصوتية من ثمانمئة ألف في 2019 إلى 1.7 مليون بنهاية عام 2020، وذلك حسب إحصائيات نشرها دليل "أبل" للتدوين الصوتي «أبل بودكاست» مؤخراً، مما يشير إلى حجم الشعبية التي بدأ يكتسبها هذا النوع من المحتوى الذي بدأ ظهوره عام 2004، أما حسب آخر تقرير أطلقته شبكة أمايا الإعلامية حول حال صناعة التدوين الصوتي «البودكاست» في المنطقة العربية، فإن 56% من المستمعين العرب يقبلون على استهلاك المواد الصوتية المقدمة عبر المنصات المتخصصة في مواضيع رئيسية مثل الترفيه والذي حاز 50% من التفضيلات، تليه مواضيع تطوير الذات وأخيراً الأخبار والتي استحوذت 8% فقط من الاهتمام.
حالة الانتعاش الذي تعيشها بعض القطاعات الاقتصادية هذا العام، إلى جانب تطوير سياسات إنتاج وبث المحتوى الصوتي التي يتم اتباعها مؤخراً من قبل مزودي خدمة البث الصوتي، هي عوامل تمثل فرصاً استثمارية مهمة يجب أن تنظر إليها المؤسسات الإعلامية بتخطيط مسؤول لدعم المحتوى العربي بما يتناسب مع احتياجات المتلقي، ومع وجود منصات مثل «كليب هاوس» وهو أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على التفاعل الصوتي وحده، بدأت التطبيقات الأخرى بإضافة خدمات التفاعل الصوتي مثل تطبيق تويتر الذي أطلق مؤخراً خدمة «سبيس» للتفاعل الصوتي بين منتسبي المنصة، فإن هناك فرصاً لاستثمار الخصائص التي يتميز بها «البودكاست» والتي تتمثل في: القدرة على الوصول إلى فئة الشباب بشكل أسرع، جذب الإعلانات بأربعة أضعاف من الإعلانات الرقمية الأخرى حيث يقدم 61% من المستمعين على الشراء بناء على المحتوى الصوتي، إنشاء مصادر دخل للمؤسسة، إذن من المتوقع أن تصل أرباح الإعلانات على منصات «البودكاست» إلى مليار دولار أمريكي بنهاية 2021، بالإضافة إلى القدرة على تقديم محتوى منوع لساعات طويلة لا تحدها قيود الصورة والكلمة.
إن الفرصة مثالية أمام صناع المحتوى العرب كذلك للانطلاق من هذه المنصات ببرامج متخصصة في مجالات مختلفة، وتقديمها من خلال أدوات صناعة وإنتاج المحتوى المتاحة للأفراد، التحول إلى سفراء للعلامات التجارية المختلفة أو المواضيع التي يودون نشر التوعية عنها، بناء نوع من الولاء مع الجمهور الباحث عن مصادر أصيلة وموثوقة، بالإضافة إلى إعادة التوزيع والنشر عبر منصات متعددة بالتزامن.
قد يتحول التدوين الصوتي إلى منافس قوي للإذاعة الكلاسيكية المسموعة، وذلك لسهولة الاحتفاظ بقنوات «البودكاست المختلفة» وتخزين حلقاتها على الهواتف الذكية وشاشات التلفزيون أو الحاسوب، بالإضافة إلى سهولة إنتاج البرامج المتخصصة من قبل الأفراد وإعادة نشرها، مما يتيح للجمهور الاستمتاع بمحتوى أكثر أصالة وإمتاعاً في أي مكان وزمان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"