عادي

«فاكهة للغربان».. السرد يدون الأحلام الشاردة

23:01 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: علاء الدين محمود

في روايته «فاكهة للغربان»، الصادرة عن دار منشورات المتوسط، 2020، ضمن أعمال القائمة الطويلة للبوكر العربية 2021، يمارس الكاتب والصحفي اليمني أحمد زين، لعبة سرد مختلف، يراوغ ويصرح في ذات الوقت؛ حيث يذهب الكاتب إلى التاريخ القريب ليحاكمه سياسياً وثقافياً واجتماعياً، يستنطقه، ويجري معه حواراً، ويستجلي الأسرار، فالعمل يتناول مرحلة شائكة من تاريخ اليمن الحديث، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وهي التي أعقبت خروج الاحتلال الإنجليزي، ليرصد الصراعات القبلية، وكذلك الأيديولوجية التي جاءت بها الأفكار الاشتراكية، وينهض السرد على خيوط متشعبة يمسك بها الكاتب جيداً ليطرز منها تفاصيل عمل مختلف، يتوفر فيه الجمال والمتعة والتشويق.

وتتناول الرواية شخصية صلاح، ذلك القادم من المناطق الريفية المهمشة ليكون ضمن التنظيم الاشتراكي الذي حكم البلاد، في ما يلعب دور البطولة فيه جياب، ذلك الجنرال الذي يختفي فجأة، وأيضاً هنالك نورا زوجة جياب، والتي تتفق مع صلاح على كتابة مذكراتها، بعد أن فقدت زوجها، ليشكل ذلك الاتفاق بداية لتكشف أسرار وأفكار ومواقف متعددة؛ حيث إن بنيان السرد ينهض على الوقائع التي جاءت متدفقة من تلك الذكريات، ويطوف بنا العمل في مناطق مجهولة من ذلك التاريخ، ويرصد التحولات وهزيمة التطلعات.

العمل وجد صدى كبيراً من قبل القراء في المواقع القرائية المتخصصة؛ حيث تباروا في مدحه كونه يحمل موضوعاً مميزاً وجديداً في حبكته.

«خزانة معلومات»، هكذا وصف أحد القراء الرواية بما تحمله من أسرار كثيرة، ويقول: «العمل قدم لنا معلومات وفيرة وجديدة، خاصة تلك المرتبطة بمواقف الكثير من الأشخاص والسياسيين ودورهم في المرحلة التي أعقبت خروج المستعمر من اليمن، لذلك فإن الرواية تميزت بالثراء إلى جانب جماليات السرد»، و يتوقف آخر عند النقطة الأخيرة من حديث القارئ الأول، فهو يشيد بالبراعة السردية لدى الكاتب ويقول: «تقوم الرواية على التداعي الحر من خلال ذكريات بطلة القصة؛ حيث إن البناء الدرامي ينهض على حكايات تكشف عنها الذكريات، وكذلك الحوارات الكاشفة للكثير للمواقف، فقد اختار الكاتب أبطاله بعناية شديدة، وصنع شخوصاً واقعيين، وكذلك أبدع في توظيف اللغة، والوصف الذي يجعل القارئ يعايش ما حدث في تلك الحقبة، إضافة إلى تقنية الفلاش باك».

«عنوان بديع»، بتلك الكلمات توقف القارئ عند العتبة النصية الأولى للعمل، ويقول: «برع الكاتب في اختيار العنوان؛ حيث إن الغربان هي إشارة ذكية للأطماع والصراع، والذي كانت محصلته الخراب الذي عم»، وقريباً من ذلك يتناول قارئ آخر طباعة الغلاف، مشيراً إلى أنه يفسر النص وروح الرواية، ويقول: «لا بد من التنويه بالطباعة والإخراج لهذه الرواية، إضافة إلى الغلاف اللافت للنظر، الذي يظهر غراباً كبيراً بعينٍ حمراء يقف بشموخ فوق غربان صغيرة خاضعة خانعة، والذي قد يرمز إلى شخص ما، أو مؤسسة ما، أو ربما فكرة ما».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"