عادي

«حياة الفراشات».. رواية بأدوات المسرح

23:29 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

في روايته «حياة الفراشات»، يمارس الكاتب المسرحي يوسف فاضل، مراوغة سردية بارعة، وتنقيب داخل الأبنية الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع المغربي، من خلال تناول العمل لحدث سياسي واقعي مهم كانت له تداعياته المجتمعية، وهو المتمثل في المحاولة الانقلابية في المغرب في سبعينات القرن الماضي، لكن الكاتب يصنع من خلال ذلك الحدث تفاصيل بديعة بأحداث متخيلة، حيث تتابع الرواية التحولات الكبيرة، وتتخذ من مدينة «الدار البيضاء»، فضاءً لأحداث بطلها الفنان والموسيقي المشهور سالم، وهو عازف في ملهى «دون كيشوت»، وفي أحد الأيام ذهب إلى مبنى الإذاعة لتسجيل أغنيته الثالثة في بناية عتيقة اسمها «زنقة البريهي»، في الرباط، حيث فوجئ أن طلب منه أن يتلو بيان الانقلاب، لتتوالى بعد ذلك الأحداث المثيرة والمشوّقة.

العمل اهتم بعكس التناقضات الحياتية الاجتماعية والشخصية، وصنع الكاتب حالة بديعة بالجمع بين السخرية الخلاقة الناقدة، والتراجيديا الواصفة، حيث يعرض العمل حياة الطبقات الاجتماعية التي تقف في أدنى السلم الاجتماعي، وتروي عن حكايات متعددة، وشخوص تتشابك مصائرهم حيناً وتتقاطع في أحيانٍ أخرى.

الرواية وجدت صدى كبيراً من خلال المواقع القرائية المتخصصة، حيث أجمع القراء على براعة الحبكة وأسلوب السرد.

«خيال جامح»، ذلك وصف قدمه أحد القراء في معرض تناوله للحيوات التي صنعها الكاتب داخل النص، ويقول: «برع الكاتب في اقتناص حدث واقعي تاريخي، وصنع منه تفاصيل سرد حافل بالحياة والمواقف والشخوص والحوار، حيث أطلق المؤلف العنان لخياله ليصنع من تلك الواقعة التي التقطها، عالماً نابضاً بالحياة»، في ما يتوقف قارئ آخر عند عنوان الرواية وغلافها، ويقول: «العنوان كان محطة رائعة من محطات العمل الحافل بالروعة والجمال، واهتم الغلاف بعكس العوالم التي تناولتها الرواية من خلال صورة فراشة ملونة زاهية، فالجمال والعذوبة هي السمات التي صنعت تفاصيل العمل المدهش، وتأكيداً لتلك العوالم الآسرة اختار الكاتب أن يكون بطل الأحداث فناناً، الأمر الذي يجعل القارئ يستمع للموسيقى في كل منعطفات السرد، رغم الألم والبؤس في كثير من الأحيان».

«عرض مسرحي»، هكذا تحدث قارئ، في سياق تناوله للعمل، ويقول: «وظف الكاتب إمكانياته وتجاربه في العمل في المسرح، ليصنع حبكة سردية حافلة بالصور الملونة والمشاهد النابضة واللوحات الحية، وكذلك الحوارات والشخوص التي صنع حولها المؤلف بقعاً ضوئية كاشفة لخبايا النفوس، وحتى الحبكة والبناء الدرامي قام على فكرة مستوحاة من المسرح بسرد وصفي مشوّق»، ويتوقف قارئ آخر عند أسلوبية الكاتب والتي وصفها بالرائعة، ويقول: «حتى عند محطات البؤس ومشاهده لم يتخل المؤلف عن لغته الشاعرية الموسيقية البديعة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"