انطلاقة مميزة.. ولكن

05:07 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

انطلاقة مميزة هي التي بدا عليها العام الدراسي الجديد، فما أعظم أن تنطلق المحطة المعرفية الجديدة بمباركة، ومشاركة القيادة الرشيدة، لتشحذ معها الهمم، وتتجدد من خلالها الطاقات، فالمجتمع المدرسي كان مزيجاً مجتمعياً واحداً، تحدث لغة العلم والعلماء، ورسم صورة مشرقة لمظاهر العودة للمدارس، بكل فاعلية ومسؤولية وتفاؤل وطموح تعزيزاً لمكانة العلم والمعرفة.
نعم.. جاءت مشاركة وزراء التربية والتعليم «نوعية» هذا العام، ليس داخل الإمارات فحسب، ولكن تجاوزت الحدود لتجوب عدداً من دول العالم، لنجد حسين الحمادي وزير التعليم، يستعرض في موسكو مسارات التطوير في منظومة التعليم في الإمارات، التي ركزت على صياغة إطار عمل تشاركي وموحد ووضع تصورات، من شأنها صناعة منتج تعليمي إماراتي، «استثنائي».
ورأينا جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، موجودة في الدولة، لتتابع عن كثب نتائج خطة عودة الطلبة إلى المدارس، التي بدأتها الوزارة قبيل نهاية العام الدراسي المنصرم، وتشارك الطلبة وأولياء الأمور وإدارات المدارس الاحتفالات، أما الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، فكان يروي للعالم من موسكو مسيرة تطوير التعليم العالي، ومساقات المهارات المتقدمة، وسبل الاستفادة منها في إعداد أجيال المستقبل، وانطلاقة الدولة نحو استكشاف الفضاء.
جميعها مظاهر تدعو إلى الفخر والاعتزاز، وتبلور الجهود المخلصة، ولكن جاءنا في منتصف الأسبوع الأول من الدراسة، حادثة حريق الحافلة المدرسية في كلباء، لتعكر صفو تلك المظاهر المشرفة، نعم لم يكن هناك إصابات أو ضحايا، ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة، وإن كانت سريعة عابرة.
الإهمال يعد أخطر الأعداء تهديداً للإنسان، لاسيما إن كان الأمر يتعلق بالأبناء الذين لم يدركوا بعد كيفية الدفاع عن أنفسهم، فقد استحوذ الإهمال في عدد من الحافلات المدرسية نهاية العام الماضي، فهناك نسيان للأطفال داخل الحافلة ولا مبالاة، وكذلك الاعتماد على سائقين أو مشرفات غير مؤهلات، وهذا بلا شك يثير مخاوف وقلق الجميع.
وهنا ليس المهم أن نقف على الأسباب ومن المتسبب لمعاقبته فحسب، بل نريد إجراءاتٍ احترازية حقيقية؛ لكبح تلك النوعية من الحوادث، وعقوباتٍ مشددة لدحر الإهمال، وتدريباً هادفاً لتمكين جميع العاملين في قطاع النقل المدرسي، الذين يحملون فلذات أكبادنا.
ولسان العقل ينادي بتأسيس هيئة وطنية تقوم بدور الرقابة على عمل الحافلات المدرسية، واختيار السائقين والمشرفين والمشرفات، وتدريبهم وتأهيلهم وفق برامج تمكنهم من التعامل مع حالات الطوارئ، فحماية الأبناء والمحافظة على سلامتهم مسؤولية مجتمعية لدى الجميع.
في الحادث الأخير رزقنا الله بالطالب خليفة الكعبي، الذي قام بدور بطولي لإنقاذ زملائه وسائق الحافلة، ولكن لا نعلم ماذا سيحدث في المرات القادمة، فعلينا مراقبة حافلات مدارسنا «الحكومية والخاصة»، دواماً لحماية أبنائنا وضمان فاعلية وسائل الأمن والسلامة.

Moh.ibrahim [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"