عيشي بلادي

04:30 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

حينما خلصت النوايا واجتمعت الأرواح والقلوب في ال 2 من ديسمبر 1971 على نبضٍ واحد، وصارت السواعد والأكف يداً واحدة، ملتحمين كتفاً بكتف، صوت واحد لا نشاز فيه يردد «عيشي بلادي.. عاش اتحاد إماراتنا» وصارت الأرض واحدة، سبع دانات منتظمة في عقد من إيمان وحب وولاء ترصع جيد هذا الوطن الفاتن، قلبها لا تتسق نغماته إلا على نغمات الوحدة، تعطر الكون بشذى عطرها الفواح كأول وحدة عربية مستمرة صادقة النية والإخلاص لهدف واحد مشترك، تحدت الزمن والشظف والفاقة حتى أضحت نموذجاً فريداً في الرقي والحضارة والتطور.
وطن الوحدة والاتحاد، وطن الأمن والأمان، وطن النيات الخالصة، وطن العمل والبناء، وطن التحدي، وطن الطموح، وطن رضعنا الانتماء إليه من أفعال وأعمال قادتنا الأوائل، المستمر في صلب من جاء بعدهم كابراً عن كابر، وطن نشأ بعرق وصبر وتضحيات الجدود والجدات والآباء والأمهات مستمراً لا يحيد عن مساره على يد الأبناء والبنات، تنتقل الأمانة من جيل لجيل، كلها ترسخ مفاهيم الاتحاد والمصير الواحد، تعمل بجد واجتهاد على بنائه وتشييد أركانه بحب خالص لا يتزعزع لا يعرف غير الوحدة هدفاً له.
48 عاماً من ضياء مضت وجيد هذه الفاتنة يزداد ألقاً وبهاء كل يوم، يمنح مواطنيه وقاطنيه الأمل في بلاد يسودها الأمن والأمان والتسامح والعدل والمساواة، وطن لا يعرف غير العطاء والتحدي لبناء مستقبل مشرق تناطح طموحاته عنان السماء، كلما أنجز شيئاً من أحلامه تطلع إلى حلم جديد لينجزه، محولاً الأماني إلى واقع ملموس مبهر.
وطن رفعنا عالياً، فصار صوتنا وعيوننا وتنفسنا وعملنا وحركتنا، صار جزءاً لا يتجزأ من أرواحنا ونبض قلوبنا، صار أغلى ما نملك ونباهي به، صار وساماً نضعه على صدورنا ليعرفنا العالم به، صار رايتنا التي لا ترفرف إلا على خير.
اليوم عيد الوطن، عيد كل واحد منا، صغيرنا وكبيرنا، قادة وشعب، مواطنين ومقيمين وزائرين، عيد يذكرنا بكل لحظات التضحيات والعطاء والبناء والعمل المخلص الذي بذله كل فرد على هذه الأرض الطيبة ليكون هذا الوطن في المقدمة، نترحم فيه على من رحلوا وسطروا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخه، ونرفع كل تعابير الشكر والتقدير والاحترام والعرفان لمن ما زال قابضاً على العطاء والعمل والبناء ليكون هذا الوطن واحداً سيداً كريماً آمناً حضارياً بكل رقي.
كم نحبك أيها الوطن.. يا نبض القلب ودبيب الروح، يا رائحة الوجود.. أيها الظل الظليل.. أيها السكن والسكينة. ونفسٌ واحدةٌ تردد عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"