مما لا شك فيه أن موضوع الساعة يتركز اليوم في مختلف دول العالم حول الصحة، نظراً لجائحة فيروس «كورونا» المستجد، التي انتشرت وتسببت بهلع كوني على أثر ارتفاع أعداد المصابين بالمرض، وأعداد الوفيات الناجمة عنه أيضاً، ما استدعى تدخل جميع المؤسسات المجتمعية، للاضطلاع بدورها ومسؤولياتها، وخصوصاً المؤسسات التعليمية وعلى رأسها المدارس.
ومع تطور المنظومة التعليمية على المستوى العالمي، أخذت المدارس أدواراً أكبر من مجرد تقديم المنهاج الدراسي، أو التلقين الأكاديمي، وتحوّلت إلى بيئة داعمة ومشجعة على التغيير الإيجابي، عبر التطورات التي شهدتها هذه المنظومة على مر السنين، وباتت من أبرز الميادين المساهمة في التثقيف والتدريب على مختلف المهارات، وتعزيز قدرات مجتمعات المدارس.
ومن ضمن القضايا التي أخذت المدارس تعنى بها، طرح المشكلات الصحية والاجتماعية المتفاقمة، والمرتبطة بأنماط العيش والسلوكيات، فضلاً عن التوعية بالأمراض الشائعة، وطرق مواجهتها والاحتراز منها، إلى جانب دورها في أوقات الأزمات وانتشار الأوبئة، وما يرافقها من زيادة في المسؤوليات المنوطة بها.
وبما أن الكثيرين يتفقون معي في اعتبار المدارس بيئة توعوية وتثقيفية، فإنني أرى أن عليها رفع سقف العمل وزيادة جرعات الدور التوعوي تجاه الصحة المجتمعية، من خلال طرح المبادرات المبتكرة والنوعية، المتعلقة بالتطعيمات وأهميتها في رفع مناعة الجسم، والتي أثبتتها الدراسات الطبية، والتجارب السريرية، قبل الشروع باعتمادها كتطعيمات مساندة قادرة على وقف زحف هذا الفيروس.
وما أقصده في تعزيز المدارس للوعي المجتمعي، هو أن تأخذ على عاتقها الطلبة، وجموع الأهالي، والكوادر العاملة في الميدان التربوي، ضمن مبادرات توعوية صحية مبتكرة، تسهم في بناء القدرات الصحية في المجتمعات المدرسية، وتقديم هذه المبادرات في سياقها التعليمي والتثقيفي الواعي، كبعض المبادرات التي أطلقتها مدارس في الدولة، لتشجيع الطلبة على أخذ اللقاح الخاص بفيروس «كورونا».
وبرأيي أن نجاح المبادرات المتعلقة بأخذ اللقاحات التي توفرها الدولة مجاناً للجميع، يعتمد بالدرجة الأولى على طريقة طرح المبادرة، فإذا كانت تستند إلى البيانات التي تقدم إجابات كافية، ولديها قدرة واستراتيجية الاتصال السليم، إلى جانب دحض الشائعات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، فإنها ستحقق أهدافها بكل تأكيد.
ومما لا شك فيه أن التحديات التي أحدثتها الشائعات كبيرة، ولكننا نثق بمنظومتنا التعليمية، وقدرة مؤسساتها على ممارسة مسؤولياتها المجتمعية على أفضل وجه، لا سيما أن العديد من المبادرات التي أطلقتها مدارس في الدولة حققت النجاح وأثبتت فاعليتها، دون أن ننسى المكتسبات التي حظينا بها من خلال تجربة هذه الجائحة، وضرورة البناء على المخرجات والنتائج التي تحققت.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
مقالات أخرى للكاتب
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
قد يعجبك ايضا
![الحكم الـ 15 من نوعه.. السجن مدى الحياة لممرضة مدانة بقتل مواليد جدد الحكم الـ 15 من نوعه.. السجن مدى الحياة لممرضة مدانة بقتل مواليد جدد](/sites/default/files/2024-07/6146475.jpeg)
![رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة ترحيل اللاجئين لرواندا رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة ترحيل اللاجئين لرواندا](/sites/default/files/2024-07/6146466.jpeg)
![حارس أمن لعائلة شوماخر وراء قضية الابتزاز](/sites/default/files/2024-07/6146441.jpeg)
![سرادق عزاء «أونلاين».. نجوم الكرة المصرية يودعون أحمد رفعت](/sites/default/files/2024-07/6146423.jpeg)
![الشارقة.. إعفاء مستخدمي المواقف العامة من الرسوم غداً الأحد](/sites/default/files/2024-07/6146418.jpeg)
![هلال شهر محرم 1446هـ كما تم تصويره اليوم في أبوظبي هلال شهر محرم 1446هـ كما تم تصويره اليوم في أبوظبي](/sites/default/files/2024-07/6146415.png)
![من 50 وحتى 5 آلاف درهم.. تحديد رسوم 21 خدمة تأشيرة وإقامة في الإمارات](/sites/default/files/2024-07/6146339.jpeg)
![الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان](/sites/default/files/2024-07/aew0587e1k817mipn.jpeg)