مع نهاية كل عام يطل علينا معرض الكتاب الدولي الذي يقام في مدينة العلم والثقافة الشارقة.هذا المعرض الذي تغذيه ثقافة حاكم الشارقة شخصيا، وهو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ذلك أن المعروض يتأثر بالعارض، فالعارض كلما كان محبا وعاشقا للمعروض، أعطاه من حبه وحنانه وعطفه أكثر.أجل، فمعرض الكتاب في الشارقة من أنجح المعارض على مستوى الوطن العربي، والدليل مشاركة هذا الحاكم بالحضور مئات دور النشر في عرض كتبها ومرئياتها ومسموعاتها باللغتين العربية والأجنبية.والمعرض كما سمعنا من الاستاذ عبدالعزيز المسلم مدير ادارة الثقافة والتراث مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالإنابة في يوم الافتتاح، لا يهدف من هذا المعرض العالمي إلى كسب مربح ماديا، لأنه ليس مكانا يحمل صبغة تجارية، بل مناسبة استثنائية لتفعيل ثقافي متجدد.والمعرض في نظري يكسب ثقة رواده ودور النشر أكثر وأكثر من خلال هذا التنظيم الرائع الذي يحظى برعاية سمو الحاكم، ومتابعة دائرة الثقافة، والإشراف المباشر من الدكتور يوسف عيدابي الذي يستحق كل تقدير على سهره المتواصل من بداية التفكير في الإعداد لإقامة المعرض، إلى آخر يوم في المعرض.والمعرض ليس دور نشر ومكتبات فقط، بل تصاحبه فعاليات ثقافية وأنشطة إعلامية، تجعل رواد المعرض يعيشون أجواء ثقافية علمية إعلامية مختلفة طوال عشرة أيام.هذه الفعاليات المصاحبة لا شك انها تبرز وجوها ثقافية ومجتمعية استحقت التقدير المباشر من صاحب السمو حاكم الشارقة، اضافة الى دور نشر هنا وهناك وشخصية ثقافية ترشحها دائرة الثقافة في كل عام مرة.وقد كانت شخصية هذا العام 2007 الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي من المهتمين بالآثار والتاريخ والمشرفة على تطوير قناة القصباء المعروفة بتقديم خدماتها الاجتماعية.وإذا كانت لي كلمة أود قولها فهي كلمة شكر ثانية على الإعداد والتنظيم، وكلمة إعجاب بهذا التنويع البهيج الذي يدل على ان المعرض بلغ الآن أوج الكم والكيف، إذ لا ينتظر ان يزيد عدد الناشرين، ولا يزيد عدد المعروضات من الكتب.في اعتقادي ان العرض يزيد على الطلب الآن، فالكتب ليست جديدة على الناس لأنها معروضة أصلا في المكتبات الدائمة الموجودة في الدولة، اللهم إلا هذا العرض الجماعي الذي تزاحم المكتبات بعضها بعضا في هذا المكان.وقد لاحظت ان المعروض في مكتبات بلاد المغرب هو المعروض في مكتبات بلاد المشرق تقريبا إلا ما قل وندر، مما يدل أن وسائل النقل والعرض الحديثة وحدت السبل والرؤى ويسرت التواصل.لكنني وددت في مثل هذا اليوم المشهود أن أنوه إلى:ضرورة ان يبرز دور المؤلفين والناشرين المحليين أكثر، وبعبارة أخرى إذا كانت هناك دار نشر أو كاتب اماراتي يعرض مؤلفاته أو ينشر لأول مرة، فيجب أن يسلط عليه الضوء إعلامياً من باب التشجيع، ويمكن ان يكرم بشهادة تقدير من سمو حاكم الشارقة.أتمنى أن يتم اختيار الوقت المناسب لإقامة المعرض، حيث ان الرواد هم الطلبة والمعلمون والآباء والأمهات، وهؤلاء لا يتفرغون للمعرض إذا كانت المدارس مشغولة بالامتحانات.وقد لاحظنا ان الإخوة العمانيين ايضا محبو الكتب قل حضورهم في هذا العام، مما يدل على انهم شغلوا بمثل ما شغلنا به، إذن هذا الوقت غير مناسب، ولعل اكتوبر/تشرين الأول هو الأنسب كما أعلنت الدائرة عنه، مع تقديري لكل من أسهم في نجاح معرض الكتاب في الشارقة.
