عادي

مناقشة المواطنة الرقمية الإيجابية في ملتقى «المجتمع الافتراضي وتحولات الهوية»

18:14 مساء
قراءة 4 دقائق
1

العين: «الخليج»

برعاية وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، نظم مجلس شما محمد للفكر والمعرفة ملتقى «المجتمع الافتراضي وتحولات الهوية»، لمناقشة تحديات المواطنة الرقمية الإيجابية، بمشاركة حصة بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، نائبة رئيس جودة الحياة الرقمية، والفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والدكتورعبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا.

وأكدت الشيخة الدكتورة شما في كلمتها، عمق تغلغل التطور التكنولوجي المتسارع وشبكات التواصل، في الحياة اليومية للبشرية، خاصة بعد جائحة «كورونا»؛ ليأتي هذا التطور رد فعل حضارياً وعلمياً على العزلة التي فرضت، فأصبح لشبكات التواصل والمنصات التفاعلية دور كبير في الحفاظ على تدفق العملية المعرفية والحفاظ على حيوية الحراك العلمي والثقافي، ما زاد مساحة تأثيرها في واقعنا، وانعكاساتها على مفهوم الهوية، لتظهرعلى السطح الهوية الرقمية واقعاً ملموساً مهدداً للهوية الجغرافية، التي تربط المجتمع الواحد، وهي واحدة من أهم ركائز الهوية الوطنية.

وقالت إن المجتمعات الرقمية تتميز بغياب تام لوحدة الجغرافيا، ويجمعها مشترك ثقافي ومعرفي واحد يصنع هويتها الجديدة، مع ظهور مفاهيم جديدة، تعكس واقعاً جديداً، لا بد من إدراك آثاره ودوره في تحولات الهوية الثقافية والوطنية، وإجراء دراسات متعمقة عنه تساعد في استيعاب متغيراته، والتعامل معه بوعي يبقي على ملامح الهوية الوطنية قوية وثابتة في نفوس الأجيال الجديدة، دون أن يفقدوا حيوية العالم الرقمي و دوره الكبير في توسيع المدارك، وتعظيم حجم المعرفة والثقافة.

وأشارت إلى مخاوف عميقة تتعلق بذوبان الهويات الثقافية والمجتمعية داخل هوية رقمية واحدة، تفرضها الثقافة الأكثر قوة لغوياً وعلمياً ومعرفياً، لتصبح هي الهوية البشرية الواحدة، والهوية الجغرافية مجرد تاريخ بين جدران المتاحف.

فيما أشارت حصة بوحميد، إلى أن محور المجتمع الرقمي يمثل أحد المحاور الرئيسة في الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، وتهدف إلى تعزيز جودة الحياة الرقمية ببناء مجتمعات رقمية إيجابية وهادفة. موضحة حقائق تتعلق بجودتها في الإمارات، من بينها تزايد استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية ووسائل التواصل، بنسب تفوق التوقعات.

وأضافت أن الإمارات تصدرت دول العالم في مؤشر انتشار مواقع التواصل، بين إجمالي السكان بنسبة 99%، وتصدرت عالمياً في مؤشر نسبة الاشتراكات في خدمات الهواتف النقالة، حيث بلغت 187% بحسب إحصائية عام 2019.

وتطرقت إلى أبرز إنجازات المجلس وأحدثها، وهي السياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية، التي أطلقت أخيراً لتعزيز هدف إيجاد مجتمع رقمي آمن، وهوية إيجابية ذات تفاعل رقمي هادف، وتضمّ هذه على أربعة محاور، يركز الأول على القدرات الرقمية عبر بناء قدرات أفراد المجتمع وتمكينهم من استخدام الإنترنت بوعي وأمان. ويتناول الثاني السلوك الرقمي، بتعزيز القيم الإيجابية. ويعالج الثالث المحتوى الرقمي، بإعداد أدلة لتوجيه المجتمع نحو استخدام المحتوى الإيجابي. أما الرابع وهو الاتصال الرقمي، فيعمل على حماية المستخدمين من المخاطر الناجمة عن التعامل مع جهات مريبة أو قرصنة.

فيما ذكر الفريق ضاحي خلفان تميم، أن المواطنة الرقمية، هي الالتزام بمجموعة من الضوابط والقواعد والأفكار التي يجب اتباعها في الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، من أجل رقي الوطن وحمايته وصونه في هذا العالم الإلكتروني المفتوح. موضحا أهميتها وأثرها في أمن المجتمع، ولا تختلف عن المواطنة الحقيقية التي ينبغي فيها أن يكون المواطن مخلصاً لوطنه. لافتا إلى أنه شخصياً قرر أن يكون ممارساً للمواطنة الرقمية، متسلحاً بالحقائق، متصدياً لمحاولات الهجمات التي كانت تشنّها جماعة الإخوان المسلمين للتأثير في المجتمعات.

وأوضح أن الفضاء الإلكتروني أصبح مفتوحاً للجميع، ما يوجب وضع القواعد والأسس والمبادئ والقيم والمعايير للمواطنة الرقمية، ومن أبرزها أن يدافع المواطن عن وطنه مهما كان الثمن، ويبادر بإبلاغ الجهات الأمنية عند التعرض للجرائم الإلكترونية بجميع أشكالها، وتوضيح موقفه وتوجهاته حتى لا يساء فهمه، ويغلق باب الشائعات التي قد تضر به وبمجتمعه، ويحمي نفسه وخصوصيته من سرقة بصمته وهويته الرقمية والإنسانية.

وناقش الدكتور عبد اللطيف الشامسي «تحول أنساق التعليم ودورها في نمو الهوية الافتراضية وأثر ذلك في الهوية الوطنية» مؤكداً أن كليات التقنية العليا تعمل اليوم لبناء شخصية إنسان الإمارات وهويته للخمسين عاماً المقبلة، وأساس هذا البناء هو تأكيد الهوية الوطنية، بما تحمله من قيم وتقاليد وثوابت وطنية تميز شخصيته. والبناء العلمي لهذه الهوية أياً كانتتكن رقمية أو واقعية، يعتمد على الرؤى والأهداف الوطنية والوعي بالمتغيرات والتحديات.

وأضاف أن الكليات نجحت في تخريج «قادة فنيين في تخصصاتهم» بما يمتلكون من مهارات احترافية بشهادات عالمية معتمدة، وتخريج رواد أعمال من طلبة الكليات الذين نجحوا في تأسيس شركاتهم الخاصة، ضمن المناطق الاقتصادية الإبداعية الحرة، حيث تمكنت من تخريج 21 شركة ناشئة، من بين 78 مشروعاً وفكرة تبنّتها.

وأشار إلى دور الكليات في بناء الهوية العلمية المستقبلية للطلبة للخمسين عاما القادمة، مستعرضاً أسس استراتيجيتها، المتمثلة في السعي لترسيخ نموذج التعليم المبني على المهارات والكفاءات وليس المعرفة وحدها. والتركيز على المواهب والقدرات بتصميم برامج وخدمات تعليمية فردية، وتطوير تكنولوجيا التعليم بما يحقق بيئة محفزة للطالب، والاستمرار في تعزيز الابتكار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"