من المعروف أن حفلات التخرج التي يتم تنظيمها للطلبة عموماً تعتبر مسألة في غاية الأهمية، ولا سيما لطلبة الصف الثاني عشر الذين قضوا سنوات مع رفاق وزملاء على المقاعد المدرسية، إذ تختلط المشاعر هنا ما بين الفرح بانتهاء مرحلة وقدوم أخرى، وما بين الابتعاد عن زملاء ومعلمين باتوا في مقام أسرتهم الثانية.
مع ذلك فإن مشاعر الفرح تتفوق في مثل هذه اللحظات على ما دونها، فيوم التخرج للصف الثاني عشر تحديداً، يعتبر يوم حصاد لجهد من سنوات الطفولة، وصولاً إلى مرحلة الشاب الصغير، الذي يخطو خطوته التالية بقدر أكبر من الخبرة والتجربة نحو سنوات أخرى لاكتساب مزيد من الخبرة والتجربة، وزيادة رصيده العلمي، وإثراء عالمه بباقة جديدة من الزملاء والأصدقاء، ولكن بما أن العالم أجمع يمر بتداعيات خطيرة، أفرزتها جائحة فيروس كورونا، وما نتج عنها من تحولات في مسارات العمل والتعليم وغيرها، يتوجب علينا أن نكون اليوم حريصين أكثر من أي وقت مضى على الاحتفال بصورة تعكس وعينا كطلبة متخرجين من المرحلة المدرسية الأخيرة، ومقبلين على مقعد تعليمي آخر.
وطبعاً أقول الاحتفال على اعتبار أن إمارة الشارقة ممثلة بمؤسساتها الرسمية المعنية، أتاحت الفرصة لخريجي المرحلة الثانوية بالاحتفال، شريطة الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المعتمدة لضمان صحة وسلامة الجميع، بعد أن أوقفت جميع مظاهر إقامة وتنظيم حفلات التخرج والتجمعات المباشرة، والاكتفاء بتنظيمها افتراضياً ضمن جهودها في مواجهة انتشار الجائحة.
والهدف من اشتراط الالتزام بالإجراءات الوقائية واضح للجميع، فنحن في دولة تعنى بصحة وسلامة أفراد أبنائها من المواطنين والمقيمين، ومن وازع حرصها هذا سمحت بعودة احتفالات التخرج، حتى تتيح للطلبة وأولياء الأمور، وللكوادر التعليمية بالتعبير عن فرحها وعيش لحظات من السعادة والفخر باجتياز مرحلة دراسية كاملة امتدت لسنوات، فجميعنا يعلم أن الكلمات تقف عاجزة عن وصف فرحة الآباء والأمهات والطلبة والمعلمين وغيرهم من أطراف العملية التربوية في مثل هذا اليوم، الذي يعتبر نهايةً لحقبة كاملة، وبدايةً لحياة جامعية جديدة، ومرحلة دراسية أخرى، قد تتطلب تحديات جديدة، أعتقد جازماً أن الطلبة سيكونون جاهزين لمواجهتها وتجاوز تحدياتها، اعتماداً على ما اكتسبوه من معارف وتجارب من خلال المقاعد المدرسية.
ولكنني أعود وأشدد على أهمية التزام الطلبة وأولياء الأمور وجميع المشاركين في احتفالات التخرج بالإجراءات الاحترازية، وأدعوهم لعدم الانجراف وراء فرحتهم والانسياق أو الارتكان إلى اللامسؤولية، والتسبب لا قدر الله بعدوى المرض الفيروسي.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
مقالات أخرى للكاتب
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
قد يعجبك ايضا
![وزير التعليم المصري يرد على اتهامات «الدكتوراه الوهمية» وزير التعليم المصري يرد على اتهامات «الدكتوراه الوهمية»](/sites/default/files/2024-07/6146477.jpeg)
![الحكم الـ 15 من نوعه.. السجن مدى الحياة لممرضة مدانة بقتل مواليد جدد الحكم الـ 15 من نوعه.. السجن مدى الحياة لممرضة مدانة بقتل مواليد جدد](/sites/default/files/2024-07/6146475.jpeg)
![رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة ترحيل اللاجئين لرواندا رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة ترحيل اللاجئين لرواندا](/sites/default/files/2024-07/6146466.jpeg)
![حارس أمن لعائلة شوماخر وراء قضية الابتزاز](/sites/default/files/2024-07/6146441.jpeg)
![سرادق عزاء «أونلاين».. نجوم الكرة المصرية يودعون أحمد رفعت](/sites/default/files/2024-07/6146423.jpeg)
![الشارقة.. إعفاء مستخدمي المواقف العامة من الرسوم غداً الأحد](/sites/default/files/2024-07/6146418.jpeg)
![هلال شهر محرم 1446هـ كما تم تصويره اليوم في أبوظبي هلال شهر محرم 1446هـ كما تم تصويره اليوم في أبوظبي](/sites/default/files/2024-07/6146415.png)
![من 50 وحتى 5 آلاف درهم.. تحديد رسوم 21 خدمة تأشيرة وإقامة في الإمارات](/sites/default/files/2024-07/6146339.jpeg)