مرحباً من جديد

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

إن منظومة التعليم في الإمارات، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهنا يصبح أمر إقصاء أحد عناصر العملية التعليمية «مستحيلاً»، ولا يمكن كذلك إنكار أهمية وفاعلية أدوار الجميع، بدءاً من وزير التربية والتعليم، مروراً بقيادات الصف الثاني في الوزارة، وصولاً للميدان التربوي بمختلف فئاته من التربويين، والمعلمين، والطلبة، وأولياء الأمور، فالجميع مسؤولون، وفي مهمة وطنية، لبناء الأجيال، وتأهيلهم لمستقبل يحمل الكثير من المتغيرات والتطورات في شتى المجالات.
ومن هنا تبدأ مسؤولية نهضة الوطن ورفعته، ودعم مسيرته، وتعزيز مكانته في المحافل الدولية والإقليمية، وهذا لن يحدث إلا من خلال السواعد الوطنية، وجهود فئات الميدان التربوي المخلصة، لإعداد الأبناء وتعليمهم، لاستكمال مسيرة النهضة والبناء والازدهار. ونحن نستعد لانطلاقة العام الدراسي 2019-2020 الأسبوع المقبل، في محطة معرفية جديدة نحو مستقبل الأجيال، على الجميع أن يعي واجباته ومهامه نحو إعداد هذا الجيل.
لا تقتصر مسؤولية أولياء الأمور أبداً، على الشكوى، والنقد، وتوجيه الاتهامات، كما يعتقد البعض، بل دورهم يعد ركيزة أساسية في بناء هذا الجيل، فغرس القيم، والأخلاق الحميدة في نفوس الأبناء، «واجب إلزامي»، والمتابعة الحثيثة وإدراك مسارات التغير والتطوير في التعليم، «ضرورة لابد منها»، وللوالدين أيضاً النصيب الأكبر في ضبط أداء الطالب تعليمياً وسلوكياً، ليكونا حقاً العون، والسند، للمعلمين والقائمين على الشأن التعليمي في الدولة.
ويشكل المعلمون العنصر الأهم في منظومة التعليم، إذ يعول عليهم في رسم ملامح الغد، وصناعة مستقبل الأبناء، بفكرهم المستنير، وعلمهم الزاخر، وخبراتهم الواسعة، وقدراتهم الفائقة على إلهام الطلبة، ولكن على البعض من المعلمين التحرر من روتين الوظيفة، الذي يقتصر على غرف الدرس وزخم الكتب والامتحانات، وليكن المعلم للطالب «أباً وأخاً وصديقاً»، قبل أن يكون له معلماً، ليذيب الحواجز بينهما.
إن الخطى القادمة لوزارة التربية والتعليم، تركز على الجيل الرابع، وهذا يعني أن هناك تغيرات وتطويرات مستدامة، في النظام التعليمي، حيث لم يعد للمناهج التقليدية والتخصصات المتداولة، وجود في المنظومة التعليمية المطورة في الإمارات، التي تهدف لرصد العقول المبدعة، وبناء جيل العباقرة، وترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس ينعكس إيجابياً على الوطن والمواطن.
فعلى من ينتمي إلى منظومة التعليم، التفكير بإيجابية في مستقبل الأبناء، وتمكينهم من أدوات المستقبل، وهدم جميع الحواجز مع بداية عام دراسي جديد، ولا يسعنا سوى الترحاب بالجميع من جديد، ولتكن المدرسة الإماراتية بيت العائلة التعليمي، الذي يجمعنا، لنعمل بقلب رجل واحد، تحقيقاً لطموحات قيادتنا الرشيدة، ورؤى دولتنا الحبيبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"