سارة عتيق الهاملي*
يساهم النظام الغذائي السيئ والخمول البدني في نحو 30% من الأمراض غير السارية والوفيات، بما في ذلك الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم الذي يترافق بازدياد مع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والفشل القلبي والكلوي.
ارتفاع ضغط الدم أصبح من الأمراض الشائعة في المجتمع حتى أصبحنا نرى أعراضه عند الأطفال، وأسبابه كثيرة، ومنها تغيير نمط الحياة.
ونسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم عالية في الوقت الحاضر، وقد لا يكون مرتبطاً بأمراض القلب والشرايين فقط، لكن يمكن أن يرتبط بعوامل أخرى، كالسمنة والكولسترول والسكري والشحوم الثلاثية، لذلك على الأفراد الذين يعانون من هذه الأمراض الالتزام بالكشف الدوري عن الضغط. أما بالنسبة إلى الأطفال فإن محتوى الأغذية المصنّعة العالي من الملح والصوديوم يؤدي إلى اختلالات في مستويات ضغط الدم، يزيد من خطورة المشكلة.
وتجنب الملح والصوديوم الخطوة الأولى لتفادي ارتفاع الضغط. وكذلك تجنب الشحوم المشبعة (الدواجن واللحوم)، والامتناع عن الزيوت المكررة، واستخدام زيت الزيتون، وغيره من الزيوت الصحية غير المشبعة والمكررة.
وهناك عامل لا ينتبه له الكثير من الأشخاص وهو كثرة استهلاك الأغذية التي تحتوي على المضافات الغذائية (الأغذية المصنّعة والمعلبة) فهي جميعها ترفع الضغط، وعلى رأسها المونو صوديوم جلوتوميت (MSG)، ويسمى بالملح الصيني وهو موجود في 70% من المواد المصنعة، وقد يتواجد في المشروبات والأجبان واللحوم المصنعة كالسجق والحلويات والبسكويت، أي تقريباً في جميع ما يقبل عليه الأطفال في متاجر البقالة.
إرشادات
لخفض كمية الملح والصوديوم ينصح باتباع الإرشادات الآتية:
* شراء الخضراوات الطازجة، أو المجمدة، أو المعلبة من دون إضافة ملح
* استخدام الدواجن الطازجة، والأسماك، واللحوم الخالية من الدهن، بدلاً من الأنواع المعلبة، أو المصنّعة
* استخدام الأعشاب، والتوابل، وخلطات التوابل الخالية من الملح في طهو الطعام، وعلى طاولة الطعام
* طهو الأرز والمعكرونة والفريكة والكسكسي من دون ملح
* التقليل من الأرز الفوري، أو المنكّه، أو المعكرونة التي يضاف إليها الملح
* التقليل من الوجبات المجمدة الجاهزة، مثل: البيتزا، والخلطات، والحساء المعلب.
* غسل الأطعمة المعلبة، مثل: التونة والذرة؛ لإزالة بعض الصوديوم
* استبدال التوابل والأعشاب بالملح لإضافة مذاق شهي للطعام
* قراءة ملصقات الغذاء عند شراء الأطعمة المختلفة، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم.
والنقطة الرئيسية الأخرى هي النشاط البدني، فهناك العديد من الأشخاص الذين يعتمدون على أسلوب حياة خامل خالٍ من أي نشاط، سواء كان رياضة مفضلة، أو حتى مجرد تحرك وإنجاز بعض الأعمال داخل المنزل، وخارجه. وترى المصابين بالضغط يركزون أكثر في البحث عن الحلول الدوائية، وليس عن نمط الحياة الذي له التأثير الأكبر والأهم في التغييرات الإيجابية في معدلات الضغط.
والرياضة والحركة مهمتان لحل هذه المشكلة لدورهما في تحريك الدم في الجسم، ودخول كمية ممتازة من اولأكسجين. ويرتبط الضغط ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن، فكلما كانت كتلة الجسم طبيعية كلما كانت مستويات ضغط الدم أفضل.
ومن التغييرات المطلوبة والفعالة كذلك لحل مشكلة ارتفاع الضغط الحرص على إدخال النظام النباتي في أسلوب حياتك، لأنه غني بالبوتاسيوم، وقليل بالصوديوم، ونقصد بالنباتي الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب النشوية. ونسبة البوتاسيوم كذلك تتفاوت من صنف لآخر، فالتين الشوكي والبطاطا الحلوة والخرشوف فيها نسبة عالية منه، ولكن بشكل عام الخضروات والفواكه تعتبر من الأغذية الغنية به.
والأغذية الغنية بالفوتيستيرول تخفض الضغط، ويمكن أن نجده في الحبوب، كالكتان والسمسم وحبة البركة وحب الرشاد والحلبة واليانسون والشمر عن طريق إضافتها إلى الأطباق المقدمة يومياً على سفرة الطعام، والابتعاد عن الخلطات بكميات كبيرة، فالقليل منها يفي بالغرض.
كذلك، لا ننسى مضادات الأكسدة (العكبر وحبوب اللقاح) والألياف، فهي ممتازة في تعديل مستويات الضغط المرتفعة ومتوفرة في النظام الغذائي النباتي.
* اختصاصية التغذية المجتمعية
إدارة التغذية المجتمعية - مستشفى توام-شركة صحة
