حقوق المرأة

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المزايدة على حقوق المرأة، وكأننا بتنا في سباق لا يفوز فيه سوى الأقدر على إيهام النساء بأنه أكبر مدافع عنهن، في حين أن البعض منهم في حياته الشخصية نقيض ما يدعيه ويطالب به أقرانه من الرجال.
كل يوم تقريباً تردنا عشرات الرسائل والفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعية؛ حيث يظهر أحدهم ليتحدث عن المرأة وأنوثتها والحقوق التي عليها المطالبة بها، مصوّراً الرجال على أنهم أشبه بوحوش عديمي الإنسانية، وأن النساء جميعهن مظلومات، وكأن المرأة تعيش في صحراء قاحلة جافة من العواطف وتحتاج إلى من يروي هذا الجفاف كما يدعي أصحاب هذه الرسائل.
وفي ظل هذا التنافس في نشر هذه المقاطع للدفاع عن المرأة وحقوقها والذي يشتد يوماً بعد يوم وكأنه بات موضة هذا العصر، بات الرجل مُهملاً إلى حد كبير، حتى نسي الكثيرون الدور المهم الذي يقوم به في سبيل تجهيز بيت الزوجية وتأمين حياة كريمة لشريكة حياته وأبنائه، والتكفّل بكافة المصاريف من مأكل ومشرب وتعليم وطبابة وغير ذلك.
كل رجل حقيقي في هذا العالم يقف إلى صف المرأة، وليس في ذلك إلا رفعة وسموّ ونبل. غير أن الحياة لا تخلو من رجال يحاولون التلاعب بعقول النساء واستغلال مشاعرهن لأغراض شخصية.
من هذا المنطلق، أدعوك أختي القارئة إلى تغليب المنطق على العاطفة حيثما سمعتِ كلاماً معسولاً يبدو ظاهرياً أن قائله يريد مصلحة المرأة، في حين أنه قد يكون مبطّناً بغايات قد تنعكس آثارها السلبية على حياتك بأسرها في حال وجدت صدى في عقلك وقلبك.
وأخيراً سعادتكِ الحقيقية في كونك حريصة على راحة شريك حياتك، أسمعيه دعاءك له في أن يوفقه الله ويفتح أبواب الرزق أمامه ويسدد خطاه في كل خطوة كبيرة أو صغيرة. وعند عودته من العمل استقبليه بوجه بشوش وبترحيب حار واشكري الله على عودته سالماً، اسمعي أخباره كل يوم وواسيه في حال أحسّ بالضيق، ولا تبدئي الكلام عن الهموم والمشاكل أو الأمور التي تزعجه إلا في وقت مناسب.
اشكريه على كل شيء يقدمه لأسرته، حتى لو كان مجرد عمل بسيط قام به أو شيء متواضع جلبه للمنزل، وادعِ الله أن يمد في عمره ويكثر خيره.
عندها ستجدينه حاضراً من أجلك في كل شيء ومتى احتجتهِ، لتسكن المحبة جدران بيتكما وتصبح الحياة الأسرية جنة من الوئام والتراحم والاحترام المتبادل.
هذا هو السر الذي عملت به جداتنا وأمهاتنا، فعشن في سعادة. وكذلك أنت ستكونين سعيدة في كنف زوج يقدرك وتقدرينه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"