عادي
فويتشيك باجدا نائب رئيس «إريكسون» لـ "الخليج":

استثمارات الإمارات في شبكات الاتصالات آتت أكلها خلال الجائحة

22:28 مساء
قراءة 6 دقائق
جناح لشركة اتصالات في إحدى المعارض يقدم تقنيات الجيل الخامس
4

دبي: حمدي سعد
أكد فويتشيك باجدا نائب الرئيس، رئيس منطقة الخليج في شركة «إريكسون الشرق الأوسط وإفريقيا» أن دولة الإمارات رسخت مكانتها المرموقة في قطاع الاتصالات العالمي، بفعل الاستثمارات الضخمة والرؤية بعيد المدى لتعزيز النمو في جميع القطاعات الاقتصادية. وأضاف أن استثمارات الإمارات الكبيرة في شبكات الاتصالات على مدار عقود والتي تصل لحد الآن حسب بعض التقديرات إلى نحو 36 مليار درهم أثبتت جدارتها خلال جائحة «كوفيد-19»، في ما يتعلق باستمرارية جميع القطاعات بالعمل عن بعد اعتماداً على هذه الشبكات المتطورةم شيراً إلى التطور الكبير الذي بدأ يحدثه اعتماد تقنيات الجيل الخامس 5G.

وقال باجدا في مقابلة مع «الخليج»: لطالما كانت دولة الإمارات واحدة من الدول المتطورة في صناعة الاتصالات في المنطقة والعالم، لا سيما في ما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، حيث سلط تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على مكانة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، والثانية عالمياً للعام الثاني على التوالي في فئة «استخدام الاتصالات / تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».. وتالياً إلى نص الحوار:

* كيف تقيّم تجربة دولة الإمارات في قطاع الاتصالات، من حيث إجمالي الاستثمارات ومواجهة تحديات جائحة «كوفيد-19»؟

- تعكس المكانة العالمية المميزة في قطاع الاتصالات رؤية قيادة دولة الإمارات وجهود هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية لزيادة جاهزية القطاع من أجل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الدولة، وفي ضوء جائحة «كوفيد-19»، وما فرضته من ضرورة التباعد الاجتماعي، والتعلم والعمل عن بعد، فقد كانت قوة قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية جلية، حيث تمكنت الإمارات إدارة قطاعاتها الاقتصادية والحيوية عن بُعد ومواصلة ممارسة الأعمال بكفاءة.

ووفقاً لبعض التقديرات، استثمر مشغلا الاتصالات في الإمارات حتى الآن ميزانية كبيرة تصل إلى نحو 36 مليار درهم في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى امتلاك الدولة بنية تحتية تعد من بين الأفضل في العالم من حيث توفير خدمات وتغطية الألياف الضوئية الأرضية وللهاتف المتحرك بشكل عام.

* ما تقديرات «إريكسون» لقيمة الفرص التجارية التي ستوفرها شبكات وتقنيات الجيل الخامس في الإمارات؟

- احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في إطلاق واستخدام شبكات الجيل الخامس، والتي سيكون لهذه الشبكات تأثير هائل على التعافي في عالم ما بعد الجائحة، حيث تتيح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات استمرارية الأعمال وتفتح طرقاً متطورة لتحسين السلامة والاستدامة، وإن الاتصال المحمول عالي السرعة مثل الجيل الخامس، سيساهم في توفير منصة مستقرة للابتكار والنمو الاقتصادي، وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار الإمكانات الكبيرة التي لا تزال غير مستغلة حتى الآن، وذلك من خلال فتح أنظمة بيئية جديدة ورقمنة قطاعات الصناعة، مثل الصحة والطاقة والمرافق والنقل والزراعة وما إلى ذلك.

1.2 تريليون دولار

وتقدر الفرص التجارية للاستفادة من تقنيات الجيل الخامس للتحويل الرقمي للصناعات على مستوى العالم بأكثر من 1.2 تريليون دولار بحلول العام 2026.

وسيكون لتقنيات الجيل الخامس تأثير كبير جداً على صعيد تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021، حيث مليارات من الأجهزة المتصلة تجمع المعلومات وتشاركها في الوقت الفعلي لتقليل حوادث الطرق مثلًا، أو تصور تطبيقات حيوية لإنقاذ حياة الناس بفضل توافر اتصالات مضمونة وسريعة للغاية، أو حتى خطوط إنتاج تنبؤية يمكنها منع الانقطاعات قبل حدوثها.

وإن أفضل الخدمات الرقمية الاستهلاكية التي سيتم تمكينها بواسطة تقنيات الجيل الخامس خدمة الفيديو حسب الطلب والواقع الافتراضي والواقع المعزز والألعاب السحابية.

* ما هي القطاعات الرئيسية في الدولة التي ستستفيد من هذه الفرص على المدى القصير والطويل؟

- جميع القطاعات بلا استثناء ستستفيد من تقنيات الجيل الخامس، وأول ما يتبادر إلى الذهن هو الصناعات التي تعتمد على سرعة الاستجابة في الوقت الفعلي، مثل مزودي خدمات التنقل أو خدمات الطوارئ.

وتحتاج العديد من الصناعات في الوقت الراهن إلى تحليل بيانات ضخمة وبيانات وأجهزة جديدة، وهناك تركيز متزايد على الذكاء الاصطناعي.

وتتيح تقنيات الجيل الخامس تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، وهذا مفيد للغاية للعديد من القطاعات مثل القطاع المصرفي والمالي وقطاع الرعاية الصحية.

وعلاوة على ذلك، تعد تقنيات الجيل الخامس مهمة للغاية لقطاع التصنيع، إذ يمكن أن تتفاعل خطوط الإنتاج بشكل مستقل مع مستويات العرض والطلب، وتحذر من احتمال حدوث أخطاء في الآلات الفعلية في وقت مبكر، ويمكن للشبكات اللوجستية توجيه البضائع بشكل مستقل وتتبع عمليات الشحن للمستودعات والموانئ، كما تمكن الروبوتات والمركبات من العمل في البيئات الخطرة،

ويمكن لجميع هذه التطورات وغيرها أن تزيد من الكفاءة وتخلق مصادر جديدة للإيرادات وفرص العمل في العديد من القطاعات في جميع أنحاء الإمارات.

واستناداً إلى آخر دراسة حول إمكانات أعمال تقنيات الجيل الخامس، فإن أولى الصناعات في الإمارات التي ستستفيد من تقنيات الجيل الخامس والتحول الرقمي هي: الموانئ والسيارات ووسائل الإعلام وقطاع الترفيه.

* ما هو تأثير شبكات وتقنيات الجيل الخامس على نمو قطاع الاتصالات في دولة الإمارات؟

- أدركنا في 2020 أن المستهلكين يريدون تقنيات الجيل الخامس بشدة، وهم على استعداد لدفع التكاليف التي قد تترتب على ذلك، وأكدت عمليات الإطلاق المبكرة أهمية السوق الاستهلاكية لتحقيق الإيرادات من تقنيات الجيل الخامس.

وجدير بالذكر أن أكثر من 60% من الإيرادات العالمية لمزودي خدمات الاتصالات اليوم تأتي من السوق الاستهلاكية، ونعتقد أن أهمية هذا السوق ستزداد مع تقنيات الجيل الخامس وهناك نقاش عميق حول الكيفية التي ستخلق بها هذه التقنيات فرصاً هائلة لسوق الشركات، إلا أن السوق الاستهلاكية لا تزال كبيرة ولا يمكن لمزودي الخدمات تجاهلها.

وتُظهر بعض عمليات الإطلاق التجارية المبكرة لشبكات الجيل الخامس إشارات مشجعة في ما يتعلق بعكس انخفاض متوسط الإيرادات لكل مستخدم.

وهذا الأمر واضح للعيان في الأرقام القادمة من كوريا الجنوبية على سبيل المثال، حيث تم استهلاك نحو 30% من حركة بيانات الهاتف المحمول على تقنيات الجيل الخامس من قبل 11.3% فقط من المشتركين، الأمر الذي يشير إلى وجود إقبال كبير من المستهلكين على تقنيات الجيل الخامس في هذا السوق، وهذا بدوره سيفرض تغييرات كبيرة في سلوك الاستخدام.

* ما هي تقديراتكم للإيرادات المتوقعة لشركات الاتصالات من شبكات وتقنيات الجيل الخامس؟

- بلغت تقديرات اشتراكات الهاتف المحمول المخصصة لشبكة LTE في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نهاية عام 2020، بنحو 30% من إجمالي الاشتراكات.

من المتوقع أن تصل نسبة الاشتراكات في خدمات النطاق العريض المحمول بحلول عام 2026 إلى حوالي 80%، مع استحواذ شبكة LTE على أكثر من 50% من الاشتراكات باعتبارها التكنولوجيا المهيمنة في المنطقة.

وقد تم نشر تقنيات الجيل الخامس على صعيد تجاري لكبار مزودي الخدمة هنا خلال 2019 و2020، ووصلت الاشتراكات إلى ما يقرب من 1.4 مليون اشتراك بحلول نهاية عام 2020 معظمها في دول الخليج.

ومن المتوقع أن تبلغ مستويات الاشتراك في تقنيات الجيل الخامس مستويات مرتفعة خلال عام 2021، كما أنه من المرجح أن تصل الاشتراكات في المنطقة إلى حوالي 130 مليون اشتراك في تقنيات الجيل الخامس في عام 2026، الأمر الذي يمثل حوالي 15٪ من إجمالي اشتراكات الهاتف المحمول.

ووفقاً لتقرير شركة «إريكسون إمكانات تقنية الجيل الخامس للمستهلكين» يمكن لمزودي الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أن يستحوذوا على ما قيمته 200 مليار دولار من العائدات الاستهلاكية بفضل تقنية الجيل الخامس بحلول عام 2030.

* ما أهمية «هاكاثون» الذي أطلقته مؤخراً «إريكسون» ووزارة الاقتصاد؟

- يهدف «هاكاثون معًا عن بُعد» الذي تم إطلاقه تحت رعاية وزارة الاقتصاد إلى تسريع الخطى نحو مستقبل أكثر اتصالًا وإيجاد حلول لتحديات عالمية، ونأمل من خلال «هاكاثون» أن نتمكن من جذب أفكار جديدة وتحفيز الابتكار عبر التواصل مع المبتكرين والمبدعين في دولة الإمارات لتطوير حلول قائمة على التكنولوجيا بما يتماشى مع «رؤية الإمارات 2021».

ويسعى المشاركون في «هاكاثون» إلى تطوير حلول مبتكرة تستند إلى المحاور الرئيسية الستة لرؤية الإمارات 2021، وهي الوصول إلى نظام صحي بمعايير عالمية، ونظام تعليمي رفيع المستوى لتسهيل رحلة التعلم والوصول إلى التعليم مع التركيز على بناء مستقبل التعليم، وبناء اقتصاد تنافسي معرفي.

و«هاكاثون» هذا مفتوح أمام جميع المطورين والمبرمجين والمصممين والمهندسين المحترفين ورواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا وطلاب الجامعات والأفراد المبدعين من جميع المؤسسات الخاصة والعامة في الإمارات، ونحن على ثقة تامة بأن «هاكاثون» سيوفر منصة لتشجيع أفضل العقول في الدولة للمضي في تطوير حلول تعود عليها بالفائدة، إذ يرتبط التطور الرقمي لدولة الإمارات بهدفنا المتمثل في دفع التقدم التكنولوجي وتسريع التنمية المستدامة.

سوق عالمي بإمكانات هائلة

قال فويتشيك باجدا نائب الرئيس، رئيس منطقة الخليج في «إريكسون»: ستقدم التكنولوجيا الجديدة تجربة أفضل في خدمات الصوت والبيانات إضافة إلى خدمات جديدة تماماً في الترفيه والألعاب والتعليم، ونظراً للطلب المرتفع تمثل تقنيات الجيل الخامس فرصة هائلة لمزودي الخدمات لتوليد قيمة جديدة في مجال الأعمال الاستهلاكية، وإضافة إلى ذلك، سيسمح توسع انتشار تقنيات الجيل الخامس للشركات على اختلافها بجني فوائد التنقل المعزز والمرونة والموثوقية والأمن وسيؤدي ذلك إلى تمكين إنترنت الأشياء والتطبيقات الصناعية من الوصول إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، ويمثل هذا الأمر بالنسبة لمزودي الخدمات سوقًا ضخماً قابلاً للاستغلال ينطوي على إمكانات تقدر بنحو 700 مليار دولار بحلول عام 2030.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"