الشهادة أم الخبرة؟

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين

أيهما أفضل للتوظيف هل الشباب أصحاب الاختصاص، أم أصحاب الخبرات المتراكمة التي تمتد لسنوات؟
السؤال رهن الإجابة من أطراف عدّة، بيد أن المؤكد أن الشهادة العلمية ما هي إلا بداية الطريق لتكوين الخبرة، عبر القبول بأي وظيفة حتى الوصول إلى الوظيفة المناسبة.
بالنسبة لصاحب العمل فإن الخبرة تقدم على الشهادة، لأن الموظف صاحب الخبرة يملك مهارات القيادة، كما أنه يملك مهارات أفضل وأقوى في التواصل من الموظف الشاب. 
هذه الفئة اكتسبت خبرتها في التواصل في زمن لم تكن فيه التكنولوجيا تهيمن على آلية التعامل، ومن ثم مهاراتهم متقدمة في هذا المجال؛ لذلك فإن أغلبية الشركات وجدت أنها تعاني خللاً كبيراً في التواصل وجهاً لوجه مع الزبائن، حين يكون الموظف المكلف هذه المهمة شاباً. 
الموظف الشاب، ورغم كل الحماسة التي يملكها، فلا يزال لديه الكثير ليتعلمه، وإن لم يكن في فريق العمل من يملك هذه الخبرة، فلا مجال لتعلمها، بالتجربة والخطأ.. وهذا أمر لا تحتمله المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة؛ لأن هذه المقاربة مكلفة جداً. لذلك حين تملك المؤسسة مجموعة من الموظفين الذين يملكون الخبرة، فهم سيؤدون دور «المعلم» الذي ينقل خبرته إلى الفئات الشابة.
 بشكل عام الموظف الأكبر سناً يشعر بالرضا أكثر من الموظف الشاب، فيما يتعلق بوظيفته، وهذا ما يجعله يستمر في عمله لوقت أطول. الشركات عادة تنفق الكثير من المال والجهد، لتدريب الموظفين الجدد، ليكتشفوا لاحقاً أنهم وبمجرد حصولهم على عروض أفضل لا يتردّدون قبل مغادرة الشركة. 
والمدة التي يمضيها الموظف في الشركة نفسها، تزيد وفق السن التي كان عليها حين التحق بالشركة، أي أن الموظف الأكبر سناً سيبقى مع الشركة نفسها لمدة زمنية أطول بأشواط من الموظف الشاب. 
هناك دراسات كثيرة بيّنت أن الموظف الذي يراوح عمره بين 45 و54 عاماً يستمر في عمله بمعدل بين 10 و15 سنة، ومن تراوح أعمارهم بين 55 و 64 يبقون في أعمالهم، حتى تقاعدهم.
من هنا فإنه ولتجاوز هذه «المشكلة»، فإن تدريب الموظفين الجدد ضروريّ ويجب أن يتضمّن معرفة العمل أولاً، والأهم القدرة على «قولبة» هذا الموظف ليكون انتماؤه كاملاً لمؤسّسته، وتوجيه الإمكانات التي يملكها بالاتجاه الصحيح، فضلاً عن صقل المهارات التي تحتاج إليها المؤسسة بالضبط. وهذا قد يزيد تميّز الشاب؛ لأن الطواعية، قد لا تكون موجودة لدى الأكبر سنّاً، ومن ثمّ يمكن مع الشباب، حصد النتائج التي تريدها المؤسسة بالضبط، لأنهم أكثر تقبلاً للتوجيه.
شبابنا مستقبلنا.. والحرص عليهم يجب أن يشمل كل شيء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"