عادي

ناج من انفجار مرفأ بيروت يرى 4 أغسطس في كل يوم

17:34 مساء
قراءة دقيقتين
انفجار مرفأ بيروت
بيروت – رويترز
توقف الزمن عند يوم الرابع من أغسطس/ آب 2020 بالنسبة للبناني شادي رزق، أحد الناجين من كارثة مرفأ بيروت عندما انفجرت كمية هائلة من نترات الأمونيوم في ميناء العاصمة اللبنانية قبالة مكتبه.
وقال الرجل البالغ عمره 36 عاماً «هذه السنة قطعت بلحظات كتير سريعة، يعني ما بتحس إنه قطع سنة، لا أعرف يمكن تحس أن الأيام معدودة أو لحظات، يعني غمض عين، فتح عين، أصبحنا سنة من الانفجار، الزمن توقف بشكل تام. يعني كل يوم 4 أغسطس، كل يوم، كل يوم. كل يوم بتذكر الانفجار أو بتذكر شو صار بهذا النهار البشع».
وكان رزق في المكتب حيث يعمل بشركة لتقديم خدمة الإنترنت وكان يصور الدخان المتصاعد من انفجار أوّلي في الميناء حين وقع الانفجار الثاني. واحتاج إلى 350 غرزة في أنحاء جسده ووجهه كما أُصيب بإعاقة بصرية جزئية جراء الانفجار.
وما زال طبيب رزق يستخرج الزجاج من جسده. ورغم أن العديد من ندباته عولجت الآن إلاّ أنه ما زال يتعافى جسدياً ونفسياً.
وبعد أن نجا من تجربة الاقتراب من الموت، يعتبر رزق يوم 4 أغسطس/ آب يوم ولادته مجدداً ويريد الآن مواصلة هذا الفصل الجديد من حياته بعيداً عن لبنان. وقال «لا أشعر بأمان ببلدي، من شان هيك بدي أفل (أغادر)، بدي أفل، وهدا أصعب قرار بآخده بحياتي».
وتقدم الآن بطلب للهجرة إلى كندا ويخطط ليكون هناك بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. في الوقت ذاته ما زال يعيش في منزل عائلته في إحدى ضواحي بيروت المطلة على المرفأ مما يجعله يتذكر يومياً تجربته المؤلمة.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانفجار يوم الأربعاء يقول رزق إن «غضبه الداخلي» يتزايد بسبب توقف التحقيق في الانفجار. وهو واحد من العديد من اللبنانيين الغاضبين من غياب المحاسبة بعد مرور عام على الواقعة.
وقال رزق، بينما يقف في الشارع الذي يقع به مكتبه المدمر المواجه لصوامع الميناء المحطمة، «الندوب الداخلية هي الأبشع، يعني يمكن جسديا راح أصح بعدين، بس نفسياً ما بعرف أي وقت بأصح».
ولم يحسم رزق بعد خططه ليوم الذكرى السنوية للانفجار يوم الأربعاء. فهو يخشى أن يعيد ذلك ذكريات «الوجع اللي كان ما إنه طبيعي» لكنه على يقين من أنه يريد التواجد في الشوارع القريبة من الميناء للتعبير عن غضبه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"