عادي
عانت منه 30 عاماً ونسبة الإصابة به 5 من كل مليون

أطباء «كليفلاند» ينجحون في علاج مريضة بالورم الحبيبي والتهاب الأوعية الدموية

19:30 مساء
قراءة 3 دقائق
دانيا المالكي

أبوظبي: «الخليج»

بعد 30 عاماً من المعاناة من مرض نادر من أمراض المناعة الذاتية، نجح أطباء مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي/ مبادلة للرعاية الصحية، في علاج المريضة دانيا المالكي التي تعاني من الورم الحبيبي اليوزيني مع التهاب الأوعية الدموية (EGPA)، وهو مرض نادر لا تتجاوز نسبة الإصابة به خمسة من كل مليون شخص، وقد استخدم الفريق الطبي علاجاً جديداً مبتكراً، أتاح للمريضة أن تبدأ بممارسة الرياضة، والخروج لرؤية الأصدقاء، والتطلع مرة أخرى إلى المستقبل.

فقبل 30 عاماً، شخّص الأطباء حالة دانيا، وهي سورية أمريكية متخصصة في مجال الاتصالات وفنانة طموحة، وعاماً بعد عام، تذبذبت حدة الأعراض التي ظهرت على دانيا، حيث جرب الأطباء معها مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج حالتها، وعلى الرغم من مرور فترات طويلة لم تعانِ فيها إلا من بعض الأعراض الطفيفة، إلا أنها، ومع شدة وطأة المرض عليها، صارت الدنيا تضيق عليها، وفي النهاية، وصلت دانيا إلى مرحلة أصبح فيها المشي لأكثر من بضع خطوات تحدياً لأنها كانت تعاني من أجل أن تتنفس، وبعدما كادت دانيا أن تيأس من العثور على علاج يريحها ويمكنها من استرجاع حياتها، قامت بزيارة مستشفى«كليفلاند كلينك أبوظبي»، حيث وجدت العلاج الناجع.

يقول الدكتور فولفيو سالفو، أخصائي المناعة في مستشفى«كليفلاند كلينك أبوظبي»:«عندما جاءت دانيا إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، كانت تعاني من أعراض شديدة منذ وقت طويل جداً، كصعوبة التنفس والسعال، والتي فرضت العديد من القيود على حياتها اليومية، وقد تلقت دانيا الكثير من العناية الصحية طوال السنين الماضية، لكنها لم تكن قادرة على أن تتحكم في تلك الأعراض بشكل تام، وحين أستحضر في ذهني الصورة التي بدت بها حين رأيتها أول مرة، وأقارنها بالحالة التي هي عليها الآن، أرى أن حياتها قد تغيرت للأفضل بشكل كبير جداً».

ومع عدم وجود سبب معروف أو علاج متاح لمرض الورم الحبيبي اليوزيني مع التهاب الأوعية الدموية، فإن هذا المرض يصيب جهاز المناعة، ويسبب التهاب الأوعية الدموية في الجسم، كما أن هذا المرض، وإن كان له تأثير على كثير من أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب والكلى والأعصاب، إلا أن تأثيره غالباً ما يكون أشد وأكثر شيوعاً على الرئتين والجزء العلوي من مجرى التنفس، وترتبط الحالة الصحية للمريض ارتباطاً وثيقاً بتاريخه الصحي مع الحساسية والربو، حيث تحدث الإصابة بهذا المرض بشكل يكاد يكون حصرياً في المرضى الذين يعانون من الربو الحاد، وتتضمن الأعراض الأكثر شيوعاً ضيق التنفس الناتج عن ضعف التحكم في أعراض الربو، والإرهاق، انسداد الأنف، وآلام العضلات والمفاصل.

ويتابع الدكتور سالفو قائلاً:«عندما رأينا دانيا لأول مرة، كانت أعراض هذا المرض تسيطر على حياتها تماماً، وذلك على الرغم من أنها كانت تتناول الجرعة القصوى من أدوية علاج الربو، ومثبطات المناعة، والكورتيزون، وهي أدوية قد يكون لها تأثير خطير للغاية على المدى الطويل، وكنت قلقاً جداً بسبب أنها كانت تستخدم الكورتيزون لأكثر من 20 عاماً، فقررنا أن نجرب علاجاً جديداً، وهو دواء بيولوجي متوفر هنا وثبت أنه فعال في علاج مرض الورم الحبيبي اليوزيني مع التهاب الأوعية الدموية، ويسعدني أن أقول إننا شهدنا تحولاً حقيقياً في حالة دانيا الصحية».

بعد بدء العلاج الجديد، باستخدام الحقن التي تعطى مرة واحدة في الشهر، بدأ فريق الرعاية الصحية الذي يتابع حالتها يقلل من جرعة الأدوية الأخرى رويداً رويداً، ومع تحسن حالتها، صارت دانيا قادرة على الاستغناء عن مثبطات المناعة، وعن بعض أدوية الربو وهي الآن تتلقى جرعة قليلة من الكورتيزون، لقد تحسنت حالتها كثيراً لدرجة أنها تمارس الرياضة الآن، وتخطط للسفر، وتأمل في عرض أعمالها الفنية – وهي لوحات لمشاهد من الأزقة والشوارع والمناظر الطبيعية في سوريا، موطن أجدادها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"