لتصبح شخصاً مبدعاً

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

جميعنا نحلم بأن نكون مبدعين في كافة مناحي حياتنا الشخصية والعملية. غير أن قلة من الناس يتوصلون إلى كيفية جعل الإبداع جزءاً من حياتهم اليومية. وبينما يعتقد الكثيرون أن فترة ما بين السابعة صباحاً والرابعة ظهراً، حيث يعمل معظمنا، هي الوقت الأنسب لإضفاء اللمسات الإبداعية، إلا أن الإبداع لا يكترث لكمّ الساعة، إذ يتجلى في كثير من الحالات عندما نكون بعيداً عن مكان العمل والضغوطات الحياتية والمسؤوليات المختلفة، كما يحدث عندما نكون تحت دُش الحمام على سبيل المثال لا الحصر.
يعمل غالبيتنا عادة في بيئة عمل تتسم بكثرة المشتتات الاجتماعية والفوضى والأحاديث الجانبية غير المفيدة، مما يجعل الإبداع يميل إلى الظهور خارج نطاق ساعات الدوام. لهذا فمن المهم للغاية أن نولي حياتنا بعيداً عن أجواء العمل كل اهتمام، لأن تدفقنا الإبداعي يبرز تحديداً في تلك الساعات التي نقضيها بمنأى عن الضجيج والمهام اليومية الرتيبة.   
ونظراً لأننا نميل عادة إلى تحديد إطار زمني محدد لإنجاز الأعمال، فإن ذلك يقوض مساعينا نحو الإبداع. فالتعلق المبالغ فيه بالمواعيد النهائية يحدّ من قدرتنا على الابتكار ولا يترك لرؤيتنا الإبداعية فضاء واسعاً لتنمو وتزدهر. لهذا، فعلينا التخلي عن التشبث بمنظومة المواعيد النهائية التي تجعلنا نعمل في عجالة ونشعر بالتوتر الشديد، الذي يؤدي بدوره إلى اضمحلال القدرة على الإبداع، بل وانعدامها في أحيان كثيرة.  
كما وتتسم أغلب بيئات العمل بالإفراط في التركيز على الكفاءة والإنتاجية إلى حد غريب، فضلاً عن نشدان المثالية. وهو الأمر الذي يثير بداخلنا رغبة مستمرة لإصلاح الأمور، فلا نرضى أبداً عن عمل قمنا به، ولا نقتنع بإنجاز حققناه، بل نستمر في محاولات مستميتة هدفها تحقيق الكمال الذي لا يمكن الوصول إليه مهما بذلنا من جهد؛ لأنه لا وجود للمثالية في عالم البشر.
أما إذا كبحنا هذا الميل نحو إصلاح الأشياء وجعل الأمور تبدو أقرب إلى الكمال، فإن ذلك سيجعل عملنا يغدو تجربة غاية في المتعة والإبداع، لأننا نسمح لأنفسنا بأن نجرب ونخطئ، ونتعلم من أغلاطنا، ونطرح الحلول غير الاعتيادية حتى لو بدت كما لو أنها أبعد ما تكون عن المثالية.
ولقد حظينا بفضل جائحة كورونا بفرصة نادرة لكسر الكثير من القواعد التقليدية القديمة، وتحقيق مرونة أكبر فيما يتعلق بالإنتاجية والوقت، وتجربة معايير عمل جديدة لم نألفها من قبل، لكنها أثبتت قدرتها على إتاحة المجال لمزيد من التدفق الإبداعي.
يمكنك اعتبار ما يجري على الساحة اليوم فرصة ذهبية لك لكسر بعض القواعد، وتجربة أمور جديدة وأساليب عمل لم تعهدها قط، حتى تفتح الأبواب على مصراعيها أمام عقلك للإتيان بالمزيد من الأفكار الابتكارية. فاغتنم الفرصة وابدأ رحلة الإبداع الخاصة بك.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"