عادي

تعرف إلى معاناة أول «أسود» في تشيلسي

18:48 مساء
قراءة 3 دقائق
بول كانوفيل
بول كانوفيل

الشارقة: ضمياء فالح
من يصدق أن بول كانوفيل صاحب 59 عاماً كان أول لاعب أسود في نادي تشيلسي الإنجليزي، وذلك قبل 40 عاماً فقط عندما التحق بصفوف «البلوز»، أكثر أندية الكرة البريطانية عنصرية في ذلك الوقت عندما كان بسنّ الـ19 من عمره، لكنه عانى كثيراً من هتافات الجماهير المسيئة.
تجربة كانوفيل في تشيلسي ألحقت العار بالكرة الإنجليزية حينها بسبب العنصرية ضده من مشجعي الفريق أنفسهم وكان عندما ينهض من دكة الاحتياط ليتدرب استعداداً للمشاركة في المباراة كان المشجعون يصرخون في وجهه: اجلس أيها الأسود ، ثم يهتفون مرددين لا نريد الزنجي، لا نريد الزنجي ويرمون عليه حبات الموز.
يقول كانوفيل: شعرت فعلاً بمرض يسري في جسدي وما زلت حتى الآن لا أعرف كيف نجحت في تجاوز تلك الأيام الصعبة. كنت أتجنب ركوب القطار وأظل ماشياً حتى أحصل على مساعدة من أحد ما، كل ما أتذكره هو أني كنت أجلس خائفاً في ركن ما أنتظر أن تقول إدارة النادي إن التعاقد معي كان مخاطرة وهو في غنى عنها. لم أكن أعلم أي شيء عن مشجعي الفريق ولم أكن أصلا أشجع تشيلسي ولا أذهب لمشاهدة مبارياته ولم أكن أشاهد الفريق الأول عندما كنت أتمرن مع الاحتياط حتى تم اختياري ضمن صفوفه. معاناتي استمرت عامين ونصف العام، حتى عندما كنت أسجل كان المشجعون يقولون لا... ما زالت النتيجة صفر- صفر لأن الزنجي سجل الهدف، لم يكن أحد في المنزل يعرف ما يحدث فعلاً لأنني التزمت الصمت وكافحت حتى أثبت جدارتي في الفريق لأني أردت أن أكون لاعب كرة قدم وهذا كان حلمي منذ البداية.
عانى كانوفيل أيضاً من السرطان في الثلاثينيات من عمره وتعافى، وفي مطلع العام أوشك أن يموت بسبب تجلطات في جسمه وخضع لجراحة 9 ساعات ويعلق:«من شدة الألم طلبت من الطبيب تنويمي حتى ينتهي. أنا لست من النوع الرقيق لكنني تعرضت لاختبار حقيقي لإرادتي».
بعد انتهاء الجراحة الأولى، تطلب إجراء جراحة جديدة وبقي بعدها في العناية المركزة 6 أسابيع بوضع شبه نائم ثم أصيب بفيروس كورونا وعندما ترك المستشفى في إبريل فقد الكثير من وزنه ولم يعد يستطيع السير بدون عكاز ويعلق:«كنت أول من عانى من العنصرية وعندما نجوت من الموت قلت في نفسي إن الله أبقاني لسبب ما، أنا لا أكافح العنصرية من أجل نفسي؛ بل من أجل اللاعبين الشباب. 3 لاعبين شباب من مواليد إنجلترا تقدموا لتنفيذ ركلات الترجيح في نهائي أوروبا 2020( راشفورد وناتشو وجيدون) وهذه المهمة وحدها صعبة فما بالك أنهم أهدروا التسجيل لسوء الحظ أو نجاح الحارس في صدها. تعرضهم للعنصرية على مواقع التواصل أغضبني، لا تقولوا لي سنفتح تحقيقاً، تعبنا من هذه الوعود التي تتبخر بعد أسبوعين ثم تنسى. آن أوان الحلول، انشروا أسماء العنصريين وعاقبوهم بغرامات كبيرة وأغلقوا حساباتهم على السوشيال ميديا، سيترددون ألف مرة إذا علموا أن هناك عقوبات أمامهم».
وتحدث كانوفيل في كتاب سيرته الذاتية عام 2008 «أسود وأزرق» عن مشاركته الأولى مع الفريق الأول لتشيلسي وكانت أمام كريستال بالاس، وكتب:«تعرضت لعنصرية فظيعة من مشجعي تشيلسي. استمر الحال طويلاً حتى بعد مساعدتي الفريق للفوز بلقب الدرجة الثانية والحلول سادساً في دوري الأضواء حتى رحلت عن الفريق في 1986 صوب ريدينج، صنعت التاريخ والمشجعون حولوا حياتي جحيماً».
بعد شهرين من رحيل، تعرض كانوفيل للإصابة التي تسببت باعتزاله، دخل دوامة الإدمان والمشاكل النفسية قبل أن يعيد حياته للمسار الصحيح وعند مجيء المالك الروسي رومان أبراموفيتش دعي كانوفيل ليكون سفيراً للبلوز وهو يتحدث بصفة منتظمة مع لاعبي الأكاديمية، وفي الصيف أطلق اسمه على منصة في ملعب ستامفورد بريدج جلس فيها بمباراة فوز فريقه على كريستال بالاس بافتتاح الموسم ويعلق:«حضور مباراة بملعب ممتلئ في ستامفورد بريدج وجلوس في منصة تحمل اسمي لم يكن حتى ضمن أحلامي».
وتابع كانوفيل الذي يتبرع النادي بالمال لمؤسسته المناهضة للعنصرية:«تشيلسي يجب أن يتخلى عن ماضيه العنصري لأنه لولا اللاعبون السود ما حصد الألقاب، أول مدرب أسود يفوز باللقب المحلي كان رود جوليت ويضم الفريق أكبر عدد من اللاعبين السود في الأندية الإنجليزية. منذ 40 عاماً لم يوجه لي أحد سؤال:« ماذا نفعل لكبح العنصرية ؟ «لكن أبراموفيتش سألني. إن كان فريقي نجح في التخلي عن ماضيه العنصري فبلادي أيضاً تستطيع فعل ذلك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"